في السودان رجعت وتيرة العنف الي شدتها اثر تواصل القتال ما بين الجيش والدعم السريع فالطيران الحربي والمدافع الثقيلة تسببت في ازهاق ارواح العديد من المدنيين مما يعد انتهاك صارخ لحق الانسان في الحياة والتمتع بالامان علي حسب ما ورد ضمن مواثيق اللجنة الدولية لحقوق الإنسان و ميثاق الجمعية العامة للامم المتحدة
قوات (ايساف) القوة الخاصة لمنطقة شرق افريقيا لفض النزاعات والتدخل السريع لاحتواء الأزمات الناتجة بسبب الحروب الاهلية في دول المنطقة كانت قاب قوسين او ادني من التدخل في السودان وتحييد الطيران الحربي بفرض منطقة حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة من كلا طرفي الصراع في السودان والعمل علي فتح مسارات امنه لنقل المساعدات الإنسانية إلى المواطنيين العالقيين في مناطق الحرب منذ مائة يوم ولكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سارع الى احباط تلك الخطوة بحجة حماية سيادة السودان الذي ظل منذ الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م يعيش في فراغ دستوري بعد انقلاب عسكري نفذه قائد الجيش الجنرال البرهان مما جعل الاتحاد الافريقي يجمد عضوية السودان في المنظمة الرئيس المصري حاول تجديد واحياء العودة الى طاولة منبر (جدة) لمواصلة التفاوض بين الطرفين ولكن الهدف الحقيقي الخفي هو دعم الجيش باسلحة جديدة تمكنه من احداث تفوق يساعده علي الدخول إلى المفاوضات بموقف افضل والغريب ان المفاوضات لم تخرج حتي الان بتصريحات تفيد الي اين وصلت و كان ينبغي ان تكون عملية وقف إطلاق النار هي اول خطوة لاجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين وفي نفس الوقت تمكين المواطنين من الحصول على المساعدات الانسانية
ان استمرار الحرب بشكلها الحالي لا تبشر بالوصول الي حلول ، ونطرح سوال مشروع لماذا عطل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة الايقاد؟ الاجابة هي لاجل حماية حقوق ومصالح بلاده في السودان فالوجود الدولي يقطع الطريق علي مصر ويمنعها من بسط سيطرتها علي موارد السودان فوجود حكومة مدنية وبرلمان بالسودان يشكل خطرا كبيرا على مصالح العديد من الجهات لذلك حدث توافق اقليمي دولي علي منع السودانيين من اقامة نظام ديمقراطي
اتضح للجميع ان النظام السابق هو الذي يدير الحرب الحالية في البلاد ويهدف إلى الرجوع الى السلطة تحت غطاء الجيش عبر تنظيم انتخابات شكلية يفوز فيها الجيل الرابع من الاسلاميين الغير معروفين للناس وبذلك يتمكن تنظيم الجبهة الاسلامية من استرداد السلطة مرة أخرى ولكن قوات الدعم السريع هي التي افشلت تلك الخطوة بانحيازها لثورة ديسمبر مما جعلت الاسلاميين يحقدون عليها وعلي قائدها الجنرال حميدتي الذي قلب كل توقعات الكيزان بانه لايشكل اي تهديد علي نظامهم الماسوني ولكن فات عليهم ان. حميدتي تربي وسط البادية حيث الصفاء والنقاء فهو لايعرف خبث وتدليس تجار الدين فقط يعرف الولاء لله والوطن وليس لحزب او عصابة تريد نهب ثروات السودان
السودان اليوم يعيش علي ارهاصات شبح الحرب الاهلية بعدما نجح فلول النظام البائد ومن تحالف معهم من العنصريين في زرع بذور الشقاق بين السودانيين اخذت الحرب تتخذ مسار قبلي جهوي قد يعيد تكرار سناريو احداث الهوتو والتوتسي في دولة روندا وحتي مقترح الايقاد بنشر الشرطة في مناطق انسحاب الجيش والدعم السريع لا يمكن ان يكون حل عقلاني حيث يمكن لعناصر النظام السابق من ادخال عناصرهم في سلك الشرطة ومن ثم يتمكنوا من ممارسة وحماية عمليات الإبادة الجماعية ضد كل من كان يعارضهم ثقافيا وعرقياً
مجلس الامن الدولي مطلوب منه الالتزام بمسؤولياته اتجاه حماية حقوق وارواح السودانيين باتخاذ كل ما يجب لحفظ السلام في السودان وتصنيف جماعة الإسلاميين كمنظمة ارهابية ومن ثم العمل علي اعادة الديمقراطية في البلاد ولكن ترك السودان تحت رحمة اصحاب المصالح من دول الجوار والتنظيمات الارهابية فان ذلك قد يقود إلى اشعال عموم المنطقة وليس السودان وحده
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة