يا من تعلمنا منك الكثير ، برُغم إفتراقنا مابعد رحيلك بسنوات طويلة عن ذات المسار الذي مضيت فيه حتي رحيلك ،، أُريد فقط إخبارك أن تحولات كُبري قد حدثت بعدك كنت أنت نفسك وباكراً جداً قد تنبأت بها ، لذلك مضينا ولكّنا لانزال نتمسك بضرورة التغيير للأفضل لبلادنا ، ولازلنا نهتم للكادحين والضُعفاء ، ولازلنا نحمل هُموم شعبنا بشكل يومي ، ولا نزال نعمل اوقات كثيرة في صمت وتفاني وتضحيات واوقات أُخري وبحسب الظرف نعُلي أصواتنا عالياً بالهتافات والأفكار والحلول والرفض للواقع ، ولانرهن إرادتنا لأحد كما علمتنا أنت إلا لبلادنا ومصالحها ... لاتزال وثيقة (إصلاح الخطأ ) تمثل عندي ميثاق شرف في العمل العام ، أو هكذا أُحاول دائماً ، ولكني أُصدقك القول فانا لست ماركسياً وقد حطمت صنمه مُبكراً ، ولست منكفئياً كما علمتنا ولا أُغلق عقلي ، ولا أسير خلف القطيع... كثير من الرفاق الذين تركتهم خلفك لم يستوعبوا ما كنت تناضل من أجله حتي ساعة الإعدام ، وخلفك في ذات الموقع بعض المتأخرون و ( الشاويشية ) كماكنت تُسميهم وتنعتهم ( وجه ضاحك ) ليقيني أنك كنت ستضحك معي اللحظة ، ولكنهم يظلوا رفاق لن نقطع معهم الصلات الإجتماعية والوود وإن قطعها بعضهم... نحن ومنذ سنوات قليلة مررنا بتجربة ثورة عظيمة كنت حتماً ستكون فخوراً بشباب وأجيال اليوم كما نحن فخورين بهم ومعهم لانزال ، فقط أخبرك أن بلادنا اليوم ليست بخير في العموم ، فقد وصلت الحرب إلي الخرطوم بعد أن كانت قد تمددت في اجزاء واسعة بفعل الإخوان المُسلمين وآخرون يشبهون التتار نُسميهم الجنجويد ، ولايزال العسكر متوحشون وسئيون كما تركتهم بل و أكثر توحشاً وفظاعة... نحاول جاهدين بناء مشرّوع للتغيير في السُودان ونعمل لأجل هذا بجّد ، حالياً نحاول مع الآخرين وقف الحرب وتطيّيب جراح الوطن ، ومتفائلون بالنجاح ، زادنا إيماننا العميق بهذه البلاد وعظمتها وبشعبها... الخالة (نعمات مالك ) بخير ، اتواصل معها دائماً وكلما سنحت الفرص ، لاتزال قوية وجميلة وهي الجدة الآن... شكراً لأنني تعلمت منك الكثير... وشكراً لإحترامك إختلافنا.... فقط أحتاج لبعض (أمصال) تُساعدني علي تحمّل مسؤليتي كاملةً فيما نحن مقبلون عليه من عمل في ظل صراعات سياسية وفكرية ، وليت بعض من يختصمون معنا الآن أن يتعلموا عبارتك الخالدة التي أُعلقها منذ سنوات طويلة بداخلي ( الرجل الشريف يصرّع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ) ... وإن مت أنا الآن ستجدني وإن سُئلت من قاتلينا ماذا قدمتم لشعبكم سأجيب بلا تردد مُستلفاً ذات عبارتك ( قدّمنا الوعيّ بقدر المُستطّاع )... طبت حيّاً وميتاً الرفيق الوالد عبدالخالق.... نضال عبدالوهاب 28 يوليو 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نضال عبدالوهاب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست