حرب الجنرالات في السودان الإنعكاسات السالبة وتحديات المستقبل مقاربات لما وراء الإنتخابات التركية وا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 07:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2023, 01:46 PM

صديق منصور الناير
<aصديق منصور الناير
تاريخ التسجيل: 10-09-2014
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حرب الجنرالات في السودان الإنعكاسات السالبة وتحديات المستقبل مقاربات لما وراء الإنتخابات التركية وا

    01:46 PM July, 05 2023

    سودانيز اون لاين
    صديق منصور الناير-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حرب الجنرالات في السودان
    الإنعكاسات السالبة وتحديات المستقبل
    مقاربات لما وراء الإنتخابات التركية والحرب السودانية
    (2-3)
    بقلم الأستاذ/صديق منصور الناير

    كنا قد تناولنا في مقالنا السابق تحت العنوان أعلاه ما حدث في الإنتخابات التركية من صراع سياسي محتدم بين مؤيدي القوي السياسية المتنافسة على الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والذي عبر بصورة صادقة ومؤكدة للوعي السياسي المتقدم ليس للناخبين فحسب بل لكل المؤسسات التي أشرفت على إدارة هذه الإنتخابات الشرطة، الأجهزة الأمنية، أعضاء المفوضية القومية ومؤسساتها على كل المستويات داخل وخارج تركيا ، عمليات التنظيم والإدارة التي قامت بالإشراف على مجمل العملية الإنتخابية من بدايتها حتى إعلان النتائج .. والمدهش في هذا الأمر هو إستمرار عمليتي التنظيم والإدارة على نفس النسق حتى في الجولة الثانية لحسم التنافس على الرئاسة والذي إقتصر على المرشحين كمال كليتشدارأوغلو ورجب طيب أردوغان، قلت فيها الطعون والشكاوي والنتيجة النهائية كانت هي إنتصار الشعب التركي في إدارة وتنظيم هذه الإنتخابات الحرة والنزيهة لأنه أي الشعب التركي قال كلمته في من يحكمهم وكيف يتم حكم تركيا دون وصاية أو إحتكار .. هذا الواقع هو ما نفتقده تماماً في السودان منذ نشأة الدولة السودانية حتى الآن تزوير في تزوير وتلاعب في تلاعب لكي تفوز النخبة والصفوية الحاكمة وأعوانها من الطائفية والواجهات التي جثمت علينا .. وبالمقابل كانت الحرب تدور على كل المستوياتها وفي جل المدن السودانية إن لم يكن كلها .. قاذفات الطائرات والمدفعية الثقيلة تدك معاقل الطرفين المتحاربين دون رحمة بل وصل الأمر إلى قصف المواقع والمؤسسات الخدمية الإستراتيجية والأحياء السكنية في العاصمة السودانية والمدن التي شهدت وتشهد تلك الصراعات والإحتراب..
    أخي القارئ الكريم وأختي القارئة الكريمة سنتناول في هذه الحلقة من سلسلة مقالاتنا تحت هذا العنوان لنقارن بين التطور الإيجابي لدولة تركيا الذي وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من الوعي السياسي والطريقة الحضارية في ممارسة العملية الديمقراطية وفي رأينا كان إختيار تركيا للمقارنة مع ما يحدث في السودان جاء نتيجة للتشابه الكبير بينها وبين السودان خاصة في الإرث الحضاري والثقافة الدينية .. القيم والعادات حتى في نظم الحكم والثورات الشعبية بالإضافة للإنقلابات العسكرية على الحكومات المنتخبة ديمقراطياً وما آلت إليها الأوضاع إلى أن صل كل نهما إلى محطته الأخيرة، الحرب المدمرة والمهلكة في السودان والإنتخابات الحرة والنزيهة والإستقرار السياسي الكامل في تركيا..
    إذن من هم الاتراك وأين كان موطنهم وكيف كانت علاقتهم بالإسلام ؟ : -
    الأتراك ( بالتركية : (Turkler) ويعرفون أيضاً بأتراك الأناضول بالتركية ( Anadolu turkleri) وهم مجموعة عرقية تركية وأمة تعيش بشكل رئيسي في تركيا وتتحدث باللغة التركية ، وهي اللغة الأتراكية الأكثر إنتشاراً وهم أكبر مجموعة عرقية في تركيا، وكذلك أكبر مجموعة من بين المتحدثين باللغات الأتراكية .. أما الأتراك العثمانيين فيعود أصولهم إلى قبيلة قاي وهم جماعة من قبائل الغز (اوغوز)التي كانت تسكن وسط آسيا لكنها تعرضت للغزو المغولي فأجبرت على الترحال والنزوح ناحية الغرب بإتجاة الاناضول حيث إستقرت هناك تحت حكم دولة السلاجقة الروم في 1123م .إلا أن المستشرق الفرنسي وعالم التركيات جان بول رو ذكر أنه من الخطأ إعتبار الأتراك عرقاً ويقول في كتابه (تاريخ الأتراك) أن التاريخ الوحيد المقبول حول الأتراك هو التعريف اللغوي ويقول المؤرخ أحمد ناصر غالباً ما يعتمد المؤرخين في بحوثهم على مصدرين العائلة اللغوية التي ينتمي إليها الجماعة والمنطقة الجغرافية التي قدمت منها تلك الجماعة ويقول أيضاً أن الإتصال الأول للأتراك بالإسلام كان في عهد خلافة عثمان بن عفان ليستمر خلال فتوحات الأمويين لبلاد ما وراء النهر مروراً بالعباسيين الذين إعتمدوا عليهم كلياً في ثورتهم ضد الأمويين وصاهروهم وأدخلوهم في كل مفاصل الدولة .
    هذه الخلفية عن الأتراك أخي القارئ وأختي القارئة من حيث الأصول والموطن والتاريخ، حقيقة ستضعكم في الصورة الكاملة لتتبع علاقة الأتراك مع غيرهم سواء أن كان مع دول البلقان أوالعرب والإسلام إلى أن تمكنوا من تكوين الإمبراطورية العثمانية وتقدموا بها لإستعمار مناطق كثيرة بما في ذلك مصر والسودان في 1921م .. تكوين الجمهورية التركية العلمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وإنضمامهم للحلف الأطلسي وكيف خسروا الحرب العالمية الثانية مرورا بالإستقلال من الحلفاء.. دور الجيش في الإنقلابات المتتالية وكيف تمكن نجم الدين طيب أردوغان من إفشال الإنقلاب الأخير أي إنقلاب الخمسة أيام في 2016م بدعم ومناصرة من الشعب التركي الذي رفض وصاية العسكر وفرض الديمقراطية التي نرى ممارستها الآن. والواقع أني لا أريد أن أدخل في عمق وتفاصيل تاريخ السودان لمقارنتة بما يحدث في تركيا لكن لأهمية ذلك سنمر بصورة مختصرة عبر تاريخ السودان الوسيط أي فترة الممالك النوبية والتاريخ الحديث لنتعرف علي أسباب القطيعة التي حدثت لذلك التاريخ العريق حتي يتحدث الناس في السودان عن تاريخ دخول العرب للسودان بدلاً عن تاريخهم الحقيقي، بل حتى تاريخ دخول العرب التي درسناه تم سحبه وإستبداله بتزوير واضح ليتحول الآن إلى تاريخ دخول الناس للسودان والهدف واضح ألا وهو فرض القومية العربية وثقافتها على الأقوام الأخري التي يزخر بها السودان وهو ما يتعارض مع التاريخ والواقع الذي يريده القوميون العرب .. السودان دولة متعددة الثقافات والأعراق، القبائل واللغات وهو ما يجب الإعتراف والتفاخر به والعمل على تطوير هذه الثقافات مع توحيد السودان على هذا الأساس لكي نضمن حقوق كل المكونات الموجودة في السودان وبالتالي الإعتراف المتبادل وهو ما سيثري الوحدة الطوعية التي ترفضها النخب الشمالية والطائفية الدينية التي فشلت في إدارة هذا الثراء من حيث التنوع والتعدد الموجود في السودان ولا شك بأن هؤلاء هم من أدخلوا السودان في هذا النفق المظلم والحروبات التي نراها الآن.
    إذن عن ماذا يتحدث تاريخ السودان القديم والوسيط والحديث؟
    لقد أثبتت كل البحوث والكشوفات التاريخية القديمة والحديثة معاً بأن السودان هو أصل الحضارات العالمية على الإطلاق وهو ما ثبت مؤخراً في أن أصل البشر يعود أجداده إلى السودان وإذا تتبعنا ذلك منذ العصور الحجرية الأولى التي تنقسم بدورها إلى ثلاثة مراحل العصر الحجري القديم، العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث نجد أن الحضارات الأولي في العالم كانت منبعها الممالك النوبية التي إنحدرت من العصر الحجري كإمتداد طبيعي للإرث القديم ويمكن ذكر المراحل التاريخية على النحو التالي:-
    أ/ تاريخ السودان القديم الكوشية والتي تتألف من الممالك النوبية عل مدار التاريخ القديم والحديث :-
    ثراء تاريخ السودان يكمن في الدور الريادي الذي لعبة شعوب النوبة عبر ممالكهم منذ العصور الحجرية القديمة مروراً بالتاريخ الكوشي وتاريخ السودان الوسيط النوبي حتى تاريخ السودان الحديث وفيما يلي بعض الإضاءات التي توضح عمق هذا التاريخ وثراءه في نقاط فقط للتذكير، لأن هذا التاريخ لا يمكن إستعباده أو إنكارة مهما فعل المرجفين والمزوراتية في السودان..
    1/ ممالك تاسيتي ( مملكة أرض القوس) نشأت هذه المملكة قبل مملكة كوش الأول وكان عاصمتها قُسطل
    2/ مملكة كوش في نبتا. 2/ مملكة كوش في كرمه. 4/ مملكة كوش في مروي,
    ب/ تاريخ السودان الوسيط النوبية ويشمل:-
    1/ مملكة مرديس أو نوباتيا وعاصمتها في فرس.. 2/ مملكة المقرة وعاصمتها في دنقلا العجوز.. 3/ مملكة علوة وعاصمتها في كرمة.
    4/ مملكة الأبواب وكانت بالقرب من شندي .. 5/ مملكة قصر الأبريم جنوب مصر وشمال السودان.
    ج/ مرحلة تاريخ السودان الحديث : -
    وتخللها 1/ مملكة الفونج 2/ مملكة الفور3/ ممالك البلو، تقلي، كوكا /المحس. 4/ الإحتلال التركي المصري 5/ والدولة المهدية.
    6/ الإحتلال الإنجليزي المصر.
    7/ الحكومات الوطنية التي جاءت بعد الإستقلال المزعوم، وحتي لا نغوص في تفاصيل هذه المراحل التاريخية التي مرت عليها تاريخ السودان سنركز فقط على فترة الحكومات الوطنية من حيث الفشل وسوء إستخدام السلطات التي منحت لهم منذ سودنة الوظائق أي قبل خروج المستعمر، الإنقلابات وتبادل الأدوار بين العسكريين والحكومات المدنية التي تتناوب معها بعد الثورات أو الإنتفاضات المتتالية.. هكذا سارت الأمور تتغير الحكومات والوجوه ولكن السياسيات باقية كما يتم التخطيط لها من قبل الصفوية والنخب السياسية الشمالية التي تقود القوى السياسية وأعوانها من الطائفية العقائدية لذلك أصبح السودان يغرق في المشاكل المستفحلة كلما تقدم بنا الزمن في في الفساد السياسي والإداري ..الصراعات والإنقلابات مروراً بإنفصال الجنوب إلى أن وصلنا إلى هذه الحرب اللعينة وأصبحنا نبحث عن الحلول من الأمريكان والسعوديين ولكل منهم مصالحه وأطماعه الخاصة التي يسعي لتحقيقها في السودان..
    وهنا سنتناول أيضاً دور التيارات السياسية والإنقلابات التي أطاحت بالحكومات المدنية المنتخبة في البلدين تركيا والسودان وكيف تعاملت معها الجماهير إلى أن وصل كل منهما إلى نهاياته الحالية الحرب العبثية اللعينة والدمار في السودان بالمقارنة مع الصراع السياسي والإنتخابات الديمقراطية النزيهة في تركيا..

    التيارات السياسية، الأحزاب الوطنية وصراعها مع العسكر في التركية :-
    يبلغ عدد الأحزاب السياسية في تركيا 122 حزب ولكن هناك أحزاب تاريخية معروفة تقودها تيارات آيديولوجية في تركيا نذكر بعضها هنا لدورها الفاعل في مجرى الأحداث السياسية المعاصرة فقط ومنها ما يلي :-
    1/ الأحزاب اليمينية وأهمها حزب تركيا الجديد الذي إنضم لاحقاً لحزب الشعب الجمهوري ، حزب النصر، حزب الوطن، حزب الديمقراطية والتقدم
    2/ الأحزاب اليسارية ويسار الوسط ويمثلها الحزب الجمهوري الليبرالي الذي تم حله في 1929م ،حزب العمال التركي، حزب الشعب الديمقراطي، حزب المناطق الديمقراطية، حزب الإبتكار، الحزب الديمقراطي، حزب العمال التركي
    3/ الأحزاب المحافظة وتمثلها حزب العدالة وقد تم إغلاقها بعد إنقلاب 1980م. حزب الخير، حزب الحركة القومية، الحزب الجيد، حزب العدالة والتنمية، حزب الوطن، حزب المستقبل
    4/ الأحزاب الإسلامية وتمثلها حزب الإنقاذ الوطني أغلق بعد إنقلاب 1980م ، حزب الإتحاد الكبير، حزب السعادة، حزب الرفاة، حزب الفضيلة.
    هناك خمسة إنقلابات عسكرية على الحكومات المدنية المنتخبة نفذها الجيش التركي منذ قيام الجمهورية بواسطة مصطفى كمال أتاتورك في 1923م ويمكننا أن نتلمس أثر الجيش التركي في مجمل الأحداث التي جرت منذ بداية الجمهورية التركية والذي كان يتدخل بشكل مباشر من خلال أربعة إنقلابات عسكرية في أقل من 40 عاماً، هذه الإنقلابات ساهمت في تغيير الحكومات المدنية المنتخبه لأسباب مختلفة في مقدمتها حماية النظام العلماني أو حماية المصالح الأمريكية أمام التمدد السوفيتي من جهة أو لوقف المد الإسلامي من جهة أخرى.
    الإنقلاب الأول :- كان في عهد عدنان مندريس نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك بتاريخ 9/سبتمبر 1923م والذي إستمر لفترة طويلة مسيطرا على الحكم في فترة الحزب الواحد في تركيا ولكن كان عدنان من الذين غيروا مسار الحزب الواحد عندما قرر ديوان الحزب إبعادة لتخلية عن العلمانية ودفاعه عن الديمقراطية فقرر عدنان إنشاء حزب جديد وهو الحزب الديمقراطي برفقة جلال بيار وفؤاد كوبريلي ورفيق كورلتان .. فاز هذا الحزب في أول إنتخابات له ليتولى عدنان مندريس مع حزبة الجديد حكم البلاد في 14/مايو/ 1950م أنهوا بذلك نظام حكم الحزب الواحد في تركيا وقام بعده تغييرات منها إعادة الآذان باللغة العربية بعد ان كان باللغة التركية لعدة سنوات كما إنتهج سياسة إقتصادية ليبرالية لذلك شهد البلاد تنمية إقتصادية وإنتقلت إلى إقتصاد السوق الحر وهذه التغييرات لم تعجب أنصار أتاتورك في الجيش لذلك إكتشفت السلطات تحركات التنظيم السري داخل الجيش عرفت بحادثة الضباط التسعة تم محاكمتهم بتهمة التآمر ضد الحكومة وكان ذلك بعد فوز الحزب الديمقراطي مرة أخري في إنتخابات 1955م وجاء الإنقلاب الآخر على حكومة عدنان مندريس في مايو عام 1960م والذي بدأ بمظاهرات ميدان قيزيل آي بأنقرة تعرض فيها الرئيس لمضايقات بعدها إتهم مندريس بإقامة علاقات مع الإتحاد السوفيتي إذ شكلت لجنة من 38 شخصاً بقادة الجنرال المتقاعد جمال غورسيل أطلقوا عليها لجنة الوحدة الوطنية وأعلن العقيد البارسلان توركس بيان عبر إذاعة راديو أنقرة صباح 27مارس 1960م وعلى إثر ذلك سيطر الإنقلابيون على السلطة وعطلوا العمل بالدستور وحكم على 15 بالإعدام رغم مطالبة الإدعاء بإعدام 288شخصاً وكان قد وجهت لمندريس تهمة تقويض النظام العلماني للدولة بسبب سماحه للقوي الدينية بالعمل بحرية مما يخالف النظام العلماني ورغم أن مدريس لم يكن إسلامياً ولكن بمجرد محاولته تخطي شكل العلمانية التي شرعها أتاتورك كان كفيلا بمحاكمته و إعدامه .. نفذ حكم الإعدام على وزيري الخارجية والمالية في 16/9/1961م وأعدم مندريس بعدهم في اليوم التالي في جزيرة ياسي أدا في بحر مرمرة .
    الإنقلاب الثاني :- كان في عام 1971م :- حدث هذا الإنقلاب العسكري في 12 مارس 1971م أي بعد أحد عشر عاماً من الإنقلاب الأول وعرف بإنقلاب المذكرة وهي المذكرة العسكرية التي أرسلها الجيش بدلاً من الدبابات، وفي هذا الإنقلاب قام رئيس هيئة الأركان العامة ممدوح تاجماك بتسليم مذكرة لرئيس الوزراء وصلت لحد الإنذار الأخير من القوات المسلحة وطالب فيها بتشكل حكومة قومية ذات مصداقية تضع حداً للفوضي وتطبق من خلالها وجهات نظر أتاتورك وإذا لم تتم تلبية هذه المطالب فإن الجيش سيمارس واجبة الدستوري وعلى ذلك قدم ديميريل الإستقالة بعد إجتماعه مع الجيش دام لمدة ثلاثة ساعات وإستنكر زعيم المعارضة والسياسي المخضرم عصمت إينونو بشدة أي تدخل عسكري في السياسية ..
    الإنقلاب الثالث :- في 12/سبتمبر/ 1980م حدث هذا الإنقلاب بزعامة الجنرال كنعان إيفيرين مع مجموعة من الضباط نشأوا على فكرة حماية المبادئ الأساسية للجمهورية التركية كما وضعها أتاتورك وكان المبدأ الأساسي فيها هو الفكر الكمالي وإعتقادهم بأن سبب تدهور الإمبراطورية العثمانية وتراجعها عسكرياً كان لإرتباطها بالأقطار العربية والإسلامية وكان تخوفهم من الصعود الملحوظ للتيار الإسلامي في الإنتخابات .. كان هذا الإنقلاب من أكثر الإنقلابات دموية في نظر الأتراك وكان من تداعيات هذا الإنقلاب محاكمة 230 ألف متهم صدر بحق 517 منهم حكم الإعدام ولكن تم التطبيق على 50 فرداً فقط وطرد 30 ألف موظف من وظائفهم وسحبت الجنسية من 14 ألف شخص وقدر عدد الضحايا المقتولين في ظروف غامضة 300 شخص وآخرين قضوا تحت التعذيب.وحكم على إيفيرين بالسجن مدي الحياة مع قائد القوات الجوية الإسبق شاهين كايا بتهمة قلب النظام الدستوري إلا أن إيفيرين توفى في العاشر من مايو 2015م عن عمر 98 سنة ..
    الإنقلاب الرابع:- وهو إنقلاب ما بعد الحداثة ( الإنقلاب الأبيض ) في عام 1997م
    وتسمى أيضاً بثورة ما بعد الحداثة وتشير إلى القرارات الصادرة من قيادة القوات المسلحة التركية في إجتماع مجلس الأمن القومي التركي بتاريخ 28/فبراير 1997م أصدر مجلس الأمن القومي في تركيا سلسلة من القرارات بضغط من كبار الضباط في الجيش بدعوى حماية علمانية الدولة من الرجعية الدينية وهو ما أجبر رئيس الوزراء نجم الدين أربكان من حزب الرفاة للإستقالة وإنهاء حكومته الإئتلافية دون حل البرلمان أو تعليق الدستور والواقع أن هذا الأنقلاب كان قد أطاح باول حكومة يقودها الإسلاميون في تركيا .. وأعتبر التدخل العسكري آنذاك بمثابة إنقلاب غير معلن وصفت لاحقاً بأنها وصمة عار في التاريخ السياسي في تركيا..
    الإنقلاب الخامس :- شهدت الجمهورية التركية منذ تأسيها عدة تدخلات من الجيش في الحياة السياسية خلال أربعة إنقلابات أثنان منهما أديا إلى التغيير لحكومات مدنية دون سيطرة الجيش على مقاليد الحكم إلا أن المحاولة الخامسة في يوم 15/يوليو/ 2016م كانت فاشلة أعقبتها تغييرات كثيرة شهدتها البلاد فماذا حدث في السنوات الخمسة الأخيرة؟ ..في هذا الإنقلاب أغلق الإنقلابيون شوارع أنقرة وإستنبول وكلفت قوات خاصة لإعتقال رجب طيب أدوغان الذي كان من المفترض أن يكون إعتقالة تتويجاً لنجاح إنقلابهم .. لقد هاجمت تلك القوات الخاصة الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان وهم يبحثون عن شخص بعينه وهو الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان يقضي عطلته في فيلا خاصة ملحقة بفندق كلوب توربان الفخم ولكنهم تأخروا بعض الشيئ لأن البلاغ وصل للرئيس الذي نقل بطائرة مروحية إلى مطار دالاما، حيث إستقل طائرة خاصة من هناك إلى إستنبول وبعد الساعة الثالثة فجراً ظهر الرئيس أردوغان في مطار أتاتورك وسط هتافات مؤيديه وأنصاره وقد مثلت تلك الليلة بالنسبة للكثير من الأتراك ولادة جديدة للجمهورية التركية المعاصرة .. وكان الرئيس أردوغان أثناء سفره من مطار مارماراس إلى إستنبول قد بث رسالة مصورة نقلها التلفزيون التركي حث فيها الشعب التركي على الخروج الى الشوارع لمواجهة المحاولة الإنقلابية وإفشالها .. إستجاب الشعب التركي لنداء الرئيس بقوة وقتل 265 شخصاً في المواجهات التي جرت بين المواطنين والإنقلابيين .. وبحلول الفجر تبين أن الإنقلاب قد فشل وكتب مارك لوين الصحفي في البي بي سي يقول بأنه للمرة الأولى منذ تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923م ينجح الشعب من خلال الوقوف في وجه دبابات العسكر .. فقد شهدت تركيا في الأربعة عقود الماضية 4 إنقلابات عسكرية ناجحة ولكن أردوغان نجح في منع نجاح الإنقلاب الخامس وفي غضون ساعات تحول أردوغان من رئيس كاد أن يفقد السيطرة على النظام الديمقراطي في بلاده إلى زعيم لا يمكن قهره .. سنرى في الحلقة القادمة من هذه السلسلة لمقالاتنا كيف تمكن أردوغان من تغيير النظام العلماني الذي أطرة أتاتورك ودور العسكر في المحافطة عليه ؟ ماذا فعل أردوغان ليتمكن الشعب التركي من فرض إرادته السياسية وتثبيت الممارسة الديمقراطية المفتوحة التي رأيناها في الإنتخابات التركية الأخيرة ؟ .. وكيف تمكن أردوغان مع مجموعته من تحجيم أطماع الجيش وإقناع قياداته ليقبلوا الإجراءات الإدارية والتعديلات القانونية التي مكنت المدنيين في حكم وإدارة البلاد على النمط الغربي المتقدم؟ ..
    التيارات السياسية وأثرها على الأحزاب الوطنية في صراعها مع الجيش على السلطة في السودان:-
    هناك عدة تيارات سياسية تسيطر على العديد من القوي السياسية في السودان ويمكن تلخيصها على النحو التالي:-
    1/ الأحزاب الطائفية في السودان وهي الأحزاب المدعومة من الجماعات الدينية والصوفية السائدة ويمثلها
    أ/ حزب الأمة القومي ويقف من خلفه طائفة الأنصار في السودان ..
    ب/ حزب الاشقاء ( الوطني لاحقاً ثم الإتحادي الديمقراطي الموحد) ويقف من خلفة الطريقة الختمية.
    وقد سادا على الحكم في الفترات الديمقراطية الثلاثة من تاريخ السودان رغم الإنقسامات الكثيرة لكل منهما إلا أنهما مازالا من الإحزاب الكبيرة والمؤثرة في قيادة العمل السياسي رغم الدور السلبي لهما على مدار التاريخ السياسي في السودان.
    2/ الأحزاب اليسارية ومن أمثلتها الحزب الشيوعي والناصري .. البعثيين والمستقلين..الليبراليين والقوي السياسية الجنوبية قبل الإنفصال بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان بفروعها وتكويناتها المختلفة.. والاخوان الجمهوريين . بالإضافة لتنظيم حركة تحرير السودان قيادة مناوي..
    3/ الاحزاب الإسلامية ومن أمثلتها حزب الأخوان المسلمين الذي إنشق لتكوين الجبهة الإسلامية بقيادة عرابه الدكتور حسن عبدالله الترابي والذي تحول للمؤتمر الوطني وحكم السودان بعد الإنقلاب على الحكومة الديمقراطية في 30ميونيو/1989م وواضح أن هذه التنظيم إنشق في 1999م عند المفاصلة إلى حزبين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، حركة العدل والمساواة..
    4/ الأحزاب التقليدية القديمة المرتبطة بالقوميات الأصيلة كتنظيم جبهة الشرق والحزب القومي السوداني وإتحاد عام أبناء جبال النوبة ومؤتمرالبجه في شرق السودان والتحالف الفيدرالي بدارفور. وتنظيم جنوب شرق النيل الأزرق برئاسة الهادي تنجور..
    5/ الأحزاب الأخرى وتتمثل في حزب العدالة وحزب المؤتمر السوداني واحزاب الحركات المسلحة كتنظيم حركة العدل والمساواة حقيقة هناك أحزاب كثيرة من الصعب حصرها هنا في هذه العجالة ولكن المهم هناك الأحزاب العقائدية المؤثرة سياسياً والتي حكمت بل لها وجود سياسي في كل الإنتخابات السابقة وربما القادمة وما نود الإشارة إليها هنا هو الصراع السياسي على مدار الحكومات الوطنية ودور تلك الأحزاب في صراعها مع الجيش السوداني بجانب النخب السياسية الشمالية التي تتلون مع التيارات السياسية لتضمن وجودها خاصة بعد نجاح الأنتفاضات أو الثورات منذ أكتوبر 64 وأبريل 85 وديسمبر 2019م .
    والإنقلابات العسكرية التي أطاحت بالحكومات المدنية في السودان
    هناك أكثر من 6 إنقلابات عسكرية كبيرة غيرت حكومات مدنية وأثرت على تغيير نظام الحكم في السودان نذكر منها ما يلي:-
    1/ إنقلاب نوفمبر1958بقادة الفريق إبراهيم عبود وهو ما عرف بانقلاب التسليم والتسليم زسنفير تفاصيل ذلك في الحلقة القادمة
    2/ إنقلاب أكتوبر 1964م بعد ثورة أكتوبر كانت الحكومة الإنتقالية برئاسة سرالختم الخليفة .
    3/ إنقلاب مايو 1969م بقيادة جعفر نميري .
    4/ أنقلاب أبريل 1985م بعد ثورة 6 أبريل بقيادة الفريق عبدالرحمن سوار الدهب والذي إلتزم بالمسار الديمقراطي وأقام الإنتخابات بعد عام واحد فاز بها الأحزاب العقائدية وصعد فيها التيار الإسلامي المتمثل في تنظيم المؤتمر الشعبي لتحتل المركز الثالث بعدد 51 مقعد بعد حزبي الأمة 100 مقعد والإتحادي 63 مقعد.
    5/ إنقلاب 30 يونيو 1989م بقيادة البشير والذي إستمر لمدة 30 سنة وتم الإطاحة به بواسطة ثورة ديسمبر2019م الشعبية..
    6/ إنقلاب ديسمير 2019م بقيادة الفريق اول بن عوف الذي رفضة الثوار وتم إستبدالة بالفريق أول عبدالفتاح البرهان ولجنته الأمنية وبموجبة تم تكوين حكومة مدنية بواسطة المهنيين وتحالف قوى الحرية والتغيير بقادة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء فيها.
    7/ إنقلاب ديسمبر2021م والذي أطاح فيه الجيش بحكومة حمدوك المدنية الإنتقالية لتزداد الخلافات فيها بين المدنيين فيما بينهم من جانب وبين المدنيين والعسكر من الجانب الآخر وبين العسكريين فيما بينهم أي بين القيادات الجيش وقيادات قوات الدعم السريع
    لتتحول الخلافات إلى الحرب التي تدور رحاها الآن بين قوات الدعم السريع التي إعتبرها الجيش قوات متمردة عليها رغم أنها كانت جزء من الجيش السوداني بل كان سنداً قويا له في حربه ضد الحركات المسلحة في دارفور.
    8/ هناك إنقلابات أخري أطاحت بالحكومات عسكرية لكنها فشلت وتمت دحرها في مهدها وأمثلة ذلك إنقلاب هاشم العطا 1971 وكان هذا الإنقلاب محسوب على الحزب الشيوعي، إنقلاب حسن حسين في 1975، إنقلاب اللواء عبدالقادر كدرو 1990 وفية أعدم 28 ضابط في 28 رمضان، إنقلاب العقيد أحمد خالد 1992 وكان هذا الإنقلاب محسوب لحزب البعث العربي الاشتراكي..
    هذه هي المحطة الأخيرة في الصراع السوداني السوداني، دور القوى السياسية فيما بينها منذ الإنقلاب الأول الذي تم فيه تسليم السلطة المدنية لقيادات الجيش آنذاك في سابقة خطيرة زادت من أطماع العسكريين في السلطة سنوضح في الحلقة القادمة طبيعة الصراع على السلطة وجذوره السياسية والجهوية التي إنحرفت بنا إلى هذه المرحلة المتأخرة من الإحتراب .. التحديات التي ستواجهنا للخروج من عنق الزجاجة، الأطماع الإقليمية والدولية وومآلات المستقبل .
    ونواصل....................























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de