لم يعد للجنرال عبد الفتاح البرهان اي وصف دستوري عقب انقلابه العسكري في اكتوبر 2021م علي حكومة ثورة ديسمبر التي كان لها الفضل في ان يحصل على منصب القائد العام للجيش عقب تنحي الجنرال عوض ابنعوف الذي كان وزير للدفاع في عهد الرئيس المعزول عمر البشير ونائبه الاول وقد اطل ابنعوف على الشعب السوداني يوم الحادي عشر من ابريل 2019م معلن عن قيام القوات المسلحه و قوات الدعم السريع والاجهزة الامنية بالاطاحة بالنظام والتحفظ على راسه في مكان آمن وبذلك تكون قد انتهت فترة حكم الجنرال عمر البشير التي استمرت ثلاثين عاما و لكن جماهير الشعب الثائر امام مبني القيادة العامة للجيش لم تقبل بالجنرال عوض ابنعوف ليكون رئيسا انتقالي لتصدح ضده بالرفض ليقدم الرجل استقالته بعد 36 ساعة فقط من اداءه القسم كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي ليتم اختيار الجنرال عبد الفتاح البرهان علي حسب الترتيب العسكري ليكون قائد للجيش حينها استبشرنا خير بالبرهان خاصة وانه سجل قبلها زيارة الي ساحة الاعتصام حيث ظن الجميع انه يحمل رغبة صادقة في الانحياز إلى الثورة و لكن لم تكاد تمضي ايام قليلة علي تنصيبه قائد للجيش حتي استيقظ الشعب السوداني علي انباء كارثة فض الاعتصام بالقوة و علي مسمع ومرأى قواتنا المسلحة التي كان الواجب يحتم عليها الدفاع عن الثوار ولكن لم يتاخر رد الجماهير فكان موكب الثلاثين من يونيو الهادر مزلزل اجبر البرهان علي الجلوس مع السياسيين المدنيين واستأنف عملية نقل السلطة و بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية تم اختيار مجلس للسيادة من خمسة عسكريين وخمسة مدنيين اضافة الي عضو مدني محايد باجماع الطرفين حيث تم اختيار سيدة مسيحية تنتمي الى جماعة الاقباط المهم في الامر ان المجلس السيادي يعتبر بمثابة لجنة تقوم بمهام رئيس الجمهورية و الرئاسة فيه دورية علي النحو التالي الفترة الاولي تكون من نصيب العسكريين و الفترة الثانية تكون من نصيب المدنيين حيث قام العسكريين باختيار الجنرال البرهان باعتباره و علي حسب الاعراف العسكرية الاعلي رتبة عسكرية بينهم و عندما شارفت فترة العسكريين علي الانتهاء و كان ينبغي علي الجنرال البرهان التنحي و تسليم الفترة الانتقالية الي الجانب المدني انقلب العسكريين علي الجميع في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م ليخرج البرهان في بيان تلفزيوني معلن عن حل المجلس السيادي ومجلس الوزراء مع جملة من القرارات السياسية الغير متوافقة مع الوثيقة الدستورية منها تجميد مهام عمل لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989م بالتالي فقد الجنرال عبد الفتاح البرهان منصب كرئيس للمجلس السيادي ليكون فقط قائد للجيش
لا نريد الخوض في ماذا حدث بعد ذلك الا التاكيد فقط علي ان الجنرال البرهان ظل يتهرب من كل فرصة تساعد على انتقال سلمي للسلطة باختلاق ازمات سياسية فمن فض الاعتصام 2019 و الانقلاب على الثورة في اكتوبر 2021م واحدث 16 ابريل 2023 التي سبقت التوقيع علي الاتفاق الاطاري حيث لم يعد احد يثق به علي انه صادق في الوفاء بالقسم الذي اداءه ليكون مخلص لوطنه وشعبه وان يعمل علي انتقال السلطة الحاكمة الي جماهير الشعب
و بعد خروجه من القيادة العامة التي كانت ومازالت محاصرة من جانب قوات الدعم السريع استبشرنا للمرة الثالثة خيرا بان يعمل البرهان علي ايقاف نزيف الدم السوداني والاسراع الي قبول وقف إطلاق نار يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين العالقين في مناطق القتال مع تسليم السلطة الي المدنيين ( ثوار ديسمبر) ليتولوا قيادة التفاوض مع قوات الدعم السريع حول الفترة القادمة و لكن الجنرال البرهان بدلا عن ذلك نصب نفسه رئيسا للمجلس السيادي الفارغ المحتوي من اي سند دستوري او ثوري واتخذ لنفسه عاصمة اخري بديلة بشرق البلاد و الارتماء في أحضان ازلام النظام البائد الذين يعملون ليل نهار لاجل اجهاض ثورة ديسمبر حيث اتت الانباء عن عزمه على تشكيل حكومة ولا نعرف علي ماذا تستند تلك الحكومة الانقلابية القادمة فهي لن تخرج علي ان تكون امتداد لعهد النظام البائد ولا علاقة لها بثورة ديسمبر فالجنرال البرهان مجرد انقلابي سطا على الثورة في الليل بالتالي لا شرعية له الا علي الجيش بحكم انه قائده المباشر و يمكن الاستناد على قرار الاتحاد الافريقي الذي قام بتجميد عضوية السودان الي حين استعادة الحكم المدني بالتالي فان الدول التي تستقبل او تخاطب الجنرال عبد الفتاح البرهان على اساس انه رئيس للمجلس السيادي السوداني قد تكون قد وقعت في اخطاء بروتوكولية كبيرة فالبرهان مجرد قائد للجيش و ليس رئيسا دستوري تم الاجماع عليه من قبل السودانيين و لا ينبغي علي الامم المتحدة دعوته لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة نسبة للفراغ الدستوري الذي يعيشه السودان وفي داخل البلاد فان قرارات الجنرال البرهان في حال صدورها فانها لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به بالتالي علي الجنرال البرهان النظر الي مصلحة الوطن والعمل على تسليم السلطة الي المدنيين ( ثوار ديسمبر ) و رجوع العسكريين الي الثكنات العسكرية و البعد عن التدخل في السياسة فالثورة التي قامت ضد نظام الكيزان لن تنتهي الا بعدما تاخذ العدالة مجراها الطبيعي بالقصاص من كل من انتهك حقوق الإنسان السوداني علي مدار الثلاثين عام الماضية وماتلاها من تجاوزات خلال فترة ما بعد الثورة
حكمة اليوم :
قال ماركوس اوريليوس ( كل ما نسمعه هو وجهات نظر وليست الحقائق , وكل ما نشاهده هو السراب وليس الواقع)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست