* قال الفيلسوف الصيني سوو وو:- "إن مسؤولية حماية أنفسنا من تلقي الهزيمة تقع على عاتقنا نحن، لكن فرصة هزيمة العدو يوفرها لنا العدو نفسه، عبر خطأ يقع فيه..!"
* و يرى جان بول سارتر أن الأقوياء يستمدُّون قوتهم من ضعف الآخرين..
* أما أحداث ثورة ديسمبر المجيدة فتقول أن (الأنا) السفلَى، الكامنة في ضمير قحت، إعتلت على (نحن) الثورية.. وأحدثت شروخاً كبيرة في جسد الثورة، وخلخلت الرابط بين الثوار بشكل كاد يضعضع الثورة في النهاية..
* تلك هي حقيقه قحت الصِرفة..!
* والحقيقة، أي حقيقة صِرفة، لا منافس وجودي لها، رغم وجود ما تسمى بالحقيقة البديلة، و وظيفتها هي مسح الحقيقة الصِرفة تماماً، و إحتلال مكانها، لغرض من الأغراض الخسيسة..
* و خير مثال للحقيقة البديلة الشبيهة بالحقيقة الصِرفة ما جاء على لسان المتحدث باسم مركزية قحت، خالد سلك، حين قال:-" المؤتمر الوطني يستخدم حرب ١٥ أبريل لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة!"..
* إن المعلوم لدى السودانيين، كل السودانيين، أن المؤتمر الوطني يستخدم كل ما لديه من أدوات متاحة لتصفية الثورة المجيدة.. وأن حرب ١٥ أبريل، سانحة من السوانح التي فتحت للمؤتمر الوطني أبواب الفرص لتصفية الثورة، ما استطاع إلى تصفيتها سبيلاً..
* لكن الحقيقة الصِرفة التي أراد خالد سلك إخفاءها هي أن مركزية قحت هي التي أوعزت إلى ميليشيا الجنجويد ضرورة شن تلك الحرب تمهيداً لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة، بغرض هيمنة سياسيي مركزية قحت وقادة ميليشيا الجنجويد على السلطة السياسية والعسكرية في السودان..
* الكذب والمخاتلة ديدن قحت، منذ بدايات الثورة المجيدة، وقد ظلت تحاول إبعاد لجان المقاومة، وإبعاد أي ثوار حقيقين آخرين، عن ساحة الحراك الثوري لفرض نفسها وصيةً على الجميع، تمهيداً للإمساك بمقاليد تلك السلطة، وما احتضانها للميليشيا سوى لتحقيق ذلك..
* وحدث أن واتتها فرصة حكم البلد، قبل احتضانها للميليشيا، فمارست ما مارست من سياسة الهبوط الناعم والانبطاح أمام لجنة البشير الأمنية تحت شعار (تمسْكَّن حتى تتََمَكَّن)، و إنتهى بها الانبطاح إلى عقد (شراكة الدم) مع اللجنة الأمنية.. و جعلت المجلس السيادي سلطة فوق السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، مع أن المهام المنصوصة للمجلس، حسب الوثيقة الدستورية، مهام تشريفية، دون أي تغول على السلطة التنفيذية..
* وفجأة صار حميدتي المسئول الأول عن الاقتصاد، وعن السلام وعن قرارات تنفيذية أخرى في السودان.. وصار البرهان هو الذي يتفاوض مع الرئيس الإسرائيلي ويناقش رؤساء الدول حول الشأن السوداني والأوضاع الدولية..
* لقد ذاب المدنيون في (بوت) العسكريين، وصار العسكريون يتلاعبون بهم بال(بوت) في ملاعب تعيينات الوزراء والمستشارين.. وما فصل د. أكرم وزير الصحة، وقتها، وما إستقالة د.القراي مدير المناهج، حينها، وفصل البروفيسير محمد الأمين وزير التربية والتعليم، عندئذٍ، سوى مثال لذلك التلاعب المهين..
* وبطبيعة تطور وتحول الأشياء، تطلعت اللجنة الأمنية إلى كرسي السلطة كاملة غير منقوصة، فكان أن قامت بإنقلاب ٢١ أكتوبر..
* و(راح الدرِب) علي قحت.. فراحت تخُّمخِّم (الخَمُوم) من الكيانات السياسية، ما أمكنها أن تخُّمخِّم، وصنعت من (الخَمُوم) ما يطلق عليه الآن مركزية قحت.. وعلى نحوٍ منطقي لنظرية سد الفراغ، ظهرت الفلول، بعد (سردبة) طالت في الشارع واختباء طال في الجحور، وأعيد فتح حساباتها المجمدة في البنوك، كما أعيد القضاة المفصولون إلى الخدمة..
* تلك هي الحقيقه الصِرفة لمحاولات قحت، التي صارت مركزية قحت، لإستخدام حرب ١٥ أبريل لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة، على نحوٍ ما، واحتكار السلطة!
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية...
- أدناه ما كتبتُ في موقع سودانيزأونلاين، ومواقع أخرى، إعتماداً على توصيف الفيلسوف الصيني، المذكور أعلاه، من يهيئ نفسه للهزيمة عبر خطأ يقع فيه:- - " ووفق هذا النوصيف للهزيمة، فإن د.حمدوك يوفر الأخطاء (المطلوبة) لهزيمة الثورة أمام الجنرالات وأتباعهم في الحرب غير المعلنة التي يشنونها كلما لزم شنها لقضم جدار الثورة طوبة طوبة.. وبراقماتية حمدوك تفسح لهم المجال كل مرة، إلى أن بلغت جرأتهم حد الشروع في هدم الجدار كله بالبلدوزر.. - يُلاحظ في حالتي إقالة د.أكرم واستقالة د.القراي أن د.حمدوك لم يكن هو المبادر.. ففي الحالة الأولى، كان حمدوك مدفوعاً دفعاً ليوقِّع على تنفيذ إقالة د.أكرم.. أما في الحالة الثانية، فالقوى الظلامية هي التي أجبرت حمدوك، قهراً، على دفع د.القراي إلى تقديم الاستقالة المسبًَبَة.... " * طبعاً من كانوا حول الرئيس حمدوك هم من كان خالد سلك على رأسهم، وزيراً لمجلس الوزراء.. وهم الذين يصرخون اليوم:- الفلول الفلول.. * وأنا ماشي، بمنطقة الحتانة، سمعتُ طفلاً في حوالي العشرة من العمر يدندن:- " بَل! بَل! بَل! بَل! ..غيرو مافي حل!"، فأحسستُ بأن دندنة هذا الطفل حكمت بالاعدام على أي فرصة تصالح مع الجنجويد والقحاطة.. أي أن " الحل في البل!"، وبس!
09-01-2023, 11:50 AM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 9393
((* أما أحداث ثورة ديسمبر المجيدة فتقول أن (الأنا) السفلَى، الكامنة في ضمير قحت، إعتلت على (نحن) الثورية.. وأحدثت شروخاً كبيرة في جسد الثورة، وخلخلت الرابط بين الثوار بشكل كاد يضعضع الثورة في النهاية..)) ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- الواقع الذى عشناه ونعيشه حتى اليوم يقول ان الجذريين من فعل ذلك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
Hassan Farah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست