هروب البرهان من القيادة العامة سيبقى وصمة عار تلطخ وجه التاريخ العسكري في السودان. البرهان الذي قال: إنه لن يخرج من القيادة العامة إما رافعا راية النصر وإما محمولاً على النعش. الخوف أنساه وعده الذي قطعه لجنوده وخرج خلسة في جوف الظلام بحثاً عن السلامة وطول العمر. يا عيب الشوم! كم هو تعيس حظ الجبناء؟ كم هو صعب إحترام النفس في أوقات الشدائد ؟ خرج البرهان من البيدروم منكسراً، يبحث عن نصر أصبح عصيا عليه، أمام جسارة أشاوس الدعم السريع الذين لقنوه دورساً في الشجاعة والثبات، جسارة قالت له تمهل يا حاكم الغفلة والخيانة . . نحن رجالاً لهم في كل ميدان بطولة. مهما فعلت لن تنل منا ومن عزمنا بعد أن خبرناك وخبرنا نواياك الشريرة. لذا تواضع وأعرف قدرك ، أيها الحالم بحكم السودان.. لقد ولى زمن النفخة الكذوب، السودان لن يحكمه بعد الآن خائن، أو جبان أو عميل يفرط في وحدة الوطن ويرفع التحية لمن يحتل أرضه. أشباه الرجال الذين شوهوا الدين والقيم وإستباحوا الوطن وجعلوا من دماء الضحايا خمراً، وهم يتقلبون في نعيم السلطة والجاه على حساب الكادحين والفقراء، ونسوا أن الله يمهل ولا يهمل حتى إنهالت عليهم ضربات أشاوس قوات الدعم السريع التي حطمت الأصنام، وجعلت اللصوص يتقيأون ما سرقوه من أموال الشعب دماً، أسقطت عنهم كل الأقنعة، بعد أن كشفت زيف شعاراتهم وما ورائها من خبث ودهاء... كشفت المستور وأشاعت النور والضياء في البوادي والفرقان والحضر .. وأخرست نقيق الضفادع في صمت الليل، وجعلت البرهان يولي هارباً بجلده يحتسي الشأي ويأكل الزلابيا في أطراف أم درمان، ناسياً قول الشاعر: أخوات البنات الجري دا ما حقي .. حقي المشنقة والمدفع أبثكلي. ودخل التاريخ من أوسع أبوابه كونه عاشقاً للعيب والعار!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة