لم يقتصر الظلم والتهميش في السودان علي الجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فحسب وانما شمل حتي تزيف وتغبيش التاريخ السوداني بمحاولة طمس الهوية الوطنية بابراز ابطال من صنع خيالهم المريض هربوا وتركوا البلاد بينما الابطال العظام الذين قدموا ارواحهم رخيصة لاجل كرامة البلاد لم يجدوا ادني تكريم ومن يتجول في شوارع العاصمة السودانية لايجد اي شارع او مرفق يحمل اسم بطل من ابطال السودان امثال الشيخ محمد ابو الكيلك وزير بادي ابو شلوخ سلطان دولة الفونج صاحب القدرات العسكرية والسياسية الخارقة او شارع يحمل اسم الشيخ محمد ود عدلان وزير سلطان الفونج الذي كان ينوي مقاومة الاحتلال التركي المصري للسودان في العام 1821م او شارع يحمل اسم المقدوم مسلم حاكم كردفان من طرف سلطنة الفور الذي سقط شهيدا وهو يحارب جيش محمد بك الدفتردار التركي المصري في معركة باره او شارع يحمل اسم المك ادم ام دبالو مك مملكة تقلي التي فتحت أبوابها للامام محمد احمد المهدي ومنها انطلق لتحرير السودان من الاحتلال التركي المصري او شارع يحمل اسم الناظر دبكه صاحب اقتراح اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان وحتي الراحل الدكتور جون قرنق صاحب مشروع السودان الجديد لم يحظى هولاء باي قدر من التكريم و لو باطلاق اسماءهم على اي شارع او مرفق عام او حتي محطة مواصلات عامة
اجمل خبر اشاع في نفوسنا الفرح والسرور هو استبدال اسم جسر المك نمر باسم القائد المك ابو شوتال حفيد الشيخ محمد ابو الكيلك ومحمد ود عدلان وزراء بلاط السلطنة الزرقاء عندما كانت تبسط سيطرتها على من هم اليوم يحاولون ان يكونوا ملوك وقد كانوا بالامس مجرد رعايا للدولة السنارية
يحتاج السودان الي تصحيح شامل في كل شي ولتكن ضربة البداية بالتاريخ واظهار الابطال الحقيقين الذين صنعوا مجد هذه البلاد ودولة 1956م هي امتداد لنفوذ الاستعمار المصري الذي لايزال يحتل السودان عبر عملاء له فهم في الظاهر سودانيين ولكنهم في حقيقة الأمر مصريين حتي النخاع
وحتما سوف يسقط التهميش مهما طال الزمان فدولة الظلم ساعة ودولة المهمشين الي قيام الساعة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست