إعداد وتقديم: دانيال أبوشري دانيال نيانق كثيرة هي الأمثلة التي تحاكي واقعنا ونستشهد بها، ومنها قولهم: مالي أسمع جعجعة ولا أرى طحينا؟، وهو مثل عربي أخذه الكاتب الإنجليزي المشهور وليام شكسبير وجعل منه عنوانا لمسرحية كتبها، ويضرب مثلا لكثرة الصخب بلا فائدة، ثرثرة لا تغني ولا تسمن من جوع، والواقع أن هذا ما نراه مع الأسف في وطننا هذه الأيام، نحن نحب السودان الجنوبي ولا نزايد في ذلك، نعشق هذا التراب، ونؤثره على أنفسنا، يعجبنا قيظه وسمومه وغباره ورطوبته، وكيف لا نحب الجنوب وقد أخذنا منه كل شيء، لقد كفلنا الوطن من المهد إلى اللحد، وهذا ما لا نجده في أي مكان آخر، لقد صانت السودان الجنوبي كرامتنا ورعتنا صغارا وكبارا مثل الأم الحانية على أطفالها، ولم نر منها إلا الخير، بل إنها هي الخير كله. فالسؤال الذي يطرح نفسه في الساحة السياسية الراهنة؛ هل نقول ما نشاء كيفما نشاء وفي أي مكان وأي وقت بلا خوف ولا وجل؟. هل نتحدث بكل شاردة وواردة ثم نعود إلى منازلنا آمنين مطمئنين، وننام ملء جفوننا؟. لقد أعطانا الوطن بكل سخاء، فما الذي أعطيناه؟ هل أعطيناه بقدر ما أعطانا؟ .... لا والله ... لن نوفي هذا الوطن حقه ولو بذلنا أنفسنا!. لقد أصبح بعض الناس يحبون هذا الوطن حسب أمزجتهم وتوجهاتهم وميولهم، فالبلاد لا تحب بالأمزجة بل بالأفئدة، ومن حقنا ألا نصدق من يقول إنه يحب الوطن إلا إذا أثبت لنا ذلك قولاً وفعلاً. كثير من الذين يتباهون بحب البلاد ويظهرون للناس أن كل ما يفعلونه من أجل عيونها وتمسكا بترابها لا نصدقهم، إنها مجرد فقاعة كبيرة بلا رغوة، وعبارات رنانة لا تساوي شيئا، فما يفعلونه عكس ما يقولونه، نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً .... يظنون كل الظن انهم يعمرون وهم يخربون، وهؤلاء الناس ينطبق عليهم المثل المصري الذي يقول: أسمع كلامك يعجبني، أشوف أفعالك أتعجب!!. لأنهم يقولون ما لا يفعلون، تراهم جميعاً وقلوبهم شتى. فمتى كان حب الوطن بالخطب والشعارات الزائفة والهتافات الكاذبة والتشدق بالوطني ومصلحة الوطن؟؟ .... تباً لهذا الحب الماسخ، يجب ترجمته على أرض الواقع كي نتلمسه ونقول: عافاك الله شكراً أنت محب لوطنك. رباط إستيقافنا .... كم شاهدنا تصرفات مدير جامعة جوبا العريقة تتناقض والإدعاء بحب الوطن، لقد صرنا نفقد الإنتماء شيئا فشيئا، حتى الدستور أصبحنا نأخذ منه ما نريد ونترك ما لا نريد ... لقد مللنا الجعجعة بلا طحين وسئمناها، فاللهم لا تكثر فينا المجعجعين الذين يرون السراب ماء. أخيراً كفيت ووفيت يا دكتور جوزيف منتويل، والي ولاية الوحدة على حديثك السلس ... ووضع النقاط على الحروف. اللهم بلغ قلوبنا بما نتمناه، وأرفع عنا الكرب، ثم البلاء والوباء عن أهلي وأحبائي. كاتب وصحافي مستقل بولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية ... البريد الإلكتروني: [email protected] ر قم الهاتف المحمول: 602 831 5341
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة