لا دعم سريع ولا كيزان ولا هذا ولا ذاك ليس هناك أجمل من أن تمسح الماضي الأليم لتبدأ حياتك من جديد يحيى أبنعوف رغم التاريخ الملطخ بالدما وخارطته المحترقة التي لم تطفئها لا النيل الازرق ولا النيل الأبيض ولكن دموع الأمهات والأيتام قد تجد طريقها لإخماد ذلك الحريق وللأرض التي أبكاها الجفاف وسقتها دماء الشهداء اذا كانت هناك عدالة على مر العصور لكنها لم ترتوي بعد التغيير الجزري في حياتنا على الرغم من أنه مخيف لكنه ضروري في بعض الأحيان ويتطلب الجرئة بالتنفيذ ليس هناك أجمل من أن تمسح الماضي الأليم لتبدأ حياتك من جديد. التغير المعني هنا ليس التغير الصوري؛ الذي يعتمد على تغير فوقي.. لا يمس الجوهر.. إذا نحن هنا بصدد تغير عميق يغوص في عمق المشكل ويصل إلي صميم الازمة. عليه يصبح التغير هنا بمعني: الهدم والقطع / الازاحة والجرف/ الابدال والاحلال/ القطع مع القديم كليا.. التغير هنا يؤكد علي أمر حيوي وجوهري هو: (نفي النفي) .. بالنظر الازمة السودانية الماثلة والراهنة.. تعددت الاطروحات التي تبحث المشكل وتقدم الحلول والمبادرات؛ أن المعسكر الانقلابي (بشقيه: عسكري/ مدني) هذا المعسكر الماسك بتلابيب السلطة والثروة؛ يفضل الانحياز للقديم.. والبقاء في الماضي.. لذلك هم يقدمون خطاب ماضوي بلغة عصرية.. فهم يتشدقون بالتحول الديمقراطي بينما الحقيقة التي لا تقبل الشك مطلقا.. أن هكذا خطاب المقصود به تغبيش الوعي.. فالفعل اليومي على أرض الواقع يكذب هذا الادعاء جملة وتفصيلا … هذا المعسكر يدرك جيدا أنهم طلاب سلطة وثروة.. ويدركون جيدا أنهم لا محالة ساقطون.. لكنهم يحاولون ايقاف عجلة التاريخ.. وهو أمر مستحيل تماما. المعسكر الثاني هو معسكر التغير في بنية السلطة.. بمعني أن الحل يكمن في عودة العسكر للثكنات.. ووجود قوي مدنية تؤسس لانتقال ديمقراطي سلس.. غير أن اشكال هذا المعسكر الأساسي أنه ينظر إلى التغير على أنه ناتج خطاب تصوري ذهني؛ بمعني أن عملية التغير أمر صادر عن نخب فوقية.. تمتلك إرث نضالي ضد الأنظمة الشمولية والديكتاتورية؛ هذا النوع من التغير؛ قد يبدو مظهريا يقدم حلا للمشكل.. لكن في الحقيقة أن هكذا تغير.. قد يؤخر الانتقال الديمقراطي؛ فهو يبقي على جزء من القديم؛ على الرغم من طرحه تصورات عصرية تماما.. لكنه يظل مكبل الي الماضوية لسبب أن مصالح هذه النخب تستوجب ذلك. المعسكر الأخير هو معسكر التغير الجزري.. الذي هو في أصله مرتبط بالتصور (المادي) للتغير.. بحيث أنه ينفي التصور الذهني للتغير ويستبدله بالتصور الواقعي؛ أي أنه نابع من جدلية علاقة السلطة بالشعب؛ فالسلطة هنا نابعة من الشعب وعائدة إليه؛ هذا التغير معني بالجماهير ودورها في إدارة شؤنها الحياتية المادية؛ لذلك هذا التغير هو ما يجب أن تنشده الجماهير نفسها لسبب أنه يحررها؛ ويجلب لها الديمقراطي المستدام. أن السودان بطبيعته الديمقراطية هو وطن التعدد والتنوع ولا مجال فيه لاي رؤية أحادية قاصرة هذا هو المحك الحقيقي لمشروعية أي طرح لتحقيق السلام خلاصة الامر أننانؤمن إيمانا قاطعآ بأنه لا يمكن لاي نظام فاشي شـمولي…أن يتحـول الي نظام ديمقراطي. لا يفوتنا أن نحي شهدائنا في كل زمان وفي كل مكان، ونعاهدهم على أننا لن نسمح لأن تذهب تضحياتهم سدىً كما يريد البعض، وسنعيد سيرتنا القديمة وسنثور وننتفض ضد كل جبروت وتسلط وديكتاتورية، وسنهد قلاع الظلم الغاشم، وسنرمي برموز الفساد والإفساد إلى مزبلة التاريخ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة