_______ وعود تلو وعود منذ سبع عقود من عمر السودان ظل هذا الشعب يعيش علي التسويف سوف وسوف الحكومة سوف تفعل كذا ونحن الحزب الفلاني سوف نفعل كذا وهؤلاء واولائك يسوفون ويعدون بكذا سوف نبني كذا سوف نحل مشكلة الكهرباء ببناء السدود والطاقة الشمسية ثم الطاقة النووية سوف نكتفي ذاتيا وسوف نسفلت الطرقات ونشيد الكباري والجسور والمطارات والموانئ البرية والبحرية سوف نبني مدارس وجامعات ومستشفيات سوف نبني جيش قوي وشرطة امينة وسوف نكفل مجانية التعليم والصحة لكل مواطن سوف نوفر الخدمات الاساسية سوف ننهي الظلم ونوقف الحروب وننهض بالبلاد الي مصاف الامن والعدل والرخاء والحضارة والرقي والتقدم، لقد مات الكثير من الاعزاء وهم ينتظرون تلك الوعود الجوفاء ولم يروا شيئا مما ذكر ومازال الفقر جاثما علي الصدور ولم تزل الحروب مشتعلة والخدمات مفقودة في كل اطراف الوطن ومختلف المناحي والحروب مازالت تشتعل وتزداد ضراوة، بل اننا نجد منذ ان انفجرت هذه الحرب الغاشمة بين الجيش والدعم السريع في يوم 15 ابريل 2023 وحتي كتابة هذا المقال لقد مضي عليها اكثر من 170 يوما ومازلنا نسمع وعود جوفاء بانهاء هذه الحرب ولكن دون اي جدوي لو كانت هنالك عزيمة جادة من الطرفين لتم اخماد هذه الحرب فعلا، وباسرع مما يمكن لانقاذ النفوس والارواح والدماء التي تهدر و تسفك عبثا اين هو ذلك القائد القوي الشجاع الذي يقول يجب ان تقف الاحرب الآن الآن وليس غدا وهذا يقودنا الي تلك الثلاثة أسئلة المهمة التي وجهها الأديب الروسي (تولستوي) لنفسه ثم أجاب عليها على النحو الآتي : ١- ما هي أهم لحظة في حياتك ؟ ٢- وما هو أهم عمل ؟ ٣- ومن هو أهم شخص ؟ الغريب أنه أجاب على الأسئلة بكلمة واحدة وهي (الآن) أي أن أهم لحظة هي اللحظة التي تعيشها الآن وأهم عمل هو ما تقوم به الآن وأهم شخص هو من يجالسك الآن !! هذا يعني أن إدراكك لمعنى كلمة (الآن) قد يشكل تغيراً مذهلاً في حياتك، فالآن هي مفتاح ذهبي من مفاتيح النجاح والإبداع والتغيير وتحقيق الاهداف والنصر، ونحن مازلنا بحاجة لقائد ينسف كلمة "سوف" وينهض بنا عبر الان الان وليس غدا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة