تعرض ال بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم الي ظلم كبير من قبل ازلام الدولة الاموية خاصة من الطاغية يزيد بن معاوية فقد كان اشد عليهم قسوة من ابي جهل عمرو بن هشام الذي رفض في ليلة هجرة النبي محمد ( ص) ان يتسور عليه حائط بيته حتي لا تقول العرب ان عمرو بن هشام قد افزع بنات محمد الا ان يزيد بن معاوية فعل في ال محمد (ص) ما عجز عنه الكفار والمشركين و الذين بالرغم من اختلافهم مع النبي صلى الله عليه وسلم الا انهم كانوا يمتلكون الحد الأدنى من القيم والمبادئ التي تحض على حرمة الدم والعرض ، فالامام الحسين لم يفعل شي غير قيامه بنصرة الحق والتصدي لظلم الدولة الاموية التي انحرفت عن نهج الاسلام نعم نجح الامويين في قتل الامام الحسين واهل بيته والتنكيل بالاحياء منهم ولكن ذلك لم يزد الناس الا محبة لهم حتي صار المثل الشعبي المعروف ان فلان مظلوم ظلم الحسن والحسين في اشارة الى ما تعرض له احفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم زينة شباب الجنة ولتحل اللعنة على الدولة الاموية وتسقط في اخر المطاف والعبرة من هذا السرد التاريخي هي ان الظلم ساعة وان دولة العدل الي قيام الساعة ولا يذكر الامام الحسين الا وتجد الناس تترحم عليه فهو ابن الامام علي بن ابي طالب باب مدينة رسول الله العلمية علي عكس يزيد بن معاوية فلا تجد له اليوم اثر
السودان ذلك البلد الذي يقع في افريقيا وارتبط بالعالم العربي من خلال تحدث معظم شعبه باللغة العربية مع الاحتفاظ باللغات الاصيلة فهو بلد قارة يضم ثقافات وحضارات ضاربة في اعماق التاريخ مثله مثل بقية الاقطار العربية التي هي الاخري تضم قوميات غير عربية وان تحدثت العربية الا ان لا احد ينتبه الى ذلك بسبب تشابه البشرة والملامح في ما بينهم مع العرب حيث تجد ذلك يتمثل في الاكراد والتركمان و السريان و الاشوريين والشبك والارمن في ( العراق سوريا ولبنان والاردن) و البربر الامازيغ في شمال أفريقيا ( ليبيا والجزائر وتونس والمغرب ) والاقباط في (مصر) لذلك يخيل للبعض ان شعوب كل تلك الدول عربية السحنة بسبب تشابها في لون البشرة علي عكس السودان ذلك البلد الفريد الجميل الذي يضم اعراق من مختلف أنحاء العالم الا ان الغلبة هي للسود بسبب اغلبيتهم فالسودان كان يمكن ان يكون حلقة وصل بين العرب و افريقيا ولكن جماعة الهوس الديني والثقافي ( الحركة الاسلامية ) بالاقتران مع بعض الأحزاب السياسية العنصرية (البعث العربي الإشتراكي ) و (الناصري) اردوا جر البلاد الي معسكر العروبة وافساد ذلك التنوع الثقافي الجميل الذي جمع ما بين الثقافتين العربية والافريقية ومع دخول الاسلام حدث ميلاد للثقافة السودانية التي لا تخضع الي معيار الدين او العرق او اللون ومن نتاج سياسة اقصاء الآخر تلك وفرض ثقافة احادية كانت حرب الجنوب والتي انتهت بانفصال الاقليم الجنوبي في العام 2011م بعد خمسين عاما من عدم الثقة بين طرف يريد المحافظة على ثقافته وطرف اخر مهوس بتحويل كل السودانيين الي عرب بين شمس وضحاها بدون مراعاة لحقوق الاخرين متخذين من الدين حجة لممارسة القمع والاستبداد لاجل تمرير مخطط تقسيم البلاد
و بعد انفصال الجنوب صار الاستهداف منصب نحو المناطق المهمشة ومن بينها جبال النوبة التي تعرضت الى ظلم تاريخي منذ ما قبل دخول المحتل التركي المصري مرور بالمهدية والحكم الثنائي الانجليزي المصري وحتي فترة الاستقلال لم يجد ابناء النوبة حظهم من الحقوق لذلك كان من الطبيعي ان يرفع الرعيل الاول منهم السلاح لاجل المطالبة بالحقوق لا اريد سرد تاريخ السودان والذي هو معروف للجميع وهو عبارة عن ظلم وقهر وعنصرية وتسلط مكون جغرافي واحد ظل مسيطر على البلاد وهو في سبيل ذلك لايهم لديه ان يقسم السودان الي دول ما دام هو علي راس الناس
في ظل عصر العولمة باتت القضايا المصيرية تخذ طريقها الى النشر العالمي باسرع و قت ومنها قضية الجندي حكيم تية الذي حكم عليه بالاعدام بتهمة التخابر مع العدو عبر محكمة عسكرية لم تستغرق وقتا طويلا حرم من حق الدفاع عن النفس بينما تاريخ نفس تلك المؤسسة العسكرية التي حكمت علي الجندي تيه يشهد تاريخها علي اصدارها في السابق احكام بالعفو عن قادة من الجيش تم الحكم عليهم بالاعدام بعد محاولات انقلابية فاشلة فهل القانون يطبق على امثال الجندي حكيم تية؟ لا نعرف مصير الجندي تيه و يجب الكشف عنه وهذه مسؤولية المجتمع الدولي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولجان حقوق الانسان وفي حال تنفيذ حكم القتل عليه يجب تقديم كل من شارك في تلك الجريمة الي المحكمة الجنائية الدولية
في السودان المهن لا تكون متاحة الا عبر مايعرف (بواسطة) الا تلك المهن التي تتعلق بالموت فانها متاحة علي مدار العام مثل التجنيد في الجيش او الاحتياطي المركزي والعمليات حينها لن تسأل عن شهادات او حتي التاكد من مدي لياقتك الطبيه و اذا قدر بالزمان ان يرجع الى الوراء بالنسبة للجندي حكيم تيه بان يذهب للتجنيد بجهاز المخابرات او الشرطة الامنية او الجمارك فسوف لن يجد حظه شي من القبول الا بعد احضار شفيع او سيط ليعمل على تسهيل عملية انضمامه اليهم او حتي اذا اختار العمل المدني فسوف يجد (الواسطة) و المحسوبية تقف امامه و لو كانت الوظيفة المطروحة (خفير ) بمؤسسات مثل المالية او الضرائب او بنك السودان او النفط تلك الوظائف الخفائرية (جمع خفير) هي حكر على اولاد المصاريين البيض من ابناء النخبة الحاكمة الذين فاتهم قطار التعليم بسبب عدم قناعتهم به ورغم ذلك تكون فرص عملهم مضمونة و لو كان امثال ناس تية يستحقونها فهذا هو السودان البلد الظالم اهله
وكما سقط يزيد بن معاوية بعد ما ظن ان قتل الامام الحسين سوف يساعده على تثبيت اركان دولتة فسوف تسقط دولة الظلم في السودان و لو بعد حين هكذا علمنا التاريخ بان لكل بداية نهاية
******* فَرْطُ السّكوتِ على فرطِ الأذى سَقَمُ قد يسكتُ الجرحُ لكنْ يَنطقُ الألــمُ ومعقلُ الظلمِ أيّاً كــان صاحبـُـهُ لابدَّ يومــاً على أهليــِه ينهــدمُ فقُلْ لكلِّ عُتاةِ الأرضِ مَن غَشَموا ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ أينَ همو ألم تُزَلزَلْ صـُـروحُ البَغيِ أجمعُها بهــم كما زُلـزِلَتْ زِلــزالَها إرَم؟ فَرطُ السكوتِ على فَرطِ الأذى سقَمُ قــد يسكتُ العقلُ لكـنْ تصَرخُ الشيَمُ علاء الدين محمد ابكر 𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة