* هذا زمان المهازل الذي فيه يطل الموتى علينا من على قنوات التلفزيون المحلية والإقليمية والدولية ليتحدثوا غن ما لم يرواَ ولم يسمعوا ولا علم لهم بما يجري في عالمنا ولا صلة لهم بما يقولونه في القنوات التلفزيونية وفي غيرها..
* وأطل علينا عبد الرحيم دقلو من تلافيف مهازل هذا الزمان يدعو فيه البرهان للاستسلام لقوات الجنجويد، وفي ثقةٍ مزيَّفة يقول للبرهان:- "لم يتبق لك شيء… لا يوجد جيش يقاتل، أنتم الآن تدافعون في القيادة العامة من داخل البيدروم ويومياً نحن متقدمون وسنتسلمها منكم"!
* ومن عجبٍ أن بعض الذين يكتبون وهم في عالم اللا وعي، ومن خارج المشهد تماماً، بصدِّقون هذا (اللمبي) الجديد، و على أوهام هذا اللمبي الجديد يبنون أمانيهم المكتوبة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
* وأقول لكم هذا زمان (التشويش) والتغبيش، زمان الحقائق البديلة.. وفيه أجبرني عبدالرحيم (اللمبي) الجديد، بثقته المزيَّفة، أجبرني على استرجاع الماضي القريب جداً، أيام كان الجنجويد يجوبون شوارع العاصمة المثلثة، في فوضى لا مثيل لها، بسيارات الثاتشر رباعية الدفع، وكانت السيارات لا تراعي حرمةَ الشوارع الفرعية ولا الأزقة الضيقة، وعلى ظهورها وحوشٌ قادمة من قلب الصحراء الكبرى مدججة بالسلاح، وعلى رؤوس الوحوش كدمولات تبيِّن هُوية الوحوش فتهرب النساء من الشوارع ويختفى الأطفال من ميادين اللعب..
* واليومَ أسترجع تلك الذكريات، ثم أحمد الله الذي أراني الجيش وقواته الخاصة يملأون نفس الشوارع الرئيسية والفرعية والأزقة التي كانت مرتعاً للوحوش.. وأراني الكدمولات تتحول إلى عباءات المنقبات من النساء يرتديها أولئك الوحوش، وأراني هيئة العمليات والاستخبارات العسكرية تُلقي القبض على الوحوش المرتدية العباءات في سوق صابرين بأم درمان، قبل إسبوع، وتلقي القبض على رصفائهم في مناطق أخرى بالخرطوم والجزيرة..
* وأنا أسترجع الماضي كي أعود وأسأل (اللمبي) الجديد في الحاضر: من الذي لم يتبق له جيش يقاتل جيشك الذي استبدل الكدمولات بعباءات النساء المنقبات، وبأزياء الرعاة، يا عبدالرحيم دقلو، فبالأمس الأربعاء ١ نوفمبر ٢٠٢٣، تم القبض في الدويم، بواسطة الاستخبارات العسكرية، علي ٢٠ فردآ من جنسيات مختلفة تابعين لمليشيا الجنجويد متنكرين في هيئة رعاة!
* هذا ما يحدث الآن.. والشارع يهتف:- " يا برهان فك اللجام! ".. وعند زيارة البرهان لعرين الأسود في وادي سيدنا، زأر مئات الآلاف من الأسود، زئيراً داعماً لهتاف الشارع في ما يشبه الكورس المتناغم:- " فك اللجام! فك اللجام! اللجام! فك اللجام! فك اللجام!"
* ويعني فك اللجام، لمن لا يعرف، يعني إطلاق يد أسود الجيش السوداني للإجهاز على تلك الوحوش المتعطشة للدماء البشرية، إطلاقاً دون قيود..
* آهِ لو سمعتموهم يهتفون في ذلك الإيقاع المتناغم "فك اللجام! اللجام! فك اللجام! فك اللجام!"
* الكل يطلب من البرهان أن يفك اللجام، أن يطلق إرادة الأسود للإجهاز على الوحوش القادمة من قلب الصحراء الكبرى.. والبرهان يتلكأ ولا أدري سبباً واحداً يدعو البرهات للتلكؤ في فك اللجام واطلاق الأسود لأداء واجبها، بأسرع ما يكون الفتك والإجهاز على الميليشيا المنهارة..
* أحسستُ اليوم، الخميس ٢ نوفمبر ٢٠٢٣، أن هناك ما يشبه فك لجام الأسود، فدوي قذائف المدافع يتتالى في كثافة نارية لم يحصل أن تم إطلاق قذائف في كثافتها منذ أتيتُ (نازحاً)، قبل ثلاثة أشهر إلى منطقة الحتانة، في أقصى شمال أم درمان؛ وهناك أنباء تتتالى حول تشظى ميليشيا الجنجويد وحول صراعات مسلحة بين قواتها حول تقسيم (الغنائم) على أسس قبلية، فالمسروقات والمنهوبات غنائم عند الميليشيا، وهذا دليل أنهم يحسبون أنهم في حرب مع الشعب..
* لقد يقنتُ، منذ البداية، أن الميليشيا تحارب عامة الشعب نهباً وسلباً وقتلاً وإغتصاباً للنساء.. خاصة أيام الهدن السابقة- لا أعادها الله مرة أخرى..
* وقد أبدت الغالبية الغالبة من الشعب والجيش السوداني رفضهم الشديد لعودة منبر جدة وتكرار الهدن التي لُدغ الشعب خلالها لدغات ولدغات.. وما مجيئ البرهان إلى قاعدة وادي سيدنا العسكرية إلا بعد أن بلغه استنكار الشعب والجيش للاجتماع الجاري هذه الأيام بين ممثلي الجيش وممثلي ميليشيا الجنجويد.. فأتى مسرعاً لطمأنة المواطنين والجيش أن مفاوضات منبر جدة الحالية تُعنى بخروج الميليشيا من بيوت المواطنين ومسائل إنسانية أخرى.. وأن القوات المسلحة مستمرة في المعركة حتى دحر التمرد.. وأن الحل العسكري سيكون ضروريا إذا رفضت قوات الدعم السريع السلام، وبمعنى آخر، إذا رفضت الاستسلام!
* وأطل علينا هارون مديخر، مستشار حميدتي ليعلن من وراء تجاهلٍ بالواقع أن المفاوضات "تسير بصورة ممتازة، ونعمل الآن على وقف إطلاق النار، ويأتي بعده الملف الإنساني وإعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب السوداني والمؤسسات العسكرية المتحاربة".. ثم يوغل في تجاهل الواقع معلناً أن القيادات السياسية والعسكرية (كلها) تدعم المفاوضات الجارية.. وأن الشعب السوداني (كله) يعتبر تلك المفاوضات الحل الأمثل للقضية السودانية..
* إن المستشار مديخر يهذي في انكسار، والشعب السوداني يضحك على أحلام (ظلوط).. ويصر على فك اللجام..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة