قوي اعلان الحرية والتغير (قحت) و الكيزان هم عبارة عن وجهان لعمله واحده فالاثنان ولدا من رحم السودان القديم الذي ظل يحارب طموح الهامش من الانعتاق والتحرر من ربقة الاستعمار الجديد الذي استلم حكم البلاد في العام 1956 من الانجليز والمصريين فاصبحوا عملاء يحكمون السودان نيابة عن مصر التي تنازلت لها بريطانيا عن السودان مقابل مرور سفنها التجارية بدون مقابل نقدي عبر قناة السويس لذلك اصبحت المملكة المتحدة لا تتدخل في السودان و اصبح بالمقابل تمكين مصر من بسط سيطرتها علي السودان منذ ما يعرف بالاستقلال لذلك لم تجد مصر معارضة في السودان عندما قررت اغراقها لمدينة وادي حلفا السودانية الحدودية لاجل اقامة السد العالى الذي ساعدها علي توليد الكهرباء و الحصول علي المياه لزراعة اكبر رقعة زراعية فيها عبر اتفاقيات مياه النيل الظالمة اضافة الى استفادتها من الثروة السمكية من بحيرة النوبة و كذلك تمكنت مصر عبر التأثير علي حكومة الراحل النميري من تغير علم وشعار السودان بعلم وشعار يشبه العلم والشعار المصري ولم تكتفي بذلك بل طالت الهيمنة المصرية حتي المنهج التعليمي وهياكل الدولة السودانية وبذلك ضاعت هوية السودان وكانت الفضيحة الكبري في العام 1995م بصمت النخب السياسية الحاكمة والمعارضة عن احتلال مصر لمثلث حلايب وشلاتين وابي رماد بالرغم من انها منطقة سودانية وقد كانت حجة مصر باحتلالها لحلايب هو معاقبتها للسودان علي محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيسها الراحل محمد حسني مبارك في مطار العاصمة الاثيوبية اديس ابابا
(قحت) اجبن من الكيزان علي الاقل لم يخفي فلول تجار الدين موقفهم الداعم للجنرال البرهان الذي يصب في مصلحتهم عكس (قحت) التي لو حكمت عقلها لم ترددت عن الانحياز إلى الدعم السريع الذي لم يخفي انه يقاتل لاجل حماية الثورة والاتفاق الاطاري الذي يعتبر وباعتراف (قحت) نفسها علي انه المخرج الوحيد لمشاكل البلاد التي دخلت فيها عقب انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م
(قحت) التي تريد الرجوع الى السلطة ولو كان ذلك على اشلاء وجماجم ابناء الشعب السوداني كانت تقول انها تريد ايقاف الحرب و لكن في قرارة نفسها تريد من الدعم السريع في حالة انتصاره ان يسلمها مقاليد الحكم في انتهازية لم ينزل الله بها من سلطان
ان اختيار (قحت) للقاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية مكان لعقد مؤتمرها الغرض منه هو بيع الثورة بالاتفاق مع الكيزان فهذا هو نهجهم من قديم الزمان حتي قبل ما يتحدوا في تحالف واحد فابائهم الاوئل كانوا قد عقدوا العزم على الاطاحة بنظام الجنرال الراحل جعفر النميري في سبعينيات القرن الماضي فكان الخيار العسكري هو من ضمن خططهم لإسقاط النميري فكانت احداث يوليو 1976م التي اطلق عليها اعلام نظام النميري اسم غزوة المرتزقة في محاولة منه لوصف افراد تلك الحركة بالاجانب وانهم غير سودانيين وبعدها بعام انقسم التحالف المعارض للنميري تم بيع القضية وقبول المصالحة معه وخيانة دماء الذين ماتوا من اجلهم والتاريخ يعيد نفسه من جديد فيحاول الابناء الان تكرار ذات منوال الاباء بالأمس ولكن هذه المرة مع الدعم السريع و الصعود على جثثهم في انتهازية واضحة و(قحت) لم تاتي بجديد فقد ظلت حتي ايام معارضتها لنظام البشير تشد الرحال الي العاصمة المصرية القاهرة وكان اقصي لقاءاتهما لاتتجاوز حدود لقاء مسؤول السودان بالمخابرات المصرية
ان ابسط مقومات السياسة هي عدم توجيه اتهام الي اي جهة من الجهات المتحاربه الا بعد ان تقوم لجنة مستقلة بالتحقيق و بالتحري ولكن (قحت) نصبت نفسها علي انها هي المحقق والمحاسب وهي تعلن عن ادانة قوات الدعم السريع بجرائم مثل احتلال المنازل و السرقة و الاغتصاب بينما اكتفت باتهام الجيش بالتسبب في القصف الجوي الذي تسبب في احداث ضرر وقتل بالمدنيين فهل فات علي (قحت) ان هناك اعداد كبيرة من المساجين تم اطلاق سراحهم بشكل عشوائي وقد كان الهدف وراء ذلك هو اطلاق سراح عناصر وازلام النظام السابق اذا بالتالي تحميل ( قحت ) للدعم السريع مسوولية ما يحدث من جرائم بدون تقارير صادرة من لجان مستقلة فان ذلك يخصم الكثير من رصيدها السياسي و بالفعل فقدت ( قحت) الكثير من شعبيها السياسية بعد سنتين من توليها فترة حكم البلاد وقد ارهقت من خلالها كاهل المواطنين بسياسة رفع الدعم الاقتصادي ولم تهتم بتنفيذ شعارات الثورة مما منح الكيزان الامل في تنظيم صفوفهم من جديد و من ثم الانقضاض على الثورة في الخامس والعشرين من اكتوبر عبر انقلاب عسكري
(قحت) ليس من مصلحتها قيام سودان جديد بعد هدم دولة 1956م فدولة السودان القديمة تعتبر اداة بيد اعوان الاستعمار ومن تحالف معهم من العنصريين وتجار الدين لذلك يحرص كلا من الكيزان والاحزاب المعارضة لهم سابقا من ان لا تسقط دولتهم هذه فاذا حدث ذلك فلن يكون لهم وجود سياسي او اجتماعي فوق بقية السودانين في ظل سيادة حكم القانون والعدل والمساواة
السودان لن يرجع الي الخلف وحان الاوان لتتويج كفاح ونضال المهمشين علي مدار التاريخ السوداني وذلك باقامة دولة الديمقراطية الحقيقية وتطبيق العدالة الاجتماعية بالتوزيع العادل للثروة والسلطة ومحاربة الفقر والبطالة والفساد واقرار قانون لمكافحة العنصرية و خلاف لذلك لن تتوقف الحروب في السودان فكل اتفاقيات السلام السابقة لم تراعي حقوق المهمشين بمعالجة المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية لذلك كل ما تتوقف حرب تندلع حرب اخري اذا بالتالي ان قوي اعلان الحرية والتغير (قحت) بموقفها المخزي هذا تكون قد شيعت نفسها الي مثواها الأخير بجانب الكيزان فثورة المهمشين انطلقت ولا رجوع إلى الخلف وعندما تتحد ايادي وقلوب المهمشين في السودان تكون حينها الضربة علي تجار الدين ومن تحالف معهم من العنصريين والانتهازيين هي القاضية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست