تابع الكثيرين خطاب السودان في الامم المتحدة في الدورة العادية والذي كان يأمل البعض وانا منهم بالطبع أن يأتي بجديد يصب في صالح وقف الحرب ومعالجة الاوضاع الانسانية الكارثية التي يعانيها الشعب السوداني ، جراء الحرب العبثية بين جيش الكيزان وصنيعته الجنجويد التي تمردت عليه ،سواء بدأت الحرب هي ام لم تفعل فالأمر سيان مادام هناك اختلاف بين شريكي الانقلاب العسكري الجنجويدي . ولكن للاسف جاء خطاب البرهان خطابا باهتا بعيدا عن ما يدور علي الارض . محاولا ان يدفع التهم التي يستشعرها من المجتمع الدولي وان يرمي بها علي الدعم السريع والسعي لابعاد الانظار عنه وعن جرائمه وتحميلها للدعم السريع ونسي انه جزء اساسي ورئيسي في كل ما يرتكبه الجنجويد والجيش معا من حرائم في حق الشعب السوداني منذ 30 يونيو المشؤم 89 حتي اللحظة التي تدور فيها المعارك الان بين كتائب البراء وهيئة عمليات الكيزان وجنجويدهم وعصابات نهبهم المسلح المسمي بالدعم السريع . ولذلك كان طبيعيا ان يسقط خطاب البرهان ويفشل في حشد الدعم الذي كان يتوقعه ، اما لجهله بالسياسة الخارجية وكيفية التعامل مع المجتمع الدولي ، او ان الكيزان الذين يسيرونه هم من ورطوه في هذا الخطاب الساقط لياتي وابالا عليه ، للحد الذي يبلغه فيه مدعي محكمة الجنايات الدولية وجها لوجه بانه سيكون مطلوب للتحقيق معه في جرائم الحرب والابادة الجماعية في دارفور وربما اتهامه ايضا بتهريب المطلوبين وعدم التعاون بتسليمهم واطلاق سراحهم . ونسي البرهان ايضا ان اي ادانة تطال الجنحويد ستطاله هو شخصيا لدوره المحوري في تأسيس مليشيا ارهابية مسلحة مهددة لامن والسلم الدوليين . واري ان هذا الخطاب جملة قد فشل في كل شئ حتي في اثبات شرعية الامر الواقع (الانقلاب) وذلك يفسره حديث الجميع عن طرفي النزاع في السودان ،لا عن جيش وقوة متمردة . وللاسف هذا أعطي الجنجويد بعض الشرعية كجيش موازي وليس قوات منشقة .. ولكنه نجح في حصار البرهان أكثر وفتح الباب علي مصراعيه للتدخل الاممي ووضع السودان تحت البند السابع بعد الفشل الكبير لطرفي الصراع في حسم الامر علي الأرض والتحول الكارثي في تدمير البني التحتية والمباني الحكومية مما يفتح الباب للتحقيقات الدولية. والتي ادانت معظمها طرفي الصراع كما تسميها . واجمالا فالخطاب كان معبرا عن حالة التوهان التي يعيشها البرهان وحالة الإنكار لهزيمة الجيش التي جعلت هروب قائده يعد نصرا وكل مقاره القليلة الباقية ما زالت محاصرة واختفي كل قادته من المشهد تماما . والأن لم يعد هناك فرصة للمناورة ولم يبقي من سبيل سوي منبر جدة لأنقاذ ما يمكن إنقاذه والا فأن الطوفان الدولي قادم لا محالة وسندخل اسود نفق في تاريخنا وربما لن يعد بعدها دولة بأسم السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ازهري أبواليسر مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست