أذكر في نهايات الألفية الثانية اي في حوالي بداية التسعينات أن دعيت ، مع عدد محدودمن علماء الجامعات و البحث العلمي و خبراء التنمية ، ألي ندوةً دولية فكرية في مدينة اولم Ulm االالمانية. الهدف من الندوة كان التفاكر في نجاحات و اخفاقات ابتكارات الأمن الغذائي. كانً صاحب الدعوة و ممولها سناتور الماني ثري و عالم في علوم الغذاء ( Hermann Eiselen (1926-2009) .بالمشاركة مع جامعةهوهنهايم University of Hohenhiem العريقة.
كنت يافعا نسبيًا مقارنة بالسناتور و اغلب الحضور الذين تفاوتت أعمارهم بين الستينات و السبعينات. كان اغلبهم من الرهط الامريكي والأوروبي الذين عادوا لمنصات. التدريس والمعامل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
في إحدي الامسيات جمعتني طاولة العشاء مع السناتور الألماني الدكتور هيرمانً ايسليين صاحب الدعوة وصاحب متحف ثقافة الخبز و استاذ الاغذية بالجامعات الالمانية والذي خصص عدة منح دراسية تتيح لطلاب وطالبات العالم دراسة علوم الاغذية والامن الغذائي؛ والدكتور روبرت هافنر (Dr Robert Havener 1930-2005 مؤسس و مديرعام لعدة مراكز أبحاث تابعة للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR): المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح (CIMMYT) والمركز الدولي للزراعة الاستوائية (CIAT) و المعهد الدولي لبحوث الأرز (IRRI) والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة(إيكاردا ICARDA) والمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI). ايضا كان الدكتورهافنر اول مدير عام لمعهد وينروك الدولي للتنمية الزراعية Winrock International حيث التحقت في بدايات عملي بعد نيل زمالة ما-بعد-الدكتوراة كباحث ومنسق للابحاث في مشروع المعونة الامريكية لابحاث المجترات الصغيرةً في شرق افريقيا في الثمانيات من القرن الماضي. كان ذلك قبل التحاقي بمنظمات الامم المتحدة في روما ايطاليا وباكاردا في سوريا و بجامعتي الام جامعة. كلفورنيا في ديفز.
إجتمع للدكتوران العالمان الصديقان - بجانب التفوق العلمي و القيادة في مختلف ضروبها - تاثرهما بالحرب العالمية الثانية. وفيما حكيا علمت بانهما التقيا في المانيا أثناء وخلال الشهور الاولي بعد الحرب.
عاد الدكتور هافنر لوطنه وانغمس في البحث العلمي بهمة وًنشاط العلماء في امريكا واوروبا، حيث اثبتوا بانه من الممكن إزالة الدمار بسرعة في فترة السلم. وبانه من الممكنإكتشاف أو تصميم نتائج باهرة في تطوير الطب و الزراعة بجهود ذاتية مضنية لكنها ناجحة.
أمًا السناتور الدكتور هيرمان ايسلين و عائلته فلقد عانوا من الجوع خلال سنوات الحرب الطاحنةً. لذلك ال علي نفسه بان بفعل ما في وسعه لمكافحة الجوع ، فانشاء الجوايز الجامعية و البرامج العلمية للطلاب من مختلف بقاع العالم للحصول علي التأهيل اللازم في علوم الأغذية و ألأمن الغذائي.كما شيد السناتور. (Museum of Bread Culture متحف ثقافة الخبز) و هو تحفة تقنية و تاريخية هامة لمن يود أن يدرس التطور في صناعة الخبز في جميع أنحاء ألعالم.
الذي ذكرني بهما وبتلك الليلة الباردة في مطعم صغير علي نهر الدانوب في مدينة اولم Ulm الصغيرة هو قولهما. لي بأنهما أجتمعا في ذات المطعم عام ١٩٤٥ (عام مولدي!) محتفلين بنهاية الحرب، و تناولا العشاء في المطعم الذي كان بدون نوافذ أو كهرباء. تذكرا كيف كانت المدينة كلها هشيما بدون تدفئة و بدون ماء و بدون صرف صحي. كانتالطرقات متهدمة. وكانت النوافد مهشمة وًمغطاة بصناديق الكرتونة القديمة. كانتالكنيسة اطلالا يمنع الصقيع اي محاولة لدخولها للصلاة.
كانت المدينة الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانها الخرطوم الكبري بعد أن دمرتها عصابات هولاكو الألفية الثالثة: قوات مليشيات الدعم السريع العنصرية وجيش البرهان المودلج الخاضع لامرة فلول الكيزان وكتيبة البراء بن مالك وما شابه ذلك من المجرمين ومصصاصوا. الدماء. *ولاحول ولا قوة الا بالله!!*
لكن العالمان اتفقا علي ان الطعام كان جيدا وشهيا! لان الذين طبخوه كانو هم هم الذين ولدوا و ترعرعوا في المدينة الصغيرةً ثم عادوا إليها بعد اعوام شردتهم عنها الحرب وطاردهم منها الدمار.
و تحدثا عن مشروع مارشال الذي إبتداء عام ١٩٤٨ و إنتهي عام ١٩٥١ بعد ان أكمل أعماله في إعادة تعمير البنيات التحتية و المصانع و المباني في ١٦ دوله اوربية خلال عامين فقط. وفرت الولايات المتحدة الامريكية لاوروبا من خلال صندوق النقد الدولي IMF مبلغ 13.3مليار دولار امريكي (اي ما يعادل 150 مليار دولار امريكي بعملة هذه الايام)وبحلول عام 1950، عادت كل الدول ١٦ المشاركة إلى مستويات إنتاجها قبل الحرب أو تجاوزتها!
*وا خرطوماه*
**ياتري هل سينجح السودان في إيقاف هذه الحرب اللعينة و بناء الدولة بعد ان صارت هشيمًا؟ **
هل هنالك قوة ذاتية باقية في كل من كتبت له الحياة؟ يمكنها شد ازارها و هي تنادي الخرطوم لإنقاذ الخرطوم؟
*وا خرطوماه*
*ولم لا؟*
**في إعتقادي إنه يجب -لبلوغ ذلك الهدف - أن نكون لمدة عامين فقط، أمة من (البدون)😇 :
* بدون جيش * بدون دعامة *بدون أحزاب *بدون إدارة اهلية *بدونً ارزقية الموز *بدون مشطتشارينً😇 *بدون لايفاتية *بدون قروبات اسفيرية *بدون موبايلات
*وقبل و بعد كل شي يجب ان نكون *امة بدون كيزان!👿😾
نواصل
د. احمد التيجاني سيد احمد ٢٩ اغسطس ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد التيجاني سيد احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست