رائحةُ البارود خاطرة كتبه مالك معاذ ابو أديب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 07:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2023, 07:25 AM

مالك معاذ أبو أديب
<aمالك معاذ أبو أديب
تاريخ التسجيل: 07-10-2014
مجموع المشاركات: 7

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رائحةُ البارود خاطرة كتبه مالك معاذ ابو أديب

    07:25 AM July, 09 2023

    سودانيز اون لاين
    مالك معاذ أبو أديب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لم يكن ذلك اليوم يشبه ايام العاصمة المثلثة الانيقة. اشرقت شمس صباحه كالعادة، لكن اشعتها ابت ان تتسلل هذه المرة برقةٍ وعذوبة، عبر نوافذ بيوتها العامرة وعماراتها السامقة .. في صباح ذلك اليوم لم تغادر الطيور اوكارها، ولم يُسمع للعصافير تغريدٌ، ولا للقطط مواءٌ، ولا لأوراق الشجر حفيفٌ. يوم غريب استعصمت فيه السماء فجأة بجمالها وبهائها، وبعدت عن عشاقها وعن الجميع. صباحه اطل بوجهٍ عبوس، لم يهمس بحبٍ كعادته في آذان الاطفال، لكي يستيقظوا من نومهم وسباتهم العميق، وفي نهاره انعدم دبيب الحركة والنشاط في اوصال الشوارع والازقة والحواري، ولم تُسمع فيه اصواتٌ للباعة المتجولين، يعلنون عن بضائعهم واشيائهم. وفي مغربه لم يهنأ الصائمون بإفطارهم ولم تُسمع اصوات الملاعق تطرق اكواب الشاي وفناجين القهوة، وغابت عنه رائحة البخور، وحل محلها رائحة البارود. في ذلك اليوم سكتت امواج سليل الفراديس عن الهدير والصخب المباح .. وعند مسائه لم تحكِ الصديقة لصديقاتها عن حلمها الجميل بقدوم فارس احلامها المنتظر، ولم يلعب الاطفال ويلهوا مثل كل يوم، وخلت المساجد عن مرتاديها ومصليها، ولم تلتقِ الجارات ليتسامرن بعد صلاة التراويح. كان يوماً عصيباً، جمّد الدماء في العروق والشرايين، عندما انطلق صوت الرصاص والمدافع والدانات في كل مكان، وتلونت سماء العاصمة بسواد الدخان والحيرة والخوف. كان يوماً مشهوداً، اغرى وكالات الانباء وكاميراتها، لنقل البشاعة والفظاعة وكل ما لا يمت للانسانية بصلة، فاوفدوا مذيعيهم ومراسليهم وضجت شاشاتهم بالمحللين، والخبراء العسكريين واصبح السودان بين عشيةٍ وضحاها مادةً دسمةً على مائدة الاخبار العالمية، ثم توالت الايام والاسابيع والشهور، وتوالى معها جحيم الحرب والخراب والدمار والدماء، وارتفعت الاكف بالضراعة والرجاء، ولكن، ولحكمة يعلمها الله كشرت الحرب عن انيابها اللعينة، واختطفت من بين ظهرانينا اقرباء واصدقاء واحباء كانوا عشاق حياة في الامس القريب، وبناة آمال وطموحات عظام، لكن ارادة الله كانت امضى واسرع، وما انفك الموت ينشب باظفاره ومخالبه صباح مساء، ولم يستثنِ رضيعاً او شيخاً او شاباً او عروساً، وفر من العاصمة من فر، وبقي فيها على مضض من بقي والكل يمني النفس بعودة الامور الى نصابها والعقول الى صوابها بعد ان برز في قاموسنا اليومي مفردات جديدة، مؤذية وقاسية، يبدو انها ستمكث حيناً من الدهر، ريثما تجد طريقها الى الزوال.

    (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)...























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de