كان الدكتور جون قرنق مثل ابطال الاساطير مثل فارس قادم من زمن البطولات والامجاد مع انطلاق بشارات السلام يعلم الجميع ان قصوراً شاهقة من الآمال كانت قد شيدت، وان احلاماً كبيرة بتغيير شامل فى الحياة ملأت الآفاق. كانت الآامال مشيدة من برامج واطروحات " الحركة الشعبية". وكانت الاحلام منسوجةً من مشروع السودان الجديد. وكان الدكتور جون قرنق مثل ابطال الاساطير. مثل فارس قادم من زمن البطولات والامجاد.دخل الخرطوم دخول الفاتحين بالرغم من انه دخلها اعزلا . احتفى به جميع المساكين الجنوبيون والشماليون فهو ينادي الى سودان جديد للجميع . فرح جميع المضطهدين وهكذا لم يدم الفرح طويلا وكأنه مكتوب لا فرح للمساكين والفقراء. ما أبشع ان يعيش الانسان حلما جميلا يستغرق لحظات ليتعبه كابوس طويل لاينتهي إلا بيقظة مُخيفة . ما أقسى ان يشعر الانسان ان كل شئ تعب من اجله قد اصبح فجأة في مهبِ العاصفة وليس الريح . لانقول ان الحياة تتوقف على مصير كائن ما كان ولكن المساكين كانوا الان بأمس الحاجة الى قرنق ربما اكثر من حاجتهم اليه في اي وقت مضى كان الدكتور جون قرنق مثل ابطال الاساطير مثل فارس قادم من زمن البطولات والامجاد مع انطلاق بشارات السلام يعلم الجميع ان قصوراً شاهقة من الآمال كانت قد شيدت، وان احلاماً كبيرة بتغيير شامل فى الحياة ملأت الآفاق. كانت الآامال مشيدة من برامج واطروحات " الحركة الشعبية". وكانت الاحلام منسوجةً من مشروع السودان الجديد. وكان الدكتور جون قرنق مثل ابطال الاساطير. مثل فارس قادم من زمن البطولات والامجاد.دخل الخرطوم دخول الفاتحين بالرغم من انه دخلها اعزلا . احتفى به جميع المساكين الجنوبيون والشماليون فهو ينادي الى سودان جديد للجميع . فرح جميع المضطهدين وهكذا لم يدم الفرح طويلا وكأنه مكتوب لا فرح للمساكين والفقراء. ما أبشع ان يعيش الانسان حلما جميلا يستغرق لحظات ليتعبه كابوس طويل لاينتهي إلا بيقظة مُخيفة . ما أقسى ان يشعر الانسان ان كل شئ تعب من اجله قد اصبح فجأة في مهبِ العاصفة وليس الريح . لانقول ان الحياة تتوقف على مصير كائن ما كان ولكن المساكين كانوا الان بأمس الحاجة الى قرنق ربما اكثر من حاجتهم اليه في اي وقت مضى. الراحل الدكتور جون قرنق المفكر والقائد للحركة الشعبية يجد أنه كان يشبه الشماليين بالبيض في جنوب إفريقيا ويشبه حركته بالمؤتمر وكان يشبه نفسه بمندلا بل كان يرى أن يتحرر الجنوببن كما تحرر شعب جنوب أفريقي من الفصل العنصري وجاء دورهم ليحكموا كل السودان هذه الفكرة جعلته يبدو وحدوياً وأصبح يتهيأ لذلك وعزز الفكرة لديه استقبال أبناء السودان له بعد اتفاق نيفاشا في الخرطوم استقبال الفاتحين استقبال أذهله و أذهل الحكام في الخرطوم وعندما رجع إلى الجنوب أخذ يبشر للوحدة التي تفضي به حاكماً للسودان الجديد . كانت هناك خلافات حاده من قيادات الحركه الشعبية التي كانت تتفق مع سلفا كير في راي الانفصال فقد كان جون قرنق يري بصفته السياسة أهمية التعامل مع الموقف في الشمال بالفكر السياسي وليس بالفكر العسكري خاصة بعد أن جري توقيع اتفاقية 'نيفاشا' والاتفاق علي ادماج أعداد كبري من جيش الجنوب في الجيش السوداني، في حين أن 'سلفا كير' والعديد من القيادات الجنوبية كانوا يرون أهمية الاستمرار بسيطرة الفكر العسكري حتي لا تؤخذ الحركة الشعبية علي غرة. كان الجدل الدائر حادا ومتصاعدا حول هذه المفاهيم بين قرنق و'سلفا كير' والعديد من القيادات الجنوبية حول خطة الحركة في الفترة القادمة، مما أدي إلي وجود خلافات عميقة في داخل الوعاء التنظيمي للحركة إلي الحد الذي أكد معه البعض أن اتفاق السلام لن يصمد طويلا وأن قرنق يرتكز علي قشة في اتفاق السلام مع الحكومة السودانية، ولذلك فإن الدور الأكبر لقرنق في المرحلة القادمة تحدد في اتخاذ قرارات جريئة وعنيفة قد تفضي إلي استبعاد عدد من القيادات الجنوبية بشكل تدريجي وبما يحقق الحفاظ علي توازن الحركة واستمرار القادة المخلصين لقرنق. وعلي الرغم من أن قرنق اعتمد علي هذه القيادات في الشهور الأخيرة إلا أنه لم يستطع القضاء علي مشاكل حقيقية بينهم تمثلت في صراع داخلي حول المناصب التي يمكن أن يحصلوا عليها عقب أداء قرنق لليمين الدستورية بتعيينه نائبا أول لرئيس الجمهورية. وقد واجه قرنق الشهر الأخير ثلاثة أنواع من الخصوم الذين شكلوا تهديدا لسلطاته وعلي الرغم من أن هؤلاء يشكلون حزمة واحدة لكونهم أعضاء في الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا أن هناك فريقا آخر كان يريد التخلص من قرنق وهم قيادات وقوي التمرد الجنوبية الأخري المناوئة للحركة الشعبية، وهؤلاء دخلوا في صراعات معلنة ومستمرة واستهدفوا قادتها، حتي أن حدة هذا الصراع في الفترة الأخيرة جعلت العديد من زعماء الحركة يطالبون قرنق بالتخلي عن رئاسة حكومة الجنوب، وكذلك التخلي عن موقع قائد عام الحركة والاكتفاء فقط بمنصب نائب رئيس الجمهورية، إلا أن قرنق رفض هذا الاقتراح وأصر علي التمسك بجميع المناصب. كان قرنق قد ذهب إلي الشمال من أجل وضع السلام في إطاره النهائي إلا ان البشير وعلي عثمان طه نائبه كانا يريان أن قرنق يعاني صعوبات عديدة في الجنوب وانهما كانا يريان فتح الطريق لقيادات جنوبية اخري بعيدا عن الحركة لاحتلال مواقع هامة في الحكومة السودانية لتقوية اتفاق السلام إلا ان قرنق كان يرفض ذلك ويري أنه الرئيس والشخص الاقوي في الجنوب كله وان كل معارضيه هم قليلو الاهمية وليس لهم تأثير علي قوة اتفاق السلام. كان من الواضح ان قرنق يرتب للعديد من الأمور والمسائل في الجنوب تتعلق بمستقبل قيادات الحركة من جانب والفصائل المعارضة للحركة من جانب آخر، وكانت لديه رؤية بأن جيش الرب الاوغندي قد يمثل محورآ مهما في الفترة المقبلة للتأثير علي قراراته في الجنوب، ولذلك فإنه سوف يسعي إلي الخلاص منه للتأكيد علي قوته وقدرته علي ان يكون صاحب لقرار. جاء قرنق الي الخرطوم وقد أراد ان يتحرك في الساحة السودانية ويعقد الاتفاقات ويتصرف في الأمور وحيدا، فقرر ان يسافر إلي اوغندا وأن يوقع اتفاقا مع الرئيس موسيفيني دون ان يخطر البشير، وكان الاتفاق يقضي بأن يقوم قرنق بتسليم جيش الرب الاوغندي المعارض الي موسيفيني من خلال طرده من جنوب السودان، في مقابل ان يكون هناك تحالف غير معلن بين موسيفيني وقرنق، بمقتضاه تعتبر اوغندا قرنق حليفا استراتيجيا اول تسانده بكل ما تملك في مواجهة آية محاولة يقوم بها البشير لتهميشه او الحد من اختصاصاته. وكان قرنق قد عبر عن خشيته من ان يتحالف البشير مع مصر ضده، بما يفضي إلي انهاء وضع الجنوب تماما، ولذلك قرر موسيفيني دعمه بكل يملك شريطة انهاء وضع جيش الرب الاوغندي في جنوب السودان. لقد ادرك قرنق منذ البداية ان البشير ونائبه علما بأمر زيارته الي اوغندا، وانها بالتأكيد ستكون مجال تحفظ لأنها تمت دون اذن مسبق، الا انه اراد ان يؤكد لهما انه لايزال الرجل القوي وانه يتحرك بصفته رئيسا لحكومة جنوب السودان 'المستقلة'. ولذلك عندما اتصل موسيفيني بالبشير ليبلغه ان قرنق كان في زيارة خاصة لبلاده وانه غادرها مساء السبت وفقد الاتصال به وعلي السودانيين ان يبحثوا عنه، كان رد البشير ولماذا لم يستقل طائرة سودانية رسمية، والتقط موسيفيني هذه الاشارة التي لها دلالتها وكرر القول بأن قرنق كان في زيارة خاصة ولم يكن في زيارة رسمية. وهكذا في الوقت الذي كان فيه قرنق متوجها الي اوغندا، كان لدي الحكومة السودانية معلومات تشير إلي وجود بوادر تمرد حقيقي في جنوب السودان من خلال القادة العسكريين الذين اقالهم قرنق قبل سفره الي اوغندا. كما أن هناك حالة تذمر كبري لدي قادة جيش الرب علي منطقة الحدود. قد تردد ان عددا من انصار جيش الرب وبعض قادة الحركة الشعبية علموا بالزيارة السرية التي قام بها قرنق الي اوغندا ومضمون اتفاقه مع موسيفيني الخاص بطرد جيش الرب فبدأوا اجراءات التخلص من قرنق. وعلي الرغم من سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار وكثرة السحب وهي مبررات طبيعية لسقوط الطائرة، إلا أنه من جانب اخر فإن طائرة الرئاسة الاوغندية مجهزة ايضا لمواجهة هذه الظروف الطارئة وان موسيفيني خصص ثلاث طائرات للرئاسة لمواجهة هذه الظروف المناخية الصعبة، وان احدي هذه الطائرات هي التي اقلت قرنق، كما أن الأجواء لم تكن بهذا السوء في هذا اليوم تحديدا. والمنطقة التي سقطت فيها الطائرة قريبة من المنطقة الاستوائية التي يسيطر عليها جيش الرب الاوغندي بالاضافة إلي قيادات التمرد الجنوبي والفصائل الاخري المناهضة لقرنق، وانه منذ فترة كان قرنق قد ارسل العديد من جنوده وطائراته الي ذات المنطقة التي سقطت فيها الطائرة لإخماد حركات التمرد، وكانت هذه الهزيمة رسالة واضحة لجيش الرب الذي يسيطر علي اجزاء كبيرة من هذه المنطقة. وكان هناك تحالف قوي قد اقامه جيش الرب مع الفصائل المناوئة لقرنق لمواجهة محاولات الغدر به من قبل قرنق، وكان هدف هذا التحالف الرئيسي قتل قرنق والتخلص منه، واعلنوا ذلك في قسم مشترك فيما بينهم. .بقي القول اخيرا ان العديد من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان قد رجحت بالفعل سيناريو اسقاط طائرة قرنق من خلال جيش الرب وبعض القوي الاخري المناوئة، الا انها لم تسع إلي تصعيد الموقف ربما انتقاما من قراره بإقالة الحكومة والقيادات العسكرية الهامة وربما اخفاء للصراعات الداخلية في الجنوب. بعد موت الدكتور جون قرنق لم يرتقي خلفه سلفا لتلك الفكرة بل أخذ يساوم بالوحدة تكتيكياً ليضمن الدعم المادي من الحكومة والمانحين وصناديق تنمية الجنوب تحت شعار جعل الوحدة جاذبة وليضمن دعم المؤتمر الوطني له لينفرد بحكم الجنوب دون مشاركة الأحزاب الجنوبية الأخرى وللمؤتمر الوطني الهدف نفسه لتحيد المعارضة الشمالية ونجح شريكا الحكم في ذلك ، وبذكاء شديد لعبت الحركة الشعبية لعبة الابتزاز للمعارضة ولشريكها الحاكم وعلى حد سوا وذلك بالتنسيق مع المعارضة لتأخذ أكبر قدر من التنازلات من الحزب الحاكم وعندما يحدث ذلك تذهب بعيداً عن المعارضة وعندما يحدث ذلك ذهب عن المعارضة بتجاهل تام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة