(الرحيل عز العرب) كتبه الفاضل عباس محمد علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2023, 03:09 AM

الفاضل عباس محمد علي
<aالفاضل عباس محمد علي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(الرحيل عز العرب) كتبه الفاضل عباس محمد علي

    03:09 AM October, 20 2023

    سودانيز اون لاين
    الفاضل عباس محمد علي-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر





    رحلت من بيت لبيت في الخرطوم بأواخر السبعينات، وكانت هذه العبارة مكتوبه علي الباب الخلفي للوري الذي حمل عفيشنا. وتذكرتها اليوم وانا أغادر القاهرة إلي دبي حيث إبنتي (بتشديد الياء) عبير وزينب؛ تذكرتها وأنا علي متن Air Arabia بعد خمسة شهور متوترة في القاهرة، مليئة بالحزن والفجيعة والقلب المجروح علي ما حاق بالوطن، ليس لهجرانه مجبرا، وليس لأني فقدت العفيش والشقة والسيارة، ولكن لأن مصر نفسها أضحت من الملل والضحالة والسطحية والمساخة بمكان، وليس كالمرات الماضية التي كنت استمتع خلالها بقاهرة المعز وبمشهدها الثقافي والسياسي والفني الملهم منذ الستينات، تحت ظلال الروح الناصرية التقدمية.
    أم لعلي قد تلبست الحالة التي قال عنها إيليا أبو ماضي: (والذي نفسه بغير جمال… لا يري في الوجود شيئا جميلا !). وأين الوجدان المفعم بالجمال والشعر وسط الأنباء المروعة المتواترة كل دقيقة من السودان علي جناح القنوات والإنترنت؟ لعن الله من كان السبب، ومن لازال يبطش بشعبنا بلا هوادة كضربات المطرقة المتلاحقة علي يافوخ الوتد. ورغم أني الآن في أيد حانية حبيبة، وسنرحل عما قريب لفيلا ابنتي زينب التي فاجأتنا بها بعد عشر سنوات عمل بملتي ناشونال في داون تاون دبي، فإن الغصة لم تفارق حلقي، بينما جافا النوم أجفاني، بسبب بلادي الجريحة. ولقد تناسانا العالم منذ اندلاع أزمة غزة، كأن شيئا لم يكن، إذ يبدو أننا لسنا من الأهمية بمكان لدي القنوات إياها الباحثة عن الإثارة، والتي كانت لا تغيب كامراتها عن الخرطوم لحظة واحدة طوال السبعة شهور المنصرمة. ولقد ضاعت مأساتنا بين أرجل إخوتنا العرب الذين يبدو أنهم ينظرون إلينا كنظرتنا لإبن السرية، وبين أرجل الغربيين الذين تناسونا كما تناسوا الصومال من قبل، علنا نصبح عما قريب Nonnationً بلغة جورج أورويل، ليسهل الحصول علي مواردنا القابلة للنهب من قبل ومن بعد، وربما الاستفادة كذلك من أيدينا العاملة كنوع من الرق الخديث المسخر لخدمة الآلة الرأسمالية الأوروببة والعربية المتشبهة بها.

    رغم ذلك، فلا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون، ونحن أهل نخوة وإباء وشموخ، وسوف ننهض من الركام بشكل سوف يدهش القريب والبعيد، وسوف ندحر الجنجويد القادمين من دول جنوب الصحراء الكبري، وسوف نسعي في مناكب التحول الديمقراطي والتقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي والاجتماعي، وسوف نلملم شعثنا ونوحد أمرنا، كما فعل أسلافنا عام ١٩٣٨ عندما التفت جميع ألوان طيوفهم حول مؤتمر الخريجين؛ وكما فعلت كل قواه السياسية عندما أعلنت الاستقلال من داخل البرلمان رغم أنف البرحوازية الخديوية الممولة (التي لا زالت تردد الفرية: "السودان ومصر كانوا دولة واحدة")، ورغم أنف الاستعمار البريطاني الذي كان يأمل في تدرج أطول نحو استقلال مشبوه مستقبلي؛ وكما توحدت الحركة السياسية فأطاحت بدكتاتورية عبود ، ثم دكتاتورية نميري (صديق السادات)، ثم دكتاتورية الإخوان المسلمين التي جسدها نظام البشير البرغوثي اللصوصي الفاسد.

    ولئن أصبحت القوي السياسية متشظية اليوم فإن الخيط الذي بجمعها في نهاية الأمر هو ثورة ديسمبر العظيمة، والتي لا يستطيع كائن من كان أن يسقطها من حسابه أو أن يلتف حولها، ويقلب لها ظهر المجن. فلا بد من تحقيق شعاراتها، وعلي رأسها (الجنجويد تنحل !)، ولن نقول للجيش اذهب للثكنات الان ،إذ أن في ذلك وضع للعربة أمام الحصان، وذلك يعني انتصار الجنجويد by default ، ولكننا حاليا نساند الجيش الذي يدافع عن أرضنا وشرفنا وهو في معامع المعارك، وغدا وبعد انحسار الغبار الجنحويدي لنا حساب مع قيادة الجيش التي تلكأت أحيانا في دحر مليشيا الجنجويد لأسباب مبهمة، ولأنها صادقت الإخوان المسلمين أعداء الشعب، وسمحت لهم بالاستمرار في التمكين وفي الامساك بعصب الدولة ومفاصل الحكم. وتحتاج هذه التوازنات الدقيقة لحكمة راسخة ونظرات ثاقبة وذكاء سياسي وشجاعة أدبية وصبر علي الآخر، حتي تتم الوحدة الفكرية والتنظيمية اللازمة للصمود أمام الهجمة الجنجويدية.
    ولا مفر من تفهم أوضاع الجيش الداخلية بموضوعية وهدوء، وليس بولولة الهتيفة ونواح الحكامات وأدعياء النضال المنكفئين علي ذواتهم.

    وفي نهاية اليوم لن يصح إلا الصحيح ، ولا بد من السلام المستدام والديمقراطية الراسخة ولو طال السفر.
    حرية سلام وعداله
    مدنية خيار الشعب.
    والثورة خيار الشعب !























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de