مع إقتراب موعد لقاء توحيدي لشتات قوى الثورة في أديس أبابا تحت ظلال ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ، يُلاحَظ تنامي أصوات و تحركات مناوئة تشير بكل أسف إلى عدم إدراك كثيرين ، من المحسوبين علي قوى الثورة، لأهمية الوحدة و التوافق علي الحد الأدنى لمواجهة الظروف الحرجة التي نعيشها و نحن نشهد وطننا في مهب رياح عاتية تنذر بأخطار عظيمة ، و نعيش نحن و معظم أهلنا في شتاتِ نزوحٍ و تهجيرٍ قسري يزيد آلامه غياب سقفٍ زمني، و تعقيدات لوجيستية ، محلية و خارجية ، تكاد تعصف بما تبقى في الوجدان من صبرٍ و قوة تحمُّل.. إن ما يبذله البعض من جهود ، تحت مظلات محلية او إقليمية، لإفشال اللقاء، أو وضع العراقيل إمام قيامه ، لا يليق ، و لا يتناسب مع الروح الثورية و لا مع المتطلبات الوطنية التي تتطلبها المرحلة التي يكاد العالم ينسى فيها ما يحيط بالسودان و أهله من فواجع و مهددات. ليس هذا فحسب ،بل ما يدعو للدهشة و الحيرة أيضاً الجحود الظاهر و غير المنطقي، و العداوات السافرة، الموجهة كلها، دون وجه حق ،ضد قوى الحرية و التغيير الأصل ( ق.ح.ت.) ،كقيادات و كتنظيم ، في نكرانٍ غريبٍ لأدوارٍ سلفت ،و لإنجازات تمت رغم ظلال تقصير وثقوه بأنفسهم ، و في تبخيسٍ غير منطقي لجهود قائمة منذ إندلاع الحرب اللعينة، لا تخلو من مخاطر ، و لا تتم إلا ببذل سياسي ظلت تقوم به قيادات ق.ح.ت. دون هوادة و دون مَن ، و بدوافع وطنية و ثورية ظاهرة للعيان ، و موثقة إعلامياً . حقيقة لا أدري كيف يسمح البعض لأنفسهم بنكران ما تم و ما يتم من بذل و من جهود مضنية،بل كيف يسمحوا لأنفسهم بتسويقها و محاولة تثبيتها في عقول الناس !! الأمر أمر وطن يا هؤلاء ، فلا تبخسوا الناس أشياءهم و ضعوا أيديكم مع الآخرين ففي ذلك سد للثغرات ، و وضع لِلَبِنَات وُحدة ثورية منتجة و متكاملة الرؤى و الجهود لا تكونوا معاول للهدم ، مطفئة لكل بصيص ضوء يلوح في الأفق ، فالتاريخ لا يرحم ، و السودان جدير بالبقاء وطناً عظيماً ، موحداً ، و آمناً، و ديمقراطياً ، رغم أنف الطامعين و المتكالبين. و الله و الوطن من وراء القصد. بروفيسور مهدي أمين التوم 18 أكتوبر 2023 م [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة