لا أدري...من أين جاء كل هذا الحب الجارف العظيم لمدينة الخرطوم الكبري..أين كان مخبئا حتي جاءت الحرب اللعينة وفجرته حارا متدفقا من ينابيعه الوطنية ؟ وعندما نقول الخرطوم الكبري، فإننا نقصد العاصمة القومية لأهل السودان...نعني ذلك المثلث الذهبي...شرقا وغربا ومابين النيلين...وجزيرة توتي وأهلها الطيبين.. أقول ذلك،وفي الخاطر هذا الكم الهائل من الرسايل التي ازدحم بها بريدي الإلكتروني منذ أن ظهر ، عبر هذه الصحيفة، مقالي السابق [ أدخلوا الخرطوم إنشاء الله آمنين ]. رسائل تقطر شهدا وحبا وهياما وعشقي جارفا لن تتحمله كلماتي المرهفة اذا اردت عنها الوصف والتعبير..ولهذا اترك اصحابها يقولون ما يسرون وبجهرون في حب الوطن والعاصمة القومية ...الخرطوم.. كتبت الأستاذة علوية داوود تقول: " الخرطوم هي عاصمتنا الحبيبة ، العزيزة،وفيها كل شيئ جميل ولن نتركها مهما حدث...الخرطوم ، مقرن النيلين وتحتضن توتي ...يا درة حفها النيل وأحتواها البر. نسأل الله أن يعدنا إليها سالمين." وكتب الدكتور عمار محجوب محمد زكي، الخبير الاقتصادي المعروف وهو من مواطني جزيرة توتي ..يقول في مقال شيق وطويل ، نختار منه هذه الكلمات المعبرة. "ستبقي الخرطوم وقلبها النابض توتي ما بقيت الجغرافيا والتاريخ والفنون والثقافة." ومن المملكة المتحدة كتب الدكتور عبدالحميدالفكي قائلا: " [ أدخلوا الخرطوم إنشاء الله آمنين ]سيكون هذا هو شعارنا عن قريب...وأقترح أن يكتب ذلك في واجهة المطار بالخط العريض. ولله درك. وكتبت الأستاذة عائشة بخيت : " سلمت يداك يا دكتور ومدادك الذي زرع فينا الأمل الكبير للرجوع إلي الخرطوم...مسقط رأسنا ، تربيتنا...وتعلمنا وتزوجنا فيها، فهي تأريخ ممتدد من أجدادنا. وهي جريدة، كما قلت ، فليس من الوفاء أن نتركها تتجرع الأسي والحرمان من أناس حبوها وأحبتهم وألهمت فبهم كل أنواع الفنون والذوق الرفيع." وكتب الأستاذ أسامة بانقا تعليقا رائعا ، متحسرا فيه علي ما آلت إليه العاصمة من خراب وتدمير.. متحفظا في ذات الوقت من العودة الفورية خاصة أرباب الأسر والأطفال.." وكتب الأستاذ فتح العليم باللغة الإنجليزية خطابا مؤثرا...يقول فيه: " ارجو أن تتقبل شكرنا وتقديرنا، نيابة عن كل سكان مدينة الخرطوم،سائلين الله العلي القدير أن يحفظكم ويهبكم الصحة والعافية. " وهناك ، عشرات الرسائل علي الواتساب مما يتعذر نشرها..لضيق المجال...ولكنها كلها مؤشرات وطنية تؤكد لنا و لغيرنا من الشعوب ..نحن في السودان نهوي اوطانا.. وان الخرطوم هي جنة رضوان ولن تغادرنا أو نغادرها أبدا. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة