أصعب انواع الظلم هو ذلك الذى يظلمه الإنسان لنفسه ، بعدم الحمد على نعم الله ، كثرة الشكوى ،،اخفاء الذمة تجاه شخص تعلم أنه على حق ولكن غيرتك او كراهيتك المغلفة له تجعلك تسكت ،، عدم الرضا بما لدينا والنظر الى ما فى يدي غيرنا ،، عدم احتوائنا لبعضنا ونحن لا تتم امورنا الا ونحن متكاتفين ،، التكبر على اقرب الناس لك والتعالى ،، التدخل الزائد فى الخصوصية والانشغال بالغير ..كل تلك الاشياء ظلم حقيقي لانفسنا قبل غيرنا واورثتنا شتات الأمر ،،واوجدت اسوأ انوع الكره والعنصرية المتصاعدة حتى وصلت قمتها واشعلت الحرب وخربت البلد .. رتق كل هذه الجراحات بين يدينا ونستطيع ،،ففى جوف الشر يكمن الخير وضربات الدانة وعيارات النيران هذه اجمل فرصة برغم سوءها لتجعلنا نستقيم كل معووج بحصافة حتى يكون كالصراط المستقيم ... العيد مناسبة مهمة وهى منحة لتجديد العفو والصفح ومراجعة كل ذنوب ارتكبت لقطع دابر امرها واستعادة الحقوق .. رحم الله كل شهداء سقطوا فى هذه الحرب اللعينة ..ولم شتات أمرنا فى كل ..وجعل الله هذا العيد هو خطوة جديدة نحو السلام والطمأنينة ونواة اولى لغرس شتلة بناء الوطن القوى الجديد الذى تقاتل ابنائه حتى جف نبعهم من الكراهية ،، وسادت المحبة مجددا بعد طول فراق .. قد يرى من يقرأ كلماتى هذه انها ضرب من ضروب الخيال!! فأقول وبكل ثقة لا يوجد مستحيل تحت الشمس طالما انفسنا بين جوانحنا وهناك عزيمة على ان نغلبها ولا ندعها تغلبنا، فليس هناك اجمل من ان تصارع نفسك فى دحر الظلم ومواجهته لها ولغيرها فعندما تنتصر عليها ستعرف تماما معنى القوة الحقيقية والشهد الذى ستتذوقه من هذا الانتصار القوى جدا على النفس وسهل تماما فى الحديث عنه والاستهانة به..فكل شرورنا منبعها من الدواخل وما بين الجوانح.. الا يستحق منا الوطن ان ننتصر على دواخلنا لاجله؟ الا تستحق حياتنا الغالية ونعمتها وجمالها ان نهزم ضعف نفوسنا لاجل ذلك؟ هل لا يستحق احبابنا ومن نعزمهم ان نعيش معهم حياة آمنة مليئة بالسلام والأمان وتذوق وجودنا بجانبهم الذى علمناه تماما بعد هذا الشتات واللوع الذى حل ببلادنا وحياتنا منذ اكثر من شهرين مضضوا !! معظم الدول والسلطنات والامبراطوريات مرت بحروب طاحنة لعينة ولكن معظمها لم يتقاتلوا اخوان فى داخل ارض واحدة ووطن واحد لذلك هى من اصعب الحروب ابناء جلدتنا ووطننا بينهم بين بعض مخجلة!! السعادة والرفاهية التى ينشدها الجميع لا ننعم بها ان كان من تحبهم وتود وجودك معهم بعيدين عنك وفى شقاء وانت فى قمة الراحة والدعة،، فكل ما تقاسمت السعادة تزيد ، دام السودان وطنا شامخا عاليا متوحدا عزيزا غنيا بخيره وبنوه..
العيد مبارك علينا وعليكم ..وادام الله علينا نعمة العقل والحكمة فبدونهما ضاع العمر هباءا وعم الظلم..لا ينعدل الحال الا والايدي متشابكة متوحدة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.منى الفاضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست