اعترضت ايطاليا على التدخل العسكري القادم في ازمة النيجر التي شهدت حركة انقلابية عسكرية اطاحت بالحكومة المنتخبة و يهدف تجمع دول غرب افريقيا الي اعادة النظام المدني في تقليد اتفقت عليه دول المجموعة بمنع الوصول الي الحكم عبر الانقلابات العسكرية وقد سبق لهم التدخل في عدد من دول المجموعة التي وقعت فيها انقلابات عسكرية ،
ان اعتراض ايطاليا علي التدخل العسكري ليس لاجل خاطر عيون شعب النيجر الذي يعاني من الفقر والبطالة ولكن الهدف الحقيقي لتصريحات روما هو منع التدفق المحتمل للمهاجرين الافارقة نحو اوروبا في حال اندلاع حرب في غرب أفريقيا و ايطاليا التي تعتبر الواجه المفضلة للمهاجرين لا تريد حماية دول اوروبا خاصة التي تتشارك معها في الحدود خاصة فرنسا التي تنهب لوحدها ثروات افريقيا تحت اكذوبة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي الذي هو من بنات افكارها حيث نشرت قواتها العسكرية هناك بحجة محاربة الارهاب ولكن الهدف الخفي هو ضمان ردع كل بلد يحاول الخروج من بيت الطاعة الفرنسي
المهاجرين الافارقة لديهم احساس بان ثرواتهم تسرق من قبل اوروبا وان الحل الوحيد للحصول عليها هو بالذهاب اليها في اوروبا ، قد يكون ملف الهجرة الغير شرعية ورقة ضغط من قبل الانقلابيين في النيجر في حال تعرضهم لحرب قادمة سوف يعملون علي فتح الحدود مع ليبيا ليتدفق كم هائل من المهاجرين الافارقة لذلك حاولت رئيسة وزراء ايطاليا حث دول شمال افريقيا (تونس و ليبيا) علي لعب دور الشرطي البحري لمنع التدفق المحتمل للمهاجرين الافارقة من الوصول نحو السواحل الاوربية وهذا ما رفضه الرئيس التونسي قيس سعيد الذي قال لن تكون تونس شرطي يعمل بدون مقابل و ادرك الاتحاد الاوربي عن ماذا يلمح الرئيس التونسي الذي تعاني بلاده اقتصاديا وبالفعل اعلنت مفوضية الاتحاد الاوربي عن تقديم دعم مادي الي تونس يصل إلى خمسمائة مليار يورو مما ساعد قوات الحرس الوطني التونسي علي بذل المزيد من الجهود لمنع تسلل المهاجرين الافارقة انطلاقا من السواحل التونسية و لكن لم تنجح جهود الاتحاد الاوربي مع الجانب الليبي بسبب عدم استقرارها السياسي و الامني
لن ترتاح اوروبا من سيل الهجرة الغير شرعية طالما تشترك مع فرنسا في نهب ثروات القارة الافريقية فاليورنيوم المستخرج من باطن ارض النيجر يساعد دول اوروبا علي تشغيل محطاتها النووية التي تمدها بالكهرباء بعد تضررها من تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية حيث تم ايقاف الغاز الروسي بعدها صارت اوروبا تعتمد علي مصادر الطاقة الافريقية و رغم ذلك تعد النيجر من افقر دول العالم و هناك العديد من الدول الافريقية علي شاكلة النيجر
ان فكرة استبدال اوروبا بروسيا او الصين في القارة الافريقية ليست حل فالحل الوحيد للمحافظة على ثروات القارة الافريقية هو توحيد الدول الافريقية في منظومة اقتصادية واحدة و اختيار الحكام فيها بطرق ديمقراطية و انتخاب برلمانات تمثل المواطن الافريقي فالاستعمار لا يزال ينهب الثروات الطبيعية الافريقية و لن يتوقف ذلك الا باتحاد ابناء القارة
اذا بالتالي علي اوروبا علي ان تعلم ان زمن الجهل بالحقوق قد ولى الى غير رجعه لذلك عليها باحترام حقوق الشعوب الافريقية و الا سوف تجد نفسها غارقة فى بحر من المهاجرين الافارقة فافضل شي هو نقل المعركة إلى ارض الخصم عبر تدفق المهاجرين الأفارقة صوب اوروبا التي تسرق وتنهب ثرواتهم و كما صار الافارقة اغلبية في الولايات المتحدة فانهم كذلك سوف يصبحون اغلبية في اوروبا فالافريقي لا يتقيد بسياسة تحديد النسل فهل نحن علي موعد مع قارة سمراء ثالثة بعد الوطن الام افريقيا و أمريكا اذا فالسنوات القادمة كفيلة بالاجابة على هذا السوال
علاء الدين محمد ابكر 𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺 جمهورية السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة