كتب صديق سوري مهتم بالشان السوداني ،وقلق لما حدث من دمار اصاب السودان وشعبة و ممتلكاته. وتساءل: كيف ايقاف هذه المهزله؟ هل هنالكً اذان صاغيه؟ هل وصل الامر بالذين يحملون السلاح بآن يتباروا في مقدار الدمار الذي يلحقه كل منهم؟ كرر محتدا: الكلام والاعذار لا فائده منها. الاهم أن تقف هذه المهزله!
وهو تماما علي حق. و هو الذي جرب و اصطلي بنيران الحرب الاهلية السورية. حتي الآن لا يعرف أحدٍ فيسوريا لماذا وكيف وصل الحال الي ما صاروا إليه من دمار و خراب و تشريد!
من ناحية أخري ارعبني ما قال ابني البالغ من العمر ١١ عاما: قال السودان يحتاج لهذه الحرب لان سكانه قد استنفذوا كل دروب المنطق و المعقول في حياتهم و في سلوكهم.
كان يتحدث و كانه خبير في شئون الأمم. قال كل كائن في السودان يدعي إنه حامل المشعلو المسئولية وبانه الذي يحمل تفويضا لتقويم الاخرين. قال و هو يذكرني بموعد الصلاةً و نحن في طريقنا للمسجد الذي اكتشفه في مدينة. هلسنكي بفنلندا. قال نحن يدرسوننا الاديان كتراث وطرائق يعيش بها الناس. كل دين درسناه بحياد وحاًولنا التعرف علي تاريخ أهله.
في الحقيقة انا والده لم أطلب منه يوما أن يكون مسلما لانني اتفقت مع أمه المسيحية أن نكونً له قدوةً وانً نتركه في حاله الي أن يختار مايشاء . لكننا اتفقنا علي بعض السلوكيات و الأساسيات. مثلا لقد تم ختانه عند الميلاد كما يفعل غالبية الناس في امريكاو اوروبا لان الختان له فوائد صحية. واتفقنا علي أن لا يأكل لحم الخنزير لأضرار صحيةشرحناها له وحافظ عليها وظل يخبر مطاعمً المدارس بأن طعامه يجب أن يكون خاليا منً لحم الخنزير، وصار هو بشخصه المرجع و المنبه لهذا الأمر. أما انا الذي زرت معه ومع أمه الكنايس اينما وجدت لم أفرض عليه الصحو المبكر و الهمهمة و التسميع .إنما شرحت له عندما رآني اتوضا و أصلي و اصطحبته للمساجد عند صلوات الأعياد وغير الأعياد في روما وابان زيارته اليتيمة للخرطوم. لكنه هو الذي أكتشف المسجد في مدينةً هلسنكي حيث أزورها عدة مرات في العام و دلني عليه. و هو الذي وضع مصحفي الذي أعطته اياه جدته المسيحيه قبل موتها في موضع عال من خزانات كتبه المدرسية قائلا (حتي لا يطاه أحد بالخطأ).
قال لي نحن جيل نعيش و نختار دروبنا و كتبنا و نستمع إلي الموسيقي او نعزف منها مانشاء. و نستمع لتلاوات القران واناشيد الكنايس من التلفون النقال. و لا نعيش اسري اوامر المنع والتخويف. سالته هل تعرف لماذا و كيف تحررتم؟ قال و هو اللصيق بالكتب وبقوقل و ويكيبيديا: بلادنا خاضت حروبا مدمرة في عصور و عصور و ثورات حقوق. مدنية اكتشفنا فيها خداع رجال الدين الذين جعلوا من الاديان أدوات للتسلط و الثراء . و لم يكن اقتلاعهم سهلًا او سلميا. والان يعيش أهل بلادي الامريكية و الاوربية حريات و امان او فرص تعليمية وًاقتصادية لدرجة ان المانيا (وهي بلد صغير الحجم و قليل عدد سكانها) قد وفرت الامان وًالمواطنة و العمل لمليون سوري لجاو اليها عند اندلاع الحرب الاهلية السورية !!
قال يا أبي الحرب دمرت اجمل ما في السودان!
صدق الطفل الذي يتفوق عقله علي من يسوقون الأبرياء لاتون الحرب الاهلية و متاهات ا لكراهية بإسم الدين!
رددت عليه قول صديقي الحلبي السوري : أجمل ما في الحروب إيقافها بعد ذلك سنعيد بناء السودان جميلا كما كان!
د. احمد التيجاني سيد احمد ٨ يوليو ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة