البقارة في أم درمان المهدية بين الهجرة والنفي (2-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2023, 01:13 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البقارة في أم درمان المهدية بين الهجرة والنفي (2-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

    01:13 PM October, 02 2023

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لـ"ريكس أوفاهي" المؤرخ الإنجليزي المتخصص في تاريخ دارفور رأي مختلف عن أولئك الذين يرون أن قدوم البقارة المظنون فيهم الولاء للمهدية برابطتهم الإثنية للخليفة، من غرب السودان إلى أم درمان كان لتأمين الدولة المهدية ضد من أراد الانقلاب عليها من أهل الشمال، أو لينعموا بالحكم وخيراته. فقال إن قدوم البقارة إلى أم درمان لم يكن هجرة، بل منفى حملوا عليه حملاً، وبكلفة فادحة لهم بالأرواح والأموال، مما أحسن تدوينه موسى المبارك الحسن في "تاريخ دارفور السياسي 1882-1898" في مطلع السبعينيات ناظراً في وثائق المهدية. فالبقارة وغيرهم من أهل دارفور أبلوا بلاءً حسناً في نصرة المهدية بإزالة الحكم التركي الذي لم يقضوا تحته أكثر من عقد خلافاً للسودانيين الآخرين الذين لبثوا تحته لسبعة عقود، ولكنهم جعلوا من هجرتهم إلى أم درمان مأمورين خطاً أحمر لن تكون إلا فوق جثثهم. فلم يرغبوا، وقد تخلصوا من حكم مركزي في الخرطوم، أن يستبدلوا به آخر من أم درمان. وظل عثمان جانو طوال فترة عمالته على دارفور يحارب تلك النزعة الاستقلالية عند أهلها. فشهدت دارفور معارضة مؤسسية من ممالك تاريخية فيها، ناهيك بجماعاتها القبلية.
    بذل الخليفة قصارى جهده ليأتي بقرابته التعايشة إلى أم درمان. وغلب في الكتابات التاريخية أنه إنما أراد مكافأتهم بحياة منعمة في المدينة لقاء الدفاع عن حكمه. والصحيح أنه جاء بهم ليكون رقيباً عليهم وحسيباً. فأمر عامل دارفور عثمان جانو أن يهجرهم. وما بلغ الأمر الغزالي شيخ التعايشة حتى أطلق النار على رسل الأنصار. فأغضب الخليفة أن يرى خاصة قومه يعصون له أمراً. فعزل الغزالي من مشيخة التعايشة، وولى غيره، وحرض عليهم قبائل من البقارة حولهم لقتالهم، وأمر عامله جانو أن يتبع، إذا لزم الأمر لتهجيرهم، سياسة الأرض المحروقة، فيشعل النار في قراهم، ويمنعهم من زراعة أرضهم، وحشد لهم جانو جيشاً، ومني جنوده بغنائم التعايشة متى ظفروا بهم. واستسلم الغزالي للمهدية أخيراً ليحرق الأنصار قراهم حتى لا يعودوا لها. وتم تهجير التعايشة في مجموعات إلى أم درمان على 10 ألف جمل، مما صادرته المهدية من شعب الماهرية لحمل متاعهم وكسوتهم بـ1065 ثوباً من الدمور، ولم ينعموا بأم درمان حتى بعد حلولهم فيها، فشقوا عصا الطاعة وغادروها إلى دارفور في 1890 لتعتقل المهدية الغالي بجريرة تحريضهم على التمرد وقتلته.
    وكانت لموسى ماديو زعيم الرزيقات سابقة في المهدية الثورة، ولكنه امتنع عن الهجرة إلى أم درمان، فأرسل الخليفة السرايا تتعقبه كما حرض القبائل من حوله عليه، وانهزم. ولم يجد الحماية حين طلبها من سلطان الفور الذي جعلوه عاملاً على الفاشر، فقبض عليه وأرسله إلى أم درمان ليقتله حمدان أبو عنجة في طريقه إليها في مدينة الأبيض. وأجاز الخليفة قتله بقوله إنه "نقض العهود وتلفظ بحقنا بما لا يليق". وضرب الرزيقات في الأرض محتمين ببحر العرب الفاصل بين جنوب السودان والسودان الحالي، ولاحقتهم سرايا الأنصار، وأسرتهم. ولم يستسلموا. فسنحت الفرصة لجماعة منهم في أم درمان لتختلس العودة إلى دارها لتفتك بهم سرية أنصار أخرى، فسارعوا إلى بحر العرب، وتواصلت حملات إخضاعهم. واضطروا إلى الاستسلام، ولكنهم اشترطوا طريقاً ملتوياً للهجرة إلى أم درمان لينتهزوا فرصة للهرب، وهاجرت منهم جماعة على مضض،
    وتكبد البقارة وغيرهم في دارفور في مقاومتهم للتهجير نقصاً في الأنفس والثمرات، فكان ضحايا الفورة ثلاثة آلاف قتيل في المعركة الأولى بين الأنصار والسلطان في حين فقد الأنصار 35 من جندهم. وفي المعركة اللاحقة قتل الأنصار منهم خمسة آلاف، وقتلوا في المعركة الثالثة 200، وأسروا نساءً وأطفالاً، كما أسروا 130 من الأميرات، بل أصر الخليفة على تهجير الميرم عرفة، منهن لأنه عرف قوة شخصيتها وتأثيرها في أهلها.ولقي الهبانية البقارة شدة كبيرة على يد الأنصار، وكانوا قد لاذوا ببحر العرب طلباً للأمن عند ملك وثني في جنوب السودان اسمه زميو. وقال قائلهم:
    أبينا جانو بجنانو (بجنانه)
    ودرنا زميو بنيرانو (نيرانه)
    فلحق بهم الأنصار، وأسروا منهم آلاف الرجال والنساء، وغنموا سعيتهم، وجردوهم من خيولهم منعاً من أن يهربوا عليها.
    صدق أوفاهي على ضوء هذه البينات التاريخية حين قال إن هجرة البقارة إلى أم درمان كانت بالأحرى نفياً لا تفويجاً من الخليفة لقومه ليستعز بهم في أم درمان، كما ذاع بين أهالي شمال النيل. والهجرة فرض في برنامج المهدية لأن دولتها عابرة للأوطان، فمهمتها الأولى تجييش القوى التي بوسعها "فتح المدينة الرومية". وبدأ الخليفة ذلك بحملته التي سيرها لفتح مصر. ولقي البقارة في معارضتهم للهجرة مقاتلاً وسبياً وتغنيماً ربما فاق، نظراً إلى اتساع نطاق المعارضة وتطاولها، مما وقع من فظاظة بحق جعليّ المتمة على يد الأمير محمود ود أحمد وغيرها من أجزاء السودان الشمالي. ولكن من المؤكد أن ذيوع خبر المتمة دون خبر مثيلاتها في دارفور راجع إلى أن صوت أهلها مركزي، وصوت غيرهم هامشي.
    صورة المرحوم موسى المبارك الحسن مؤلف كتاب تاريخ دارفور السياسي في فترة المهدية مرشحاً عن الوطني الاحادي في انتخابات 1968























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de