من سرقة السفنجات إلى سرقة المال العام. أو كما قال صلى الله عليه وسلم: لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ. وهذا حال السودانيين؛ فعندما كنا أطفالاً ونلعب كرة القدم، وكنا نخلع نعالنا، كنا نعود لنجدها مسروقة. في الواقع كنا نصنع منها عارضة وهمية، وبعد دقائق تختفي هذه العارضة على وهميتها. إن الأطفال السودانيين يسرقون منذ طفولتهم، وإذا كان لدى ابنك أشياء أو ألعاب، فلا تجعله يخرج بها لأنها ستسرق، وسيسرقها أطفال (الحلة أنفسهم) أي أولاد الجيران (أولاد الناس) وليس غيرهم واللبيب بالإشارة يفهم. في المدارس، كانت السرقات منتشرة، للأقلام والمساطر والقبعات والساعات والحقائب، وكان اللصوص هم الأطفال الصغار أولاد (الناس) وليس غيرهم؛ واللبيب بالإشارة يفهم. في الجامعات، كانت السرقات وخاصة سرقة ممتلكات البنات منتشرة. فلنتطور قليلاً ولندخل في العالم الأكبر، وهو عالم العمل العام والخاص، فالشركات والشراكات تنتهي بالسرقات والخيانات المتبادلة، وفي العمل الحكومي، تنتشر الرشاوي في كل مكان. عندما رفع برلمان البشير عقوبات المخالفات المرورية، كتبنا حينها بأن هذا القانون سيؤدي إلى خفض المخالفات المرورية بالفعل ولكنه سيزيد الرشوة، وهذا ما حدث بالفعل، فبدلاً عن دفع مخالفة بمليون جنيه أو تدخل السجن، فمن الأفضل أن تدفع للعسكري خمسة آلاف، وربما أكثر (بحسب المساومة والمفاوضة بينك وبين عسكري المرور). ويتم تعقيد الاجراءات الحكومية لمنح الموظف القدرة على المساومة والتفاوض حول الرشوة (الرقع). نتطور لأعلى، لمافيات الأراضي والدولار والبنزين ودقيق الخبز والدواء..الخ هذه مافيات (من أولاد الناس برضو) واللبيب بالإشارة يفهم، وكل مافيا تتكون من موظفين صغار جداً وسماسرة في الوسط ووكلاء وزارات في القمة. أما الوزراء و(أعضاء مجالس السيادة الوهمية لشبه الدويلة السودانية) فهولاء أصحاب الرصة الأساسية، واللبعات المليون دولارية، هم وأشقائهم وأولادهم وكلابهم الأليفة الذين يحرسونهم. نعم.. الإنسان السوداني (حرامي) بجيناته، فهي جينات أصيلة مزروعة في أجسادهم واجساد أجدادهم منذ أن كانوا همباتة مطاريد من الحبشة، ولا زالت أغانيهم تمجد السرقة والهمبتة (حقي أنا ما بدي وحق الناس بقالع في) وغير ذلك من أغاني بائسة، مخيفة تعكس مستقبل شبه الدويلة السوءدانية. لذلك فإن الله سبحانه وتعالى أحق الحق بكلماته، وصدق وعيده، فأرسل عليهم من يسومهم سوء العذاب، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وفي ذلك بلاء من ربكم عظيم، وقد لعنهم الله بكفرهم وأكلهم مال السحت، ورجال دينهم لا ينهونهم عن منكر فعلوه بل أن رجال دينهم هم أكبر الفاسدين. فالحمد لله الذي أرانا معجزته في الحياة الدنيا، فرأينا قصص القرآن عن الأقوام الفاسدين من قوم لوط وعاد وثمود حين مسهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون وأبدلهم ببشر آخرين، وأورث الأرض عباده الصالحين، وهي قصص قرأناها في القرآن ولم نتصور أن تتحقق أمام أعيننا فنشهد بها على أن الله على كل شيء قدير. وآخر دعوانا أن أضرب الفاسقين بالفاسقين وأجعل كيدهم في نحرهم وشتت شملهم في أمصار الأرض، والحمد لله رب العالمين.
09-29-2023, 06:38 PM
Omer Abdalla Omer Omer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4237
أمل، هل يكتب شخص أخر بإسمك؟ ماذا دهاك يا رجل؟ معقول؟ جينات؟ الذي تتحدث عنه يحدث في كل المجتمعات و لكن لا يمكن التعميم بهذا الشكل المخل. قرات لك كتابات أعلى مقاما من هذا بفراسخ! كف عن هذا يا رجل فالشعب السوداني به الشرفاء الأتقياء الأنقياء كذلك!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة