كبسولة :- ياسر العطا : الأحلام والوهم الأول بحلم أبيه وطموحه رئيساً إنتهى به الأمر كما متاهته . ياسر العطا : الأحلام والوهم الثاني بحلم مستشاريته رئيساً سينتهى به الأمر كما شجرته . ياسر العطا : الأحلام والوهم الثالث بحلم نبوة صدام رئيساً سينتهى به الأمر كما قدوته . *** حديثي هذا ربما يكون إفتراضياً وقناعتي الفكرية والوطنية والتحليلية المتفائلة دائماً ، تتكئ على إنتصار الشعب ، في النهاية على كل قوى الشر التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، وبعد كل هذه التجارب التي مرت بها بلادنا ، منذ ما بعد ثورة أكتوبر 1964 أن قوى الشر هذه متمثلة في الأخوان المسلمين (الحمد لله قبل الاستقلال لم يكونوا موجودين في الساحة (شوية طلاب وبعض أفراد ، "محتكين ومتحكرين" مع شيخهم حسن البناء ، في دروس غسل العقول والأمخاخ ، وإلا ماكنا نلنا استقلالنا ذات نفسه) ، إلا أن ظهورهم الحقيقي كان بمسمى جبهة الميثاق الإسلامي 1964-1969 ، وهذه المرحلة جاءت بعد التجديد في غسيل المخ ، عند ظهور شيخهم سيد قطب وكتابه جاهلية القرن العشرين وغيرها من الكتب الظلامية فأكتسحتهم إظلاماً . ثم الجبهة الإسلامية القومية حيث التمكين الإقتصادي غير المشروع ، بعد المصالحة النميرية ، وقوانين سبتمبر ( التي لاتسوى الحبر الذي كتبت به ) 1985- 1989 ،ثم الإنقلاب المشؤوم في ٨٩ ، حيث بدأ التطبيق العملي . لدروس غسيل المخ التي تلقوها من شيوخهم السابقين والجدد ، وأصبحت ثورة الإنقاذ ( كما أسموها!!) حتى المفاصلة ، حيث كان المؤتمر الوطني ، والمؤتمر الشعبي ، وللأسف في كل هذه المراحل . كانوا يجرون خلفهم ، حواضن ، أو بالأحرى سواتر يختبئون خلفها ، استغلوها حتى تاريخ إنقلابهم واستلامهم للسلطة كاملة غير منقوصة ، ورموا خلفهم حواضنهم السابقة ، وفتحوا لهم سجونهم وبيوت أشباحهم ، وحتى لم يمنعهم دين أو أخلاق أو إنسانية ، لوضع أي إعتبار لمراعاة مصاهرتهم من أسر حلفائهم المخطط لها من جانبهم ، بقصد عمدي لمصلحة التنظيم . كانوا يبتزون الشعب ، عن طريق تدينه الصوفي المتسامح ، الذي استثمرته الطائفية هي نفسها ، كحاضنة مشبوهة ، لهذا التدين الذي كانت تستغله إنتخابياً ، للوصول إلى السلطة ، ومن المؤسف أن قيادات الطبقة الوسطى ، الموكول لها قيادة الشعب وطبقتها ، في طريق الإستنارة والوعي والتقدم ، بل كانت تابعاً ذليلاً ، لهذه الطائفية ، ومن داخل هذا التحالف نجح الأخوان المسلمين ، أن يكونوا القيادة الفعلية له ، بل القاطرة التي تجر عربات هذا التحالف خلفها ، دون ممانعة أو إعتراض من الآخرين الذين إتبعوهم مغمضي الأعين ، فنتج عنه تلك النخبة التي أطلق عليها الراحل منصور خالد (النخبة التي أدمنت الفشل) وهي التي قادت السودان منذ إستقلاله عام 56 ، حتى إستلام الإسلاميين للسلطة كاملة غير منقوصة عام 89 ، وحينها أكلوا ثيرانهم الأبيض منها والأسود من جميع مسالخ حواضنهم السابقة ، طائفية وطبقة وسطى بقياداتها ، المهزومة بفعلها وتقاعسها ، وإن كان سبقهم للمحرقة ، عدوهم الأول اليسار بكل طوائفه ، وفي مقدمتهم قطعاً الشيوعيين عدوهم اللدود . وحينها إستغنوا عن التستر خلف الآخرين في تدينهم كوسيلة لإبتزازهم بالدين وإنما إستدعوا الدين نفسه ، وحملوه معهم قسراً وقهراً ، كوسيلة إبتزاز للشعب لتثبيت سلطتهم ، وفعلوا ما فعلوا في شعب السودان بهذا الإستغلال للدين في