ورقة مُساهمة لمؤتمر ايوا التاسع: المنعقد بواشنطون مابين 20 أكتوبر إلي 22 أكتوبر 2023
واقع البلاد الحالي الجميع يراه ولايحتاج إلي أي تفصيلات أو عرض أو شرح ، أحاول أن أختصر في ورقتي هذه والدخول مباشرةً في الفكرة الرئيسية لها والغرض منها ، ومن خلال التقديم والنقاش حولها يمكن الإسهام في التوصل إلي مايفيد بلادنا للخروج بحلول عملية للأزمة الحالية في وجود الحرب ، والعمل لإيقافها ومن ثمّ الدخول في مرحلة مابعد إنتهائها... بدايةً وكما هو معلوم أنه وإبتداءً من صبيحة الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ دخلت بلادنا مرحلة جديدة ، بالحرب الحالية التي كانت لها عدد من المقدمات والمؤشرات وكان حدوثها وفقاَ لتلك المقدمات حتمية.... حدثت الحرب والجميع وقف علي أضرارها وتأثيرها السلبي الكبير علي مستقبل ووجود السُودان دولةً وشعب ، ولا داعي للتفصيل في هذا ولعل العديد من الأوراق والمُساهمات الأخري حتي داخل هذا المؤتمر قد أشارت إليها ووضحتها بشكل أكثر تفصيلاً ومُباشرة ، إذاً فإن الواقع الحالي ما بعد الحرب يفرض علينا التعامل معه بأدوات مختلفة وطريقة تفكير مختلفة ومحاولات حلول مختلفة ، فالجميع يتفق أن السُودان لم يعد كما كان قبل هذا التاريخ ، فما كان يتم في مسار حل علي سبيل المثال إتجاه قوي الإتفاق الإطارئ وأطرافه وبنوده الجوهرية لم يعد مقبولاً التعامل معها ، بدءاً من طرفي الحرب العسكريين أنفسهم سواء في قيادة الجيش أو الدعم السريع ، أو حتي محاولات فرض دور سياسي لمليشيا الدعم السريع بعد كُل هذه الجرائم التي تمت منهم والإنتهاكات ، وذات الأمر ينطبق علي قيادة القوات المسلحة والجيش الحالية ، والفارق أن الجيش يعتبر في العرف الدولي مؤسسة نظامية تتبع للدولة يمكن التعامل معها ويُفترض بهذا التوصيف بعيداً عن مسألة الإختطاف الحادث لها من مجموعات الكيزان ومحاولات تحويله لمليشيا تابعة للحركة الإسلامية ، ولكن مع هذا يعتبر جيشاً تابعاً للدولة يمكن التعامل معه كما يري البعض بإعتبار أنه مؤسسة وطنية تقبل الإصلاح ، أما مليشيا الجنجويد أو الدعم السريع فقد أثبتت التجربة العملية خطورتها الكبيرة علي مستقبل الدولة السُودانية نفسها ، وأنها غير مسألة التاريخ الإجرامي لها منذ تأسيسها وحتي الحرب الحالية إلا أنها تأكد بما لايدع مجال للشك تنفيذها وخدمتها لأجندة خارجية تخرب في الدولة السُودانية وتنهب فيها وتمارس هذه المليشيا نشاط هدّام يهدد حاضرها ومستقبلها... نخلص من هذا لإستحالة خلق حالة من القبول لأي دور سياسي لهذه المليشيا ، ولا أي دور لقيادتها ، وكذلك لا أي أدوار لقيادة الجيش التي تسببت في إشعال الحرب وفظائعها مع الطرف الآخر في الدعم السريع وقيادته... إذاً ما العمل لكي نذهب لحل واقعي وعملي يوقف الحرب وينتج عملية سياسية تخرج بلادنا إلي بر الآمان؟ هذا سؤال هام نحاول الإجابة عليه في ورقتنا ومساهمتي هذه... الحرب الحالية ولكي تتوقف من الهام والضروري جداً إيقاف كل السُبل والأسباب التي تؤدي إلي إستمرارها وإشتعالها وضمان عدم تمددها وإنتشارها... وهي أسباب: ١/داخلية ٢/خارجية الأسباب الداخلية تتطلب: ١/إيقاف خطاب الحرب ومنع تمدده ٢/العمل علي مُحاصرة وإيقاف خطابات الكراهية والنعرات الإثنية والقبلية ٣/عدم تشجيع أي طرف من طرفي الحرب أوالدعوة لإستمرار الحرب وحسمها عسكرياً ٤/عدم الإنصياع لدعوات التجييش والإستنفار منعاً لتمدد الحرب ومواصلتها ٥/تعلية صوت السلام والمطالبة به حتي تتحول إلي فعل يومي وثقافة تنتشر بين الناس وكل السُودانيين وتبيين مضار الحرب وآثارها السالبة الأسباب الخارجية: ١/دفع المجتمع الدولي والإقليمي والمؤسسات الدولية الرسمية والفاعلين الدوليين لمُحاصرة تمدد الحرب ٢/إيقاف ومنع أي تدخلات خارجية لدعم أحد طرفي الحرب أو التدخل العسكري المُباشر ٣/دفع المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة والرسمية لفرض عقوبات وتفعيل آليات تساهم في رضوخ الطرفين المُتحاربين للإحتكام لضرورة وقف الحرب ووقف إطلاق دائم للنار ٤/تقليل آثار الحرب بتقديم العون الإنساني اللازم وعدم حدوث مجاعة أو إنهيار للأوضاع الصحية يزيد من معاناة شعبنا ويساهم في إبادته وفناءه بسبب الحرب ٥/تفهم دول الجوار للأوضاع الإنسانية وفتح حدودها لإستقبال اللاجئين وإعانتهم وإيوائهم حتي تستقر الأوضاع وتتوقف الحرب ، وأن يكون هذا مُحفزاً في أن تلعب هذه الدول أدوار إيجابية بإستمرار في دعم وقف الحرب ومتابعة ذلك مع طرفيها وتمهيد الطريق لهذا وتيسيره ماهي الأدوات أو الآليات التي تساهم في وقف الحرب؟؟ ١/تكوين جبهة مدنية واحدة موحدة وواسعة ذات فاعلية وتأثير ٢/التعامل مع المجتمع الدولي والمبادرات الإقليمية والدولية والوساطات التي تعمل لوقف الحرب ، وفقاً لمصالح شعبنا ودولتنا إنشاء الجبهة المدنية الواحدة الموحدة يضمن لنا تماسك الجبهة الداخلية وفي ذات الوقت الوصول لرؤية وأهداف ومواقف مشتركة بينها ، يمكن لها أن تلعب دوراً كبيراً في إنفاذ وتحقيق كُل أسباب وقف الحرب ، وكذلك تفتح الطريق لأن تستلم مشروعية كبيرة وأكبر تفويض للتحدث والعمل نيابةً عن الشعب لأنها تشكل بالضرورة أكبر تمثيل لكل المطالبين بوقف الحرب من شعبنا ، ولهذا فهي تُناسب أن تدخل نيابة عن شعبنا في أي عملية سياسية أو تفاوض سواء في مرحلة وقف الحرب أو مابعدها لتشكيل حكومة أو مسار إنتقالي ديمُقراطي وفقاً لأهداف الثورة ومبادئ تأسيسة جديدة وعمليات سلام شامل في كُل الوطن... كيف نستطيع تكوين جبهة مدنية واحدة مؤثرة وفاعلة إذاً؟ ١/ لكي تكون هذه الجبهة فاعلة ومؤثرة من الضروري أن تتكون من جميع الرافضين للحرب ولإستمرارها من كُل القوي السياسية والحركات والفصائل الوطنية والقوي الديمُقراطية والمُجتمعية ٢/تتوحد كُل هذه القوي وبعد حوارات ديمُقراطية مُباشرة وتفاهمات علي قضايا ومواقف يتم من خلالها صياغة إعلان مبادئ وإتفاق سياسي يُمثل الخط الذي تنتهجه الجبهة المدنية في جميع عملها وحركتها ٣/تقوم هذه الجبهة المدنية بالعمل الميداني في كُل المناطق الغير متأثرة بالحرب في المُساعدات الإنسانية وفي نشر الوعي والعمل علي إيقاف خطاب الحرب وتقديم المزيد من الربط المؤدي للتماسك الداخلي ٤/تتعامل مع المجتمع الدولي والإقليمي وتوصل صوت شعبنا ومطالبه عبر المبادرات الدولية والإقليمية والوساطات ٥/تقوم بالتفاوض مع طرفي الحرب عند الجلوس في عملية سياسية توقف الحرب وتخلق الإستقرار وتستعيد من خلالها المسار الديمُقراطي وتشكيل الحكومة ٦/تتكون الجبهة من أحزاب وقوي سياسية و حركات وقوي مدنية ديمُقراطية وهئيات بشكل مستقل ٧/يتم الدعوة إليها والتوقيع بشكل فردي وليس عن طريق كُتل أو تحالفات أو واجهات كيف يُمكن الدخول في عملية سياسية جديدة وماهي أطرافها وأهدافها؟ وجود الجبهة المدنية وتكوينها وبعد حواراتها ومفاهماتها و إتفاقها علي المواقف والقضايا التي يتم من خلالها إعلان مبادئ وإتفاق سياسي ، يُمهد الطريق للدخول في عملية سياسية جديدة تقرأ بشكل صحيح الواقع الحالي ما بعد الحرب ، وفي هذا فإنها عملية جديدة تماماً ولا تقوم علي أي إتفاقيات أو تحالفات سابقة بما فيها الإتفاق الإطارئ أو الحرية والتغيير أو قوي التغيير الجذري ، بمعني أنها تعمل وفق طريق ومشروع وطني جديد يقود لتأسيس الدولة السُودانية الجديدة التي تنتهج التغيير علي هدي ثورة ديسمبر وكُل نضالات الحركة السياسية ضد الإستبداد والحركات التحررية لخلق سودان العدالة والحرية والسلام والديمُقراطية والوحدة والمواطنة الكاملة بلا تمييز و الحُكم الفدرالي و التنمية المُتساوية والمتوازنة... هذه هي رؤيتنا بشكل مُختصر لإنشاء وتكوين جبهة مدنية واحدة مؤثرة وفاعلة من أجل وقف الحرب ومن أجل عملية سياسية جديدة ، نتمني أن تُساهم هذه الورقة في تقديم حلول عملية وفاعلة لوقف الحرب وإستقراره وإسترداد المسار الديمُقراطي في السُودان والمُضي في تعميره وبنائه وتقدمه... ونأمل أن يُثري النقاش حولها تطويراً لها والوصول لمزيد من الرؤي المُشتركة المُتفق حولها... 14 أكتوبر 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نضال عبدالوهاب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست