قد لا نحتاج لكثير جهد لأثبات مدى الأوجاع التي تسكن النازحين جراء هذه الحرب الخبيثة والتي غرست رصاصها وداناتها في جسد المواطن الاعزل وأسلم كبار السن والمرضى والاطفال أرواحهم الطاهرة حتى قبل ان يصطادهم الرصاص بالجوع الهالك والمرض .. الحرب اختار المتمردين أدارتها من بيوت الاسر فكم من أم ممغوصة اسلمت روحها وهي تغالب الاوجاع من أن ترى فلذت كبدها تغتصب او تلكمالمرقدين علي اسرة الاستشفاء حين تعطلت اجهزة الفحص والمحاليل ورصد نبضات القلب .. ان النفس لتعيف الاستماع للحكايات والحكاوي المرهقة فما بال من يعايشونها بجلد وصبر .. ليس مجدي سرد كل ذلك فهو مبذول بكل الفضاءات ولكن السؤال المطروح هل المساعدات الانسانية والادوية وقطرات الماء الزلال وجدت طريقها للنازحين اللذين تدفقوا شرقا وشمالا وجنوب هربا بارواحهم من النيران متحملين عثرات الطريقومطباته لتستقبلهم المدن والقرى الطرفية بالاقاليم او دول الجوار والجميع علي كفاف .. تنقل الفضاءات والميديا ظروفا مزرية للنازحين اللذين يفترشون الارض ويصارعون شمس الظهيرة وهجيرها وهم معدمين حتى من قطرات ماء تبلل عروقهم لا مستشفيات ميدانية نصبت ولا خيام واكواخ تستر أجسادهم ولا رغيف خبز او جرعات انسلين .. كل الشواهد تشير لحركة النزوح المتزايدة في مقابل ضعف اوتراخي لايصال المساعدات الانسانية ومناشدات ملحة من الجوعى والمرضى الكثر .. السؤال الذي يطرح نفسه هل المنظمات الاقليمية والدولية لم تستحدث انظمة لايصال المساعدات لمستحقيها واين خبراتها وتراكم تجاربها فحرب الخرطوم ليستهي الاولى عالميا وإن كانت هي الاقسى لحرق الاسواق ومصانع الاغذية وايقاف آلت الانتاج .. ومن قبل ومن بعد لكم الله .. عواطف عبداللطيف [email protected] -- Awatif Abdelatif
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة