درج الملتقي العربي للفكر والحوار، ومقره الافتراضي، في العاصمة الألمانية برلين، علي عقد محاضراته وندواته الحوارية ،للمشاركين فيها، عبر (خدمة زووم أونلاين ) متحديا بذلك عوائق الزمان والمكان ووسائل التواصل التقليدية ، ويعد بذلك من الحواضن الثقافية القليلة في العالم العربي في فتح مثل هذه النوافذ الجديدة للمشاركة في حوارات نقدية رفيعة المستوي من خلال استضافة النخب من الكتاب والشعراء والمثقفين والمفكرين العرب وغير العرب. وفي ندوته الحوارية الأخيرة،التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي، الموافق التاسع والعشرين من أغسطس الجاري،إستعرض المحاضر الدكتور حامد فضل الله محاور ندوته بعنوان [ المسلمون والعرب و إشكالية الاندماج في المجتمع الألماني ودور النخبالعريية.] وكما ذكر المحاضر، فهو موضوع شائك ومتعدد الأسباب والاتجاهات...ولكن براعة الدكتور حامد ومشاركة المتداخلين ، وقد حكي بعضهم تجاربهم الشخصية، قد جعل من الندوة بستانا مزدهرا من المعارف ، وإضاءات مشعة، ساعدت علي استيعاب وفهم عملية الاندماج وما صاحبها من صعوبات، لعل من أبرزها اختلاف القيم والثقافات ، بجانب ما واجهه المهاجرين من مشاكل تكمن في صعوبة التقبل في المجتمع الجديد. وجاءت مداخلتي ، في هذه الندوة الرائعة، عبر تقنية الزووم أونلاين، الدوحة، من خلال ثلاثة نقاط أساسية. كانت الاولي، حول ( الاستشراق الألماني ودوره في الثقافة العربية) فقد كان نموذجا فريدا ومختلفا عن حالات الاستشراق الاوروبية التي تدور حولها الشبهات، بينما اهتم الاستشراق الألماني بالجانب العلمي والمعرفي للثقافة العربية الإسلامية فضلا عن التحقيق والتوثيق..ولم تستعمر ألمانيا اي قطر من الدول العربية..فلماذا لم يساعد ذلك المجتمع الألماني في اندماج المهاجر العربي او الإسلامي بشكل عام في المجتمع الألماني ؟ أما النقطة الثانية،فقد كانت حول المصطلح نفسه..فالاندماج في المجتمع الغربي ، يجب ألا يعني الذوبان..بل أنه من مصلحة المجتمع الغربي أن تتنوع ثقافاته وتتعدد اهتماماته، وتظل الأقليات المهاجرة محتفظة بعاداتها وتقاليدها الحياتية، دون أن يحدث ذلك شرخا في بنية المجتمع أو صراعا علي السلطة أو الموارد. أما النقطة الثالثة فقد كانت حول سياسة الاندماج التي تقوم بها أجهزة الدولة الرسمية ..فرغم كل سياسات الترغيب التي تبذلها الدولة الألمانية ، إلا أن الاندماج الكامل لم يحدث بالمستوى الذي ترغبه الدولة...ومثال ذلك الجالية التركية...التي تعد أكبر الجاليات تعدادا..ومع ذلك ، ظلت هي الأقل إندماجا..مما يؤشر بوجود خلل ما في سياسة الإندماج. وقد استطاع الدكتور حامد، في نهاية الندوة، من الرد علي كل المداخلات، دون أن يفرض رائيا..فكان نجما متألقا ، معتمدا في ذلك ، علي مخزون معرفي متعدد المواهب ، وتجارب حياتية طويلة عاشها في ألمانيا..وقد ساعد كل ذلك في نجاح الندوة...أضف إلي ذلك حسن التنظيم والتنسيق وإدارة الندوة ،حيث يعمل خلف الستارة ، أساتذة أجلاء لابد من ذكرهم، وهم: الأستاذ علي حسن،الأستاذ زياد موسي،الأستاذ ناصر أحمد والأستاذ محمد نبيل.. الملتقي العربي للفكر والحوار..وجد ليبقي..نافذة فريدة ومتميزة ،مضيئة وساطعة الأنوار ، خدمة للثقافة العربية وجسر تواصل بين الحضارات..وملتقي حقيقي للمفكرين والكتاب والمثقفين العرب أينما كانوا داخل وخارج الوطن العربي الكبير.. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة