وجود قادة النظام السابق خارج السجن يعتبر استفزاز للثوار واستخفاف بالشهداء كتبه علاء الدين محمد ابكر
في فوضي لا توجد إلا في السودان يسمح لسجين بالهروب من السجن ولا يكتفي بذلك فحسب وانما يسجل زيارات ميدانية إلى المدن ويخاطب الناس ويجري اتصالات مع قنوات فضائية بمثل ما قام به المتهم احمد هارون في نفس يوم هروبه من السجن بالاتصال بقناة العربية والتحاور معها وارساله رسائل الي انصاره بضرورة المشاركة في الحرب التي تدور الان
لايمكن اعتبار ما حدث لاعلاقة له باسباب اندلاع الحرب التي كان يبشر بها اعلام الاسلاميين قبل وقوعها باسابيع حيث كانوا ينظمون افطارات رمضانية للتحريض على ثورة ديسمبر وقطع الطريق علي اي اتفاق يسعي الي تشكيل حكومة مدنية واستكمال بناء الدولة وهيكلتها من جديد واجتثاث الفساد و التمكين وذلك ما يغضب الاسلاميين
المحكمة الجنائية الدولية الغافلة عن ما يحدث في السودان والتي تعتمد في معلوماتها عن السودان علي عناصر غير محايدة التي تحاول تركيز الاتهام علي قوات الدعم السريع وحدها مع تغافل دور المتسبب الاساسي في اشعال الحرب وهم الاسلاميين الذين يستحقون وصفهم بالتنظيم الارهابي الذي يعرقل اي مساعي للحل في السودان فكلما حاولت الدول الصديقة تقريب وجهات الاطراف المتصارعة تجد تصاعد وتيرة القتال فالمطلوب هو ايقاف اطلاق النار لتسهيل عملية السلام ولكن استمرار الحرب حتي في اوقات التفاوض يدل على ان لفلول النظام السابق ايادي خفية في افشال اي اتفاق ما بين الجيش والدعم السريع
ان عدم القبض علي عناصر النظام السابق والسماح لهم بحرية الحركة والاتصالات يضع الجيش في خانة المناصر للحركة الاسلامية فاذا كان انحيازهم صادق لثورة ديسمبر في يوم الحادي عشر من ابريل 2019م ينبغي عليهم الوفاء بالقسم بان يكونوا قوات للشعب وليس للفلول
الحرب التي تدور الان هي اكبر من حصرها في الصراع حول الاتفاق على شكل المرحلة الانتقالية ولكنها حرب يجب ان تقود الي ما بعد ايقافها الي الي بناء دولة جديدة تحترم حقوق الانسان وتحاسب المفسدين وانه لا مكان للحركة الاسلامية في الحياة السياسية القادمة في السودان فالسودان الجديد لا يحتمل فسادهم وعبثهم بمقدرات الشعب السوداني فلا يعقل ان تتسلط شرزمة قليلة علي امة كاملة فالحركة الاسلامية وصلت الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري وليس عن طريق صندوق الانتخابات
ثلاثين عاما ظلوا يلعبون بعقول الناس مستغلين الارهاب والتخويف مما نتج عن اتساع رقعة التمرد من منطقة جنوب السودان ليشمل مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان ليتحول السودان الي معسكر كبير سجن فيه شعبنا وحرم من ممارسة حقوقه المشروعة في التعبير والتظاهر السلمي فقد كان القانون عبارة عن اداة في يد اصحاب المال
ثلاثين عاما افرزت عن ظهور مسخ غريب انجب طبقة طفيلية جمعت تحالف ما بين تجار الدين و اصحاب المصالح الخاصة
ثلاثين عاما كلها دماء ودموع لم ينعم فيها المهمشين والفقراء بالراحة والطمأنينة حان الاوان لميلاد سودان جديد يسع الجميع ولن يكون ذلك متاح الا بعد اجتثاث تجار الدين والمفسدين والعنصريين الجدد عبر محاكم عادلة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة