في حالةً عودة للصبا ليست خرفا و لكنها معاناة و اجتهاد. فالنظر السبعيني لا يساعد بالرغم من تكنلوجيا النظارات. و اللوح ليس اردوازا و الحرف الصغير الصغير علي لوحة الموبايل يكاد يهرب و يختفي . و العودة للكتابة بالاحرف العربية بعد عقود يعقد الأمر بشكل أو بآخر !
عدت الي دواوين شعرائي المختارة و كنت احملها من قارة إلي اخري و من وطن الي لا وطن.. لم أعود إليها أو اجد وقتًا لإعادة قراءتها منذ اربعة عقود. لكن كفاني اطمئنانًا انها كانت معي وإنها بخير !: عبد الرحيم ابو ذكري جيلي عبد الرحمن و الفيتوري وعلي المك،والسياب و عبد الصبور والبياتي ومصطفي سند و التجاني يوسف بشير وخليل فرح والنور عثمان ابكر و.و.و.و
*عندما نشرت دار الثقافة - بيروت غضبة الهبباي كنت أخطو نحو العشرين بينما كان الشاعر صلاح احمد ابراهيم قدتجاوز عتبة الثلاثون عاما من العمر. لعل الجيل الجديد الذيحرم من الثقافة و اللغات يجد وقتا ليقرأ هذا الديوان و غيره! فالشعر و اللغة عند صلاح احمد ابراهيم كانا في قمة التطور معني و محتوي. كان شعرا متقدما بمقدرةً فايقة علي الغوص في الاعماق مضمخا بثقافة عالية متنوعة وحس ليبرالي منعتق معتق!
كتب عن المراة المظلومة (و يا ليته عاش ليري بنات فاطمة- الكنداكات و الواليةً امنة المكي) كتب:
*و قيل عنها إنها النصف و نصف النصف مستراح للرجل *فعقلها الناقص، صرتها العورة ، عزمها الواهي، و خلقها الضعيف *و إنها ارجوحة الخطيئة الاولي، و احبولة ابليس، *و قيل فتشوا عنها في كل عمل مدمر ، لابد من تاييس.. ( و تاييس هذه هي عاهرة الاسكندرية التي اضلت راهبا ). *كفي!!*
لكنه أيضًا كتب بفخر عن المراة السودانية:
*بنت بلادي قبس يفيض من "خنساء" من "اسماء" من "شهدي" و منً "غزالة" في القول والمواقف المجربة. *يفيض في "رابحة" و "بنت مكاوي" و "بنت تندل"و "شغبة"، في " عزة" الخليل عزتيه ،و الاخري التي أعزت عزة البلاد في ثور بني الدينكا "علي" الثاير في وقفاته الجهيرة....... *.... في الكبرياء ، كبرياء "تاجوج"، و في اعتدادها المهيب، في احترامها لنفسها وجنسها، في ثورة قامت بها كبيرة كبيرة...... *في ما تحبه فاطمة من لعب مقدس، من غضب علي الهوان، من توهج الاخلاص و التفاني في خلاص اختها المعذبة.
وصف الصحفي الكاتب الباحث ابراهيم ابوشنب الشاعر صلاح احمد ابراهيم بانه متواضع حميم لا يقبل الثناء ، شعره حاد ملتهب وملتزم. واصدر في سيرته كتابا سماه عاشق الحقيقة .. و صدق!
رحم الله الشاعر المثقف المرهف المجتهد صلاح احمد ابراهيم ...الذي غادر الدنيا شابا تاركا ميراثه الذي اودعه خزائن الاوصياء لعلهم و لعلهم !! يحفظون الامانة و يشركون الاجيال في كنوزها .خاصة و السودان يمر باكبر تهديد علي الذاكرة والارث!
*لكنني متفائل: فلقد نهضت بغداد وهي محتفظة بكنوزها و باسرارها من بعد هولاكو و هولاكو الاخر!
لكم محبتي
د. احمد التيجاني سيد احمد ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة