بعد سبعة وخمسون عاما من حكم العسكر سبعة خمسون عاما من حالة اللادولة وللادستور وقوانين تطبخ في عجل لتواكب تطلعات ورغبات العسكر في الاستمرار في السلطة والهروب من جرائمهم وفسادهم حتي فسد المجتمع كله .. فارتفع اللصوص وصاروا القدوة واصبحت الرشوة والنصب والاحتيال واكل مال الشعب بالباطل مآثر يتفاخر بها الناس والظلم وقهر الآخر بطولة تقام لها الاحتفالات . أصبح العلم لأبناء القادرين الفاسدين او باب لإفساد الآخرين الذين يحاولون ان يكونوا مثلهم ..فأخرجوا لنا جيلا هائم علي وجهه لا يدري شيئا عن الدين ولا القيم ولا اخلاق إلا ما رحم الله من ابناء الشعب المطحون الذي. يري ان وجبة في أوزون عيد يأتي كل عشرة اعوام صدفة .. سبعة وخمسون عاما من حكم العسكر اعادت الوطن الي ما قبل المهدية في دولة كانت في خمسينات وستينات القرن الماضي. تحسدها دول العالم وكانت عاصمتها تغسل شوارعها بالماء والصابون وأهلها منعمون كريمون يدعمون المجاعات في أوروبا واسيا وافريقيا .. حتي لقبت عاصمتها بالندن افريقيا (الخرطوم بالليل) حين كانت تبدو الخرطوم البقعة الوحيدة المضيئة كماسة في قطعة من القطيف الاسود هكذا كان. الطيارون يصفونها حين يعبرون سماء السودان . السودان. الدولة الوحيدة التي خرجت من تحت الاستعمار دون أن يكون للاستعمار خيرا عليها بل انها لها ديون علي بريطانيا. ومصر دولتي الاحتلال حتي اليوم . دولة خرجت من تحت الاحتلال. وهي دولة غنية بفائض يساوي ضعف اقتصادها .رغم مجانية التعليم والصحة . ربما الكثيرين من مخاليع التقدم التقني اليوم لا يعلمون أن السودان كان منذ الخمسينات ربما هو الدولة الوحيدة في افريقيا. التي وصلت فيها الاتصالات درجة تتحدي فيها الدول الأوربية وان تلفونات العملة كانت في الميادين العامة والمستشفيات وكان مزارعي الجزيرة يستعملون. نظام. التلفون اللاسلكي الشبيه بالموبايل اليوم للتواصل مع مفتشي المشروع. وادارته . هل يصدق مخاليع الكيزان ان مواصلات الخرطوم كانت تضبط عليها الساعة في دقة المواعيد وشبكة مواصلات الخرطوم كانت من ارقي شبكات المواصلات في العالم. هذا غير الطرماي ( المترو حاليا ) يربط المدن الثلاثة . فاذا حسبنا كل ذلك اضافة لقوة الدولة السياسية التي كانت فاعلة ومؤثرة في محيطها الاقليمي والعالمي ومؤسس للكثير من المنظمات الاقليمية والدولية كالاتحاد الافريقي. واتحاد كرة القدم الافريقي. وغيرها من المنظمات الثقافية وغيرها حتي اصبحت الخرطوم. مركزا سياسيا وثقافيا يحج اليه العرب والافارقة وكل دول العالم التي كانت تتسابق للتواجد في هذا المسرح الجاذب لعكس فنونها وثقافاتها فكانت الاندية العربية النادي السوري. والقبطي والألماني. ومعهد جوته والمركز الثقافي البريطاني والفرنسي وكانت صالات غوردون ميوزيك هول تعج بالفرق العالمية والعربية والافريقية وكل اندية الخرطوم التي كانت لاتنام . الحديث يطول ويطول في هذا الصدد ولكن في قلب غصة ..!! نعم نحن نعيش بسبب العسكر ورثة جيش المستعمر (قوة دفاع السودان ) وضع اللادولة منذ الاستقلال وانقلاب عبود بعد عامين من الاستقلال ليعاقب. الشعب السوداني علي نيل حريته بسبب الاستقلال عن سيده وكأننا أخرجنا الانجليز ليحكمنا عبيدهم ..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة