أحداثُ مخيم عين الحلوة تبكي العيون وتدمي القلوب كتبه د. مصطفى يوسف اللداوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-10-2023, 02:52 PM

مصطفى يوسف اللداوي
<aمصطفى يوسف اللداوي
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحداثُ مخيم عين الحلوة تبكي العيون وتدمي القلوب كتبه د. مصطفى يوسف اللداوي

    02:52 PM September, 10 2023

    سودانيز اون لاين
    مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تناقضٌ عجيبٌ في المشهد الفلسطيني، وصورةٌ غريبةٌ غير مفهومة ولا مبررة، بل مدانة ومستنكرة، ومؤلمةٌ ومحزنة، ومخزيةٌ ومخجلةٌ، فبينما يرسم أهلنا الصابرون المرابطون، القابضون على الجمر، والمكتوون بنار العدو، والثابتون في الوطن، والمتجذرون في الأرض، والمتمسكون بالحقوق، المقاومون بالسكين والحجر، وبالسلاح الذي يشترونه بقوت أطفالهم، ويسعون للحصول عليه بأغلى ما يملكون وأنفس ما يدخرون، ليقاتلوا به العدو ويواجهوه، ويصدوه ويردوه، فيقتلون ويقتلون، ويؤلمون ويتألمون، وينالون منه ويستشهدون، ومعهم الأسرى والمعتقلون، الذين يعانون من قيد السجن وإذلال السجان، لكنهم يقاومون بصمودهم وثباتهم، ويقاتلون بمعداتهم وأمعائهم، ويجبرون العدو على الخضوع لهم والقبول بشروطهم.





    أولئك ومعهم كثيرٌ من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات، يرسمون أجمل صورةٍ لشعبٍ مقاومٍ مقاتلٍ، صابرٍ معانٍ، معطاءٍ مضحٍ، ثابتٍ عنيدٍ، جريءٍ شجاعٍ، مغامرٍ مقدامٍ، لا يأبه العدو ولا يخافه، ولا يجبن عن قتاله والوقوف في وجهه، يتحدى جحافله ويرد قوافله، ويصد دورياته ويفشل مجموعاته، ويرفع الصوت عالياً في وجهه، ويسجل على الأرض بمقاومة أبنائه أعظم الملاحم البطولية، التي يتأسى بها المقاومون ويقتدون، ويقلدونها ويضيفون، ويقدمون على مثلها ولا يهابون، فيخشاهم العدو ويقلق، ويشكو منهم ويتألم، ويحاول القضاء عليهم ويفشل، ويدعي الانتصار عليهم ويكذب.





    تلك الصورة الجميلة واللوحة القشيبة التي يرسمها أهلنا يدمائهم، ويؤطرونها بأرواحهم، ويزرعونها في الأرض بأجسادهم، فيفرح بها الفلسطينيون ويفتخرون، ويباهون بها ويستعلون، ويتيه بها العرب والمسلمون، المحبون والمؤيدون، والمناصرون الدوليون والمتضامنون الأمميون، ويرون أنفسهم فيهم ويتمنون تقليدهم أو أن يكونوا معهم، يشاركونهم المقاومة، ويقاسمونهم النصر، ويساهمون معهم في إرغام العدو وإذلاله، فقد جَمَّلَ الفلسطينيون صورتهم، وأحسنوا عرض قضيتهم، وأعادوا الألق والبريق للعرب كأمةٍ عظيمةٍ، ذات تاريخٍ ومجدٍ، وعزةٍ وكرامةٍ، تجاهد لتصل ماضيها التليد بمستقبلها الواعد.





    هذه الصورة التي نتغنى بها وغيرنا، ونضحي في سبيلها ولا نتردد، ونفاخر بها ولا نحجل، ونُريَ الله عز وجل بها أنفسنا ونرجو نصره، تشوهها صورةٌ مظلمةٌ معتمةٌ، سوداء قاتمة، بشعة كريهةٌ، منفرة مقززة، تسيء إلى قضيتنا الناصعة، وتشوه صورتنا المشرقة، وتعبث بتاريخنا الوضيئ، وتفض الأمة من حولنا وتنفر المحبين لنا، إذ ليس لها ما يبررها أو يجيزها، فلا الوقت وقتها ولا التحرير غايتها ولا العودة مقصدها، بل هي طعنةٌ في ظهر الشعب، وخيانةٌ للمقاومة، وتفريطٌ بالتضحيات، وإساءة بالغة إلى القضية الوطنية العادلة، وهي تفرح العدو وتسره، وتحقق أمانيه وتستجيب إلى رغباته، وتخدم مصالحه وتصب في أهدافه.





    عنيت بذلك المعارك الضارية والأحداث الأليمة التي يشهدها مخيم عين الحلوة، درةُ المخيمات الفلسطينية، وشامةُ اللجوء الفلسطيني، وعاصمة الشتات الوطني، وظهر المخيمات الفلسطينية في لبنان وسندها، وعنوان وجودها ورافع لواء عودتها، المخيم الذي طالما تمنى شارون زواله، وعمل على شطبه واستئصاله، وقد غاظته بندقيته، وأقلقته وحدته، وخشي من عقيدة العودة المتجدرة في أجياله، فتآمر عليه وكاد لأهله، لكنه صمد في وجهه، وتحدى غيه، وصد عدوانه، حتى غدا مفخرةً للفلسطينيين ومزاراً لهم، فهو يربض كالأسد على حدود الوطن، ويرنو أبناؤه بعيون اليقين والأمل للعودة والتحرير.





    اليوم مخيم عين الحلوة حزينٌ مكلومٌ، مجروحٌ يتأوه، يئن ويشكو، ويتألم ويتوجع، فأبناؤه يخربونه ويدمرونه، ويقصفون أحياءه ويحرقون مرافقه، ويغيرون معالمه ويطيحون بمنازله، ويشعلون النار في سيارات اللاجئين وممتلكاتهم، ويخنقون فيه ذكرياتهم وآمالهم، ويقضون على آخر ما بقي لهم فيه من أحلام العودة وأماني التحرير، إذ أجبروهم على الخروج منه عنوةً ومغادرته كرهاً، فخروجوا وهم لا يلوون على شيءٍ وقد حملوا معهم بقايا متاعٍ قد ينفعهم، وآخر ما بقي في بيوتهم من أوراق ومستندات، وأموال قليلة كانوا بشق الأنفس قد جمعوها وبشقاء مغتربيهم قد ادخروها، ليكفوا بها حاجتهم، ويستروا بها عورتهم، ويعيشوا كراماً في مخيمهم.





    لا نملك ما نفسر به ونشرح، وليس في جعبتنا ما يكفي وينفع، لأن نقنع أهلنا في الوطن وشعبنا في الشتات واللجوء، ولا أمتنا العربية والإسلامية التي ما زالت تؤمن بقضيتنا وتدعمنا، وتضحي في سبيلنا وتدافع عنا، فماذا نقول لهم ولغيرهم عن بيوتنا المحروقة، ومنازلنا المدمرة، وشوارعنا الخالية، وألسنة النار التي تتصاعد من جوانب المخيم وأزقاته، وكيف نشرح لهم عن طوابير اللاجئين الهاربين من نيران أبنائهم وحروب إخوانهم، وقد بنت لهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خياماً جديدة تشبه تلك التي آووا إليها ولجأوا فيها قبل أكثر من سبعين سنة.





    ماذا نقول للشعب اللبناني الشقيق الذي آوانا وأكرمنا، وأحسن إلينا واستضافنا، ونصر قضيتنا وضحى في سبيلها معنا، ولأهل صيدا الأبية التي تحتضن الفلسطينيين وتعدهم جزءً منها، تشاركهم وتعمل معهم، وتصاهرهم وتتزوج منهم، بينما نحن نرعبهم ونخيفهم، وبعض قذائفنا تصل إليهم وتصيبهم، وتلحق الضرر بهم وتؤذيهم، فتشمت الكارهين بهم، وتلومهم على حسن صنيعهم وكرم ضيافتهم، وتحرضهم على الانقلاب والتغيير، والانفصال عنهم وعدم التعاطف معهم، فهذه فرصة الشامتين للصيد في المياه العكرة، والاستفادة من المحنة والأزمة، وتعميق الفتنة والتأسيس للقطيعة.





    أيها الفلسطينيون الحكماء، المخلصون الأوفياء، الصادقون الأمناء، المضحون العقلاء، فليكن صوتكم عالياً وقراركم حاسماً وموقفكم فاصلاً، فمخيم عين الحلوة غالٍ علينا وعزيز، له دوره وعنده وظيفته، فلا ينبغي أن يكون فيه سلاحٌ عابثٌ، ولا مجموعاتٌ طائشة، ولا غرباء يفسدون، ولا خلافات حزبية تضر بحياة اللاجئين، ولا نزاعات مسلحة بين الفرقاء أياً كانت الأسباب، وليحتكم الجميع إلى الحق والعدل، والمصلحة الوطنية والمنفعة الشعبية والأمن العام والسلاح الرشيد والقرار الحكيم، وإلا فإننا سنهلك وقضيتنا، وسنخسر وشعبنا، وسيكون المتقاتلون في هذا المخيم هم السبب، وسيحاسبهم التاريخ وسيلعنهم الشعب، فلنوحد صفنا، ولنضمن أمننا، ولننظم خلافاتنا، ولنحسن إلى أهلنا، وإلا فسنندم، وستأتي ساعةٌ نقول فيها "ولات حين مندمٍ".
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de