سياستهم التي مكنتهم من ثلاثينيتهم ، التي أول ما أساءت للدين نفسه . وحتى لا أذهب بعيداً عن موضوعي الأساسي ، وإن كانت هذه الفذلكة ضرورية ، لأدخل بها في حديثي الموجه في الأساس ، للذين يؤيدون هذه الحرب اللعينة وبالذات من غير مشعليها من اسلاميي الطرفين ، الجيش بتوجهه الكامل الإسلاموي ، الذي لن يرضى بغير عودته الكاملة لسلطته البائدة ، والدعم السريع الجنجويدي ، بتوجه مستشاريته الإسلاموية ، التي نجح جناح فيها ، من تحويل خدعتها الأولى ، من الدفاع عن الديمقراطية والحكم المدني ، بعد أن "قنع من خير فيها" بعد إكتشاف الشعب أنها أكذوبة لتمرير الأجندة الخفية ، وهي إن أمكن الهدم الكامل ، لدولة السودان القديمة دولة 56 دون إلتفات لكيف تحكم ومن يحكم ، كما هي مشغولية الحركة السياسية ، وإنما بالنفاذ عبر هذا الهدم المعني والمعنوي ، إلى تكوين نواة دولة (الأفروأعروإسلاموي) مع دول الساحل الإفريقي بعد أن تصبح دولتهم العنصرية في دارفور ، رأس الحربة لهذه الدولة الموسعة الموحدة بأطرافها الموزعة والمشتتة -كما يتصورون مستقبلاً ، وهم كما صنفتهم من قبل ، قد خرجا من صلب ومنبت واحد ، إختلفا فقط في إحتكار السلطة ، كجناحين من الإسلاميين ، وهم من يقودون الجيش إسلامويو القصر ، ومن يقود الجنجويد هم إسلامويو المنشية ، وإن شكت كوشتينتهم فاختلط الحابل بالنابل والشائب بالعائب ، وأخت نسيبة الكوتشنة بالولد السائب ، وكله تمام ، لإخفاء الأثر والنوايا الخبيثة كعهدهم بالتمام . ولكي أدخل مباشرة في موضوعي ، فالخير كل الخير ، يا جماعة الخير ، في وقف هذه الحرب الخبيثة ، وأن تنتهي بالتفاوض ، لا بمنتصر ومهزوم ، وبكل الطرق الممكنة ، لايقاف عجلة سيل الموت المنهر تحسباً ، أولاً بالضغط الشعبي ، بوحدة القوى التي صنعت ثورة ديسمبر المجيدة ، بشرط وقف مركزي الحرية والتغيير ، بالتغريد خارج السرب ، التي لا زالت تمارسه حتى الآن ، رغم الحرب التي لا أدري ، ألم يستوعبوا عواقبها بعد أم ماذا ؟ وهي العواقب الماثلة والقادم أفظع فيما أتصوره ، مع الضغط الدولي والإقليمي ، حتى لو بجراحة تدخل عسكري عن طريق مجلس الأمن الدولي ، لانها أخف ضرراً من إبادة جماعية ينويها الطرف المنتصر في الحرب ، يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا . إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر ، ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين . ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة ، ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن بنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الآخر ، أقول لكم ما سنلقى : تذكرون ليلة 22 يوليو 1971م عند فشل إنقلاب هاشم العطا . ( أعدت ذكراها بقصة قصيرة قبل إسبوع ، نشرتها في هذا الموقع وأخري ) وكان عنوان تقديمها لكم ( عائد عائد يانميري) وكان هذا هتاف الناس الفرحى بعودته ، ولكن في الطرف الآخر ، آخرون من الناس الحزانى لعودته ، ومعهم كثيرون من هم ليسوا فرحى وغير حزانى ايضاً راحوا تحت الرجلين ، قضوا شهوراً في السجون ، (يحضرني ذكر الشاعر صاحب الأغنية الشهيرة ، ياضابط السجن ، من وحي مظلوميته ، التي تغنى بها الراحل عبدالرحمن عبدالله ، وكل ذنب الشاعر المظلوم تشابه إسمه مع مطلوب آخر ، وذاك الذي حملوه مع "رأس النيفة" لعشائه وأسرته ، حين سأله زملائه الجدد في المعتقل ، ولم يكن يعرف سبباً غير الذي حدثهم به) . فقد كانت ليلة 22 يوليو ، إبادة جماعية ، وإن كانت أعقبتها ، إعدامات لقادة الإنقلاب وقادة مدنيين لم يحملوا سلاحاً غير فكرهم في الرأس ، الذي ازالوه لهم عقاباً لتطاوله عليهم ، أما غير ذلك فقد إقتصرت الإبادة الجماعية شكلها المعقول ، فقد أخذ المواطنين من بيوتهم وشوارعهم وأزقتهم لتدخلهم السجون وتواصلت المطاردة أياماً وشهوراً بل وسنين عدداً ، وفي حادثة أخرى شبيهة ، تذكرون أيضاً (عائد عائد يانميري) بعد هزيمة المرتزقة كما أسموهم يومها ، وهم لم يكونوا إلا الجبهة الوطنية ، من أحزاب الأمة والإتحاديين والأخوان المسلمين ذات نفسهم الحاليين ، وأيضاً فتحت السجون هذه المرة وكانت الأكثرية نصيب المشاركين فعلياً ، إلا أن آخرون لا دخل لهم غير سحنتهم ولسانهم ، فضاعوا كذلك تحت الرجلين ، جئت بسيرتها ، في قصة قصيرة لي على لسان أب يقول عن إبنه المقتول حين سألوه عن سبب مقتله ، ( إبني لم يقتله سلاحه ، إبني قتله لسانه) تجدونها منشورة في هذا الموقع ومواقع أخرى . لماذا أحكي بهذا التطويل الممل لأنه كان ضرورياً للمقارنة والتحذير مع التنبيه للقسوة التي يتميز بها النازيوإسلامويين ، فما أسميتها إبادة جماعية فقد كانت محدودة ومقصورة بالنسبة للمواطنين ، فلم تتعدى السجن دون تعذيب أو بيوت أشباح أو إغتصاب ، أما ماسيحدث من هؤلاء النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش"لاقدر الله" وتسمعون نداء "عائد عائد يابرهان" فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية ، ولو بحسن نية ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات "تذكرون إعدام ضباط رمضان" والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها القحاتة ومن ايدهم ، ولن توقف عندهم ، إنما هي ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما " التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين؟ حيث التنفيذ عاجلاً وليس آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع العاصمة المثلثة ، طولاً وعرضاً ، وأسِّركم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي . بطائرة خاصة ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة . أما إذا كان النداء في الشوارع "عائد عائد ياحميدتي" وكان الإنتصار لصالحه ( وأيضاً لا قدر الله) فالقوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، والذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروأعروإسلاموي ، فيما يعني كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقين "أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني" ، وأسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر . ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوب بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، يمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة "وبسلميته" إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي : الجيش جيش الشعب ، والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل . ولا مفر فالإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلاميون من الطرفين خلفكم .. إذن أوقفوا الحرب يا هؤلاء وأولئك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة