بالصوت والصورة ظهر الجنرال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع و هو يخاطب المجتمع الدولي ضمن فعاليات الدورة رقم 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقد شرح بإسهاب معاناة الشعب السوداني مع الحرب التي فرضها عليه ازلام النظام البائد لقطع الطريق امام التحول الديموقراطي واجهاض حلم الدولة التي من المفترض ان يجد فيها كل سوداني نفسه
و بالرغم من عدم حضوره شخصيا الي قمة الجمعية العامة للامم المتحدة حيث اكتفي الجنرال دقلو بالمشاركة عبر شريط فيديو بسبب قيادته لمعركة حراسة الديمقراطية الا ان مضمون خطابه كان يحوي العديد من النقاط المهمة منها يجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونا بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان نظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم المواطنين في أطراف السودان يملكون سلطات أصيلة لإدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية و الثقافية، وينبغي أن يتفقوا عبر ممثلي أقاليمهم على السلطات التي تمارسها للقيام بما تعجز عن القيام به أقاليم السودان منفردة إن تصفية النزعات الاحتكارية غير المشروعة للسلطة والنفوذ سواء أكانت أيدلوجية راديكالية، أو حزبية، أو أسرية أو عشائرية، أو جهوية ضيقة أمرٌ لا مناص منه لرد السلطة إلى الجماهير الاعتراف بأن المدخل الصحيح لتحقيق السلام المستدام في السودان هو إنهاء وإيقاف العنف البنيوي، الذي تمارسه الدولة ضد قطاعات واسعة من السودانيين، لا سيما في أطراف السودان العمل على إشراك أكبر وأوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني واصحاب المصلحة والمرأة من كافة مناطق السودان التأكيد على أن قضايا الحل السياسي لا تنفصل عن قضايا السلام المستدام، الأمر الذي يستلزم إيلاء مسألة إشراك جميع حركات الكفاح المسلح وأصحاب المصلحة من مناطق النزاع والحروب، لاسيما النازحين واللاجئين والرحل والمرأة والشباب أهمية خاصة الإقرار بضرورة تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة إقامة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على الأسس العالمية المعتمدة لقومية ومهنية المؤسسات البيروقراطية والأجهزة العسكرية والأمنية للدولة هو أمرٌ ضروري لتصفية الوجود الحزبي أو السياسي داخلها الإقرار بضرورة احترام وتطبيق مبدأ محاربة خطاب الكراهية والاتفاق على حزمة إصلاحات قانونية وتبنِّي سياسات تعزز التعايش السلمي وقبول و احترام الآخر
كل تلك النقاط التي وردت في خطاب الجنرال محمد حمدان دقلو تحمل اشارات صادقة من رجل لم يتردد في الانحياز الي خيار الشعب السوداني الذي من حقه ممارسه تجربة ديمقراطية حقيقية بعيد عن نفاق رجال الدين الذين يحاولون عبر واجهة الموتمر الوطني سرقة احلام و امال السودانيين بالادعاء بان الحرب الجارية الان هي انقلاب من الثوار بالتحالف مع الدعم السريع ضدهم و قد فات علي الكيزان انهم يحملون درجة الدكتوراه في الخيانة والانقلابات علي ارادة الشعب السوداني فقد ظلوا طوال سنوات الاستقلال يعرقلون مسيرة الديمقراطية في السودان
خطاب الجنرال حميدتي من جانب آخر حمل رد علي الإشاعات التي ظل ينشرها اعلام النظام البائد علي انه قد قتل ولكنهم لا يعلمون ان الموت هو سنة الحياة وليس هناك انسان خالد فالبقاء لله وحده و لكن الكيزان رفاق ابي جهل هذا العصر جعلوا يسخرون من الموت بدلا من الاتعاظ به اذا بالتالي فان الجنرال حميدتي بظهوره الاخير يكون قد كذب تلك الاشاعات التي لن تغني و لا تسمن من الجوع
ينبغي علي المجتمع الدولي التاكد من حقيقة ما يحدث في السودان وان ادعاء البرهان بان الدعم السريع قد قام بانتهاك حقوق الإنسان يجب ان يكون التحقيق فيها بواسطة لجنة دولية محايدة و بالنسبة الي طلب البرهان من الامم المتحدة بتصنيف قوات الدعم السريع علي انها جماعة ارهابية فانه ينبغي عليه التذكر بان الحركة الاسلامية هي في الاصل جماعة ارهابية وبمراجعة سجل تاريخها سوف يكتشف العالم الفظائع التي ارتكبتها بحق الشعب السوداني علي مدار الثلاثين عام الماضية وحينها لن يتردد مجلس الامن الدولي في وصفها علي انها جماعة تهدد الأمن المحلي والاقليمي والدولي و يكفي الاستناد إلى قرارات الولايات المتحدة ضد حكومتهم البائدة وذلك بفرضها عقوبات اقتصادية عليهم بحجة دعمهم الارهاب واحتضان قادة المنظمات الدولية الارهابية منهم اسامة بن لادن
خطاب البرهان لم يتضمن الرغبة في ايقاف الحرب و تخفيف معاناة الشعب السوداني فهو مصر بالبقاء في السلطة عبر فترة انتقالية جديدة بالرغم من انه ظل متربع على كرسي الحكم منذ العام 2019 ولم يستيطع تحقيق اماني وتطلعات الجماهير التي خرجت ضد ازلام نظام قام البرهان بعد الانقلاب على الثورة بارجاعهم الي مناصبهم التي كانوا عليها قبل سقوط نظامهم السياسي فهل بعد كل هذا العبث سوف يثق فيه الشعب و يصدق نواياه بتسليم السلطة الي الثوار فكل الادلة والبراهين تشير إلى سعي البرهان الي مساعدة الاسلاميين في الرجوع الي حكم السودان مرة أخرى وذلك بتنظيم انتخابات شكلية ليفوز بها كادر اسلامي مدني
لن يستقر السودان حتي وان توقفت هذه الحرب لصالح البرهان فسوف تعود المواكب الي الشوارع وحينها لن يتورع الاسلامين في سفك الدماء والمجتمع الدولي سوف يجد نفسه في موقف حرج فهو قد ساعد الجلاد علي الانفراد بضحيته كان ما المجتمع الدولي الان يشحذ سكاكين الكيزان لذبح الشعب السوداني الاعزل وكل ذلك بسبب اعجاب الولايات المتحدة الأمريكية من قرار البرهان المحتمل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل فخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالامس في الجمعية العامة للأمم المتحدة اكد ان بلاده قد وقعت بالفعل اتفاق تطبيع مع عدد من الدول العربية من بينها السودان وقد عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي خريطة لما اسماه بدول "الشرق الأوسط الجديد" و هي مصر و السودان والإمارات و السعودية و البحرين و الأردن والسودان عقب سقوط نظام البشير سعى الى التقرب إلى اسرائيل وقام مجلس وزرائه بالغاء قانون مقاطعة اسرائيل مما فتح الباب واسعا للاحتجاجات الشعبية الاسلامية تحديداً من الحركة الاسلامية التي وصفت عملية التطبيع مع إسرائيل علي انها خيانة عظمى لتعود ذات الحركة الاسلامية وترحب بالتطبيع مع اسرائيل عن طريق صمتها ازاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اكد بالامس بان السودان من ضمن الدول الموقعة على التطبيع ونطرح سوال مشروع لماذا لم نسمع للحركة الاسلامية ضجيج حول هذا الموضوع وبما انهم طلاب سلطة فلا اعتقد انهم سوف يعارضون اذا كان ذلك يضمن لهم اعادة حكم السودان مرة أخرى و صمت وزارة خارجية البرهان هي الاخري في عدم الرد بالنفي أو القبول يفتح الباب لتصديق اشارات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست