استقالة فولكر...تعنى ان قد دخلنا بتعقيدات النموذج الليبى بالمندوبين الاممين...وتعنى ان لاحل يلوح بالافق...وان قوى الثورة تراوح مكانها...وان العالم سيتفرج ..وان ازمة الشعب ستطول ...وسيطول نفق البلد المظلم واننا بانتظار اكمال عام كبيس...واعواما عجاف.
للاسف تطورات الاحداث سالبة وتنبى بتعقيدات اكثر....مما يجعل الياس يدخل بكثير من الناشطين ليرموا الراية... ويبحثوا عن اوطان جديدة يقضوا فيها ماتبقى من العمر...لم يعد هناك امل يبدو فى سودان احلام الثورة ولا حتى واقع ماقبلها... فقد اورثته الحرب بؤسا لن ينجوا منه عقودا طويلة وحياة لن يطيقها انسان
طرفى الحرب لاينبؤان بخير ابدا فهما انتا ورم سرطانى الم بالدولة السودانية نهايات القرن العشرين ومايسمى بدولة الانقاذ الكارثية والتى انتجت نماذجا للكوارث فى كل شى شخوصا ومؤسسات وافكارا مجنونة ونماذج لايمكن تخيلها من العته والخواء المعرفى والانسانى.
ولن يولد انتصار احداهما على الاخر الا العجز والخواء ومذيد من البؤس والدما وغياب الدولة والمعرفة والتخبط يمنة ويسرى وانتاج الكوارث والفتن والبؤس والشقاء فى حالات لم يرى تاريخ البشرية لها نماذجا وامثلة نتاج افاق وعقولا لايمكن وصفها الا بالمريضة منتجا اصيلا لكارثة اسمها الانقاذ والكيزان .
العالم لمن يراهنون عليه لم يعد ذلك العالم الذى توقد شموعه قيم الانسان ومبادى الثورة الفرنسية بعد ان شاخت اوربا واهتز عرش امريكا وهى تصارع اقدار جلوس الصين غلى مملكة قمة العالم وسيادتها وعنفوان الاسيان واصبحت ازماتها الداخلية مرتكز اولوياتها الانسانية وصراعات البقاء على القمة وماتعنية من منافسات شرسة على جغرافيا العالم امام التنين الصينى وسطوة الاسيان وتمرد الدب الروسي...
والدول الاقليمية والمجاورة تراجعت شعارات دوافعها الانسانية فى عالم تغيرت قيمه واصبحت عقلية المرابى التاجر هى القيمة المركزية لمواقف غلدول واستغلالها للصراعات الداخلية فى مخيطها الاقليمى واستثمارها تسويقا لانظمتها ودعما لاقتصادياتها فى ظل تحدياتها الداخلية والخارجية.
والازمة الاعظم فى ضعف قدرات الشعب لصناعة خيار ذاتى حاسم يقلب الطاولة فقد بلغ الوضع قمة التفكك وارتفعت الاحقاد الى مستوى عدم الرضى بالبعض والتعايش السلمى وهو ناتج سنوات الانقاذ العجاف التى ارهقت بنية المجتمع وايقظت كثير من الفيروسات الكامنة مع درجات انحطات وعى عظيمة فى تفسير الواقع المتردى لذات بعض المحتمعات وتفسيرها الكارثى لمظالم اجتماعية من اطراف اخرة وانباتها احقاد عدمية ورؤى منطقها الاقصاء والابدال ممايعنى صراعات بقاء-دموية وافنائية وهى ماتعبر عن حالة تسمم مجتمعى شاملة مما تعنى الفناء الاكيد لكائن تاريخى اسمه الوطن وتحلله الى موات حتمى لافرار منه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة