الجيوش الافريقية خرجت من رحم السلطات الاستعمارية بصناعتها حتي صارت نسخة منها لتراعي مصالحها ما عد الجيوش التي قادت حركات التحرر الوطني مثل الجيش الجزائري الذي قاتل الاستعمار الفرنسي بضراوة فقد كان الجيش الجزائري مكون من متطوعين شعبين ولم يكن للمستعمر فيه دور وعلي ذات الدرب كانت جيوش كل من كينيا وزيمبابوي وانجولا وموزمبيق فقد كانت بحق جيوش وطنية لذلك تندر ان تجدها تقوم بانقلابات عسكرية ضد مصالح شعوبها ولكن بقية جيوش القارة تقع تحت تأثير الدول الغربية واخير دخلت روسيا في دعم الانقلابات بمثل ماحدث في جمهورية النيجر التي شهدت قبل ايام انقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم والذي لم يمر على انتخابه رئيسا اكثر من عامين ان الجيوش الافريقية تعتبر مهدد للتجارب الديمقراطية في افريقيا فكلما حاولت النخب السياسية كبح جماحها باجراء تعديلات على المناصب العليا فيها كلما كان ذلك سبب رئيسي لوقوع انقلاب عسكري ليطل قائده بحجة المحافظة على الامن والاقتصاد وانها هي الاسباب التي دفعتهم إلى الانقلاب وهكذا تكون تلك الحجج مبرر لكل طامح للوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب
لن تتوقف الانقلابات العسكرية في افريقيا الا بعد اعادة هيكلة الجيوش بتعيين مدنيين بجانب العسكريين لادارة الجيوش مع استيعاب مدنيين ضمن الكليات العسكرية لدراسة العلوم العسكرية والامنية حتي يتعرفوا علي اسلوب وحياة العسكريين مع ابعاد الثكنات العسكرية الي خارج المدن خاصة العواصم ولا يكون لهم فيها وجود الا رمزيا مع تدريس العسكريين عقيدة وطنية بضرورة العمل علي حماية البلاد والدستور بمنع اي انقلاب عسكري وغيرها من الضوابط التي تمنع وقوع الانقلابات في في افريقيا
افريقيا تحررت سياسياً ولكنها لم تتحرر عسكرياً لذلك تجد الجيوش لا تحمل ولاء لقياداتها المدنية وهناك عامل اخر يمكن ان يمنع الانقلابات العسكرية في افريقيا وهو ضرورة التدخل العسكري السريع من الاتحاد الافريقي مستقبلا ضد اي بلد يشهد انقلاب عسكري فان ذلك وحده كفيل بردع كل طامح الي سرقة السلطة السياسية عن طريق الانقلاب العسكري ولكن اكتفاء الاتحاد الافريقي بالادانة والشجب عند وقوع الانقلابات في افريقيا فان ذلك لايكفي
المقاومة الشعبية في دولة النيجر ضد الانقلاب العسكري الذي وقع قبل ايام تعتبر دليل وعي الجماهير بالعمل علي رفض الانقلابات وحتي لو كانت مقاومة صغيرة ولكنها مع مرور الوقت سوف تتسع حتي تسترد البلاد الديمقراطية والمدنية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة