أن تكون لاجئاً كتبه أيمن مبارك أبو الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 04:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2023, 11:08 PM

أيمن مبارك أبو الحسن
<aأيمن مبارك أبو الحسن
تاريخ التسجيل: 11-04-2013
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أن تكون لاجئاً كتبه أيمن مبارك أبو الحسن

    11:08 PM August, 25 2023

    سودانيز اون لاين
    أيمن مبارك أبو الحسن -Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    سمعته يقول لصاحبه الذي يقف بجانبه: أنا لاجئ أنا نازح، سمني كما تشاء !
    قال له صاحبه: - لا.. حالتك هذه لا ينطبق عليها حرفياً وصف لاجئ...
    - كيف يا رجل؟ وما هو اللجوء إذن؟
    ثم عقب: "اللاجئ حسب تعريف الأمم المتحدة هو كل شخص يٌكره على ترك مكان إقامته بسبب اعتداء أو احتلال، وكل من تعرض للاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو الإنتماء لفئة اجتماعية معينة ونتج عن ذلك فقدانه للأمن والسلام" .
    - كنت استمع لحديثهما باهتمام بالغ، ولكن لحظة:: ماذا قلت؟ طلبت منه التوضيح أكثر لكلمة لاجئ! اعاد التعريف حرفياً، وكنت أستمع وأنا أتدبر كل حرف يقوله،
    - هذا يعني أنت وأنا كلنا لاجئون!
    - لم يدعني اكمل التأمل إذ باغتني بسرد لقصته الحزينة، شعرت أن هماً ثقيلاً يجثم على صدره وها قد حانت فرصة مناسبة كي يفرغ ذلك الهم أمامي .
    "قصتي مثل قصة آلاف الناس الذين عايشوا فظائع الحرب خاصة في أيامها الأولى، هي قصة تختلط فيها الحقيقة بالخيال لأن أحداثها لا يمكن أن يصدقها عقل من فيض أهوالها، وطفق يحكي وأنا استمع أكاد أغالب دموعي على الرغم من اعتيادنا سماع المئات من القصص والحكايات الحزينة التي تجسد حال الناس والحرب والبلد المنكوب" ....
    - قلت له وأنا اختم الحديث: كلنا لاجئون ...
    فأن تكون لاجئاً يا عزيزي هو أن تقفل كل الدول أبوابها أمامك، من كان يصدق أن نكون لاجئين؟ لقد كانت بلادنا تحسن استقبال النازحين واللاجئين بكرم بالغ، حتى شهور قليلة كان السودان يستضيف أكثر من مليون لاجئ ونازح من دولة جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وتشاد وسوريا. هذه هي احصائيات الأمم المتحدة الرسمية، لكن العدد الحقيقي يفوق ذلك كثيرا باعتبار أن هذه المنظمة تعتمد في إحصائياتها على أرقام اللاجئين الموجودين في مخيمات المنظمة دون أن تلقي بالاً لمن تسرب منهم للمدن والأرياف والذين تمازجوا مع بقية المواطنين لا تكاد تميز بينهم في الحقوق والواجبات. والسودان بذلك يعد أحد أكبر الدول في العالم والأول على مستوى القارة الإفريقية استضافة للاجئين.
    إن تاريخ السودان في التعامل مع اللاجئين وقضايا اللجوء مشرف للغاية، ويمكن الجزم أن الحكومات السودانية التي تعاقبت منذ السبعينيات وحتى تاريخه تعاملت مع هذا الملف من منطلق الأخلاق السودانية التي تغيث الملهوف، وتقري الضيف، فقد استضاف السودان منذ العام 1980 وحتى الآن ملايين اللاجئين الذين هربوا من مناطق النزاعات في دول مجاورة.
    ففي الثمانينيات خلال الحرب الأهلية في إثيوبيا استقبل السودان مئات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين الذين فروا من النزاع والجوع. وفي التسعينيات قدم السودان الدعم للاجئين القادمين من إريتريا بسبب النزاع مع إثيوبيا وحرب الاستقلال في إريتريا.
    وبعد انفصال الجنوب والاضطرابات التي حدثت هناك شهد السودان تدفقًا لموجات من اللاجئين من دولة جنوب السودان حيث قامت الحكومة السودانية بتقديم الدعم والمساعدة لأولئك اللاجئين.
    ولم تقتصر مساعدة السودان لهذه الدول فحسب، بل استمر في مساعدة اللاجئين من دول أخرى مثل الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن، حيث شهدت تلك البلاد كما هو معلوم العديد من النزاعات والأزمات الإنسانية حيث لم يتوانى السودان عن تقديم المساعدات الإنسانية والحماية لمواطني تلك الدول الذين وجدوا في بلادنا الامن والأمان.
    ومن المفارقات العجيبة أن هذه الدول هي أول من أغلق الباب أمام المواطنين السودانيين الذين عصفت بهم هذه الحرب اللعينة ولم يجدوا ملاذاً آمناً سوى هذه الدول التي لم تبادلنا غير الجحود ونكران الجميل، مع الأخذ في الاعتبار أن جلّ هؤلاء السودانيين الباحثين عن الأمان في دول الجوار فروا إليها بأموالهم فسكنوا في الفنادق والوحدات السكنية بحر مالهم، ورفدوا خزينة الدولة بملايين الدولارات فلم يشكلوا أي عبء على تلك الدول بل العكس تماماً، رغم أن بعض الدول ما تزال تصر على توصيف السودانيين العابرين إليها بوصف "لاجيء" لاعتبارات تتعلق بحصول هذه الدول على مساعدة المفوضية الدولية لشئون اللاجئيين.

    قلت لصديقي ذاك: أن تكون لاجئاً إذن هو تغير النظرة إليك في كل موقع تطأه خارج بلادك وكأنك من تسبب في هذه الحرب وما أنت سوى ضحية لا تملك ناقة فيها ولا جمل...
    أن تكون لاجئاً ليس بالضرورة أن تتشرد داخل وطنك، فكل من هم خارج حدود الوطن هم ضحايا هذه الحرب التي ألقت بظلالها على صحتهم البدنية والنفسية، وأقلقلت منامهم، وشلت تفكيرهم، وغيرت أولوياتهم، وبددت طموحاتهم.
    قصص ومآسي لشريحة كبيرة من أبناء الوطن الذين يعيشون خارجه في ظل أوضاع أقل ما يمكن وصفها أنها كارثية، تقطعت السبل ببعضهم وتبددت مواردهم فلم يجدوا إلا سؤال الناس أعطوهم أو منعوهم، ومنهم العالقين في دول عديدة ينتظرون اعادة توطينهم من قبل تلك الدول، ومنهم من رهنوا أنفسهم للمنظمات والهيئات الدولية لعلها تلتفت لشأنهم.
    أن تكون لاجئاً إذن هو أن تتحول معاناتك اليومية وتفكيرك المشغول بالمصائب هو عبارة عن مشاكل صغيرة غير مهمة ولا تكاد تلقى أدنى اهتمام من لدن غيرك، كيف تفكر بتأمين أهلك لاحتياجاتهم الضرورية من المأكل والمشرب، كيف تقلق على أهلك وأنت تعيش عراكهم اليومي مع الحياة والموت، كيف تعطل تفكيرك المميت بالمرضى وهم يتحايلون للحصول على دواء ، كيف تطرد من داخلك الأفكار الخبيثة وحالة الضياع والذهول والخوف من القادم المجهول، كيف تهرب من الأسئلة التي تحاصرك كل ثانية عن كل شي وفي كل شي ...
    إذن كلنا لاجئون يا عزيزي...























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de