كان توم كروز وسيماً ورائعاً كالعادة.. يا لهذا الحلم الأميركي الذي نلهث وراءه.. وعداً لكل شعوب الأرض. عندما غرس البطل الأميركي خنجره ذا الشفرة الباردة اللامعة في ظهر الخائن.. سعدت. لا يهم أمات الخائن غدراً من الخلف أو طعناً من الأمام، ما يهمني هو سلامة البطل وانتصاره. وحينما رأيت دماء الخائن تقطر على حد الخنجر .. غمرني الارتياح. ولكن مهلاً.. ما هذا أهي بعض صلصلة الكاتشوب قد سقطت على صدري؟ ومن ذا الذي وضع لي بعض أحمر الشفاه على شفتي.. أتراه من صنع كريستيان ديور ام إيف سان لوران.. وما بال لونه قانٍ لهذا الحد..؟! ومن أين أتت حبة اللؤلؤ هذه المتكئة على صدري دلالاً. وهذا الجرح الغائر في صدري.. فمددت يدي اتحسسه. وفكري مشغول بحفلة إنريكو إغلاسياس بمدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، وبوسامة كيفن كوستنر وجورج كلوني في حفل جوائز الأوسكار وأناقة سلمى حايك واوبرا وينفري، وهل سيلحق الآرسنال الهزيمة بريال مدريد؟ وعند رؤيتي لدعاية الكولا وساندوتش ماكدونالد على تلك الفضائية.. لعقت لساني. ومع عرض مستحضرات جونسون and جونسون تحسست محفظتي.. ليأتي خبر عاجل قاطعاً عليَّ كل هذه المتعة: ٭ تم اليوم اغتيال الشيخ الدكتور/ الرنتيسي زعيم حركة المقاومة حماس. فتذوقت طعم أحمر الشفاه الحقيقي، فإذا هو بطعم الدم فوجمت وترنحت.. وأحسست بالخنجر المغروز في ظهري، ورأيت نصله يلمع على صدري.. وغشت غشاوة عيناي.. أهذا توم كروز ام موفاز؟ واتى إعلاناً آخر: سيقيم المغني الإسباني الأصل / إنريكو إغلاسياس حفلاً اليوم مع النجمة / نانسي عجرم. ومع سحر عيونو وخدر جسمي بنظراته.. استلقيت وتمطيت وتثاءبت كقطة صغيرة على فراشٍ وثير لأتابع الحفل. آه.. ترى ما معنى الاستلقاء على نصل خنجر لغافل؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة