علي حسب اعتقادي اعتبر الاتحاد الافريقي اشجع بكثير من منظمة الامم المتحدة وذلك استنادا علي خلفية اتخاذه لقرار بتعليق عضوية كل بلد يحدث فيها انقلاب عسكري حيث ينص القرار الافريقي علي منع وفود تلك الدول من حضور فعاليات القمم او اللجان الخاصة بالاتحاد الافريقي علي عكس منظمة الامم المتحدة التي تسمح لقادة الانقلابات العسكرية من تمثيل ضحاياهم ومن بين تلك الدول السودان الذي يعاني من فراغ دستوري بعد الانقلاب العسكري الذي حدث فيه في اكتوبر من العام 2021 والاطاحة بالحكومة المدينة التي كانت تمثل تطلعات الثوار الذين سكبوا الدماء لاجل وطن ينعم بالحرية والسلام والعدالة
الجنرال البرهان لا يتمتع بأي صفة تجعله يمثل السودان فقط هو قائد للجيش السوداني وهي وظيفة مثلها مثل بقية وظائف الدولة فاذا حاول ان يمثل السودان فلا لماذا لايحق بالتالي لرئيس الجهاز القضائي او مدير الضرائب او غيرهم من قادة الادارات الاخري التي من المفترض انها تعمل لصالح البلاد وليس ضدها ولكن التربية الاستعمارية لبعض السودانيين جعلتهم يظنون ان من حق الجيش ان يحكم الدولة وهذا الاعتقاد في عصرنا يتنافي مع هيكلة الدول التي تريد التقدم والنهوض فالصحيح ان يعمل في الكل في مجاله مع الاحتفاظ بحق كل مواطن بممارسة حقه في التعبير والمشاركة السياسية بشرط الاستقلالية بمعني ان تكون موظف عمومي وتحاول استغلال الوظيفة لصالح فكر حزب معين فان ذلك يعد استغلال للوظيفة ولكن اذا كنت صاحب عمل حر فلاضير فيه بشرط احترام مبادي حقوق الإنسان وهذا ما يرفضه الذين يريدون حكم البلاد بجلباب العسكر فكل محاولة وطنية تريد العمل لاجل ترسيخ حكم ديمقراطي يتم استغلال العسكر لإجهاضها ويمكن الاستناد إلى انقلاب الثلاثين من يونيو 1989بالانقلاب علي حكومة مدنية منتخبة ونفس الشيء تكرار في الخامس والعشرين من اكتوبر2021م بالانقلاب علي حكومة مدنية توافق عليها الثوار و هذا التجاوز من جانب الجيش ظل يتكرر في السودان منذ خروج المستعمر في العام 1956 و الي الان
كان المفترض علي الجمعية العامة للامم المتحدة عدم السماح للجنرال البرهان بتمثيل البلاد ليس لهذا العام فحسب وإنما منذ العام الماضي حيث خاطب البرهان حينها قمة الدورة 77 للجمعية العامة في العام 2022م حيث لم يستطيع البرهان من اقناع المجتمع الدولي علي ان الذي حدث في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 ليس انقلاب عسكري و انه تصحيح للمسار و هذا ينفيه خروج الثوار منذ اليوم الاول ضد الانقلاب اذا بالتالي ماحدث يعد انقلاب كامل الدسم و في هذه الدورة التي تحمل رقم78 للعام 2023 كان ينبغي تعليق خطاب السودان بسبب اندلاع الحرب والامم المتحدة ذاتها عبر مجلس الامن وصفت حرب السودان الجارية علي انها شان داخلي مما يفتح المجال واسعا لتفسيرات عديدة منها اقالة البرهان للجنرال محمد حمدان دقلو من منصب نائب رئيس المجلس السيادي التي تعتبر بدون معني بسبب ان الجنرال حميدتي قدم قبلها باشهر اعتذار رسمي الي الشعب السوداني عن مشاركتة في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م و هذا يعني ان الجنرال دقلو لا يرغب في اي منصب دستوري وانه بدعمه الاتفاق الاطاري يكون قد اعترف بحق المدنيين في ادارة الدولة ولكن اشعال الاسلاميين للحرب عطل ذلك التحول الديمقراطي وبكل اسف اتبع الجنرال البرهان خطي الفلول في الحرب على ثورة ديسمبر واصبح قائد لها لا قائد لجيش يمثل كل السودانيين
قبل اندلاع الحرب قد نجد للجمعية العامة للأمم المتحدة العذر في السماح للجنرال البرهان بمخاطبة الدورة رقم 77 للعام 2022 و لكن بعد التوصل الي الاتفاق الاطاري لا يوجد اي عذر امام المجتمع الدولي في السماح لمن انقلب على ثورة الشعب السوداني واشعل الحرب بتمثيل بلد يتطلع الى ممارسة حقه في الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية
الجنرال البرهان لن يقدم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خطاب مقنع و لن يخرج عن عرض موقفه الشخصي للحرب التي تدور في السودان مع تجاهل وجهة نظر قوات الدعم السريع ولن يعمل علي عكس حقيقة ما يحدث في السودان الذي يحتاج الى لجنة دولية للتحقيق في ما يحدث فيه لا علي شاكلة تلك اللجان المحلية التي تسعي الي ادانة طرف وتجاهل الطرف الاخر بسبب المواقف السياسية ولجنة. تقصي الحقائق في حادثة فض الاعتصام التي شكلها البرهان عقب فض الاعتصام حيث كانت موضع سخرية الجميع
من المفارقات العجيبة ان المحكمة الجنائية الدولية التي رفضها الاسلاميين عندما امرت بالقبض علي الرئيس المعزول عمر البشير ورهطه في جرائم دارفور اصبحت اليوم بالنسبة. لهم ايقونة يهرولون اليها لاجل ادانة الدعم السريع و فات عليهم ان العدالة لا تتجزأ
بكل اسف اصبحت الامم المتحدة منبر لعرض البضائع الفاسدة و تلميع صور قادة الانقلابات العسكرية وهضم حقوق الشعوب وكما سقطت منظمة عصبة الأمم اثر اندلاع الحرب العالمية الأولى فحتما سوف تسقط منظمة الامم المتحدة الحالية بسب عدم الوفاء بالقيم والمبادئ التي قامت عليها فهناك الكثير من الشعوب تعاني من الاستعمار والاحتلال والحكم الديكتاتوري و لا تحرك المنظمة الدولية ساكنا سوف ياتي يوم و يختلط الحابل بالنابل و تتغير الحدود الحالية للعديد من الدول ويتم اعادة صياغة العالم علي حسب مجريات الظروف و كل ذلك بسبب الاحساس بالغبن والظلم وعدم المساواة
قال :مالكوم إكس لا تسمح لأي مخلوق يحبطك، لا فكرياً ولا عملياً ولا عاطفياً، لا تسمح لهم ان ياخذونك لزاوية التعساء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست