الحالة الأطهر طاهرية هي حالة مستمرة في حياتنا السودانية منذ تاريخ بعيد –من كم؟ والله لا أعرف-،عندما تكون الفرصة مواتية امامك بنسبة تفوق 85% ويكون الطائر بين يديك ثم يطير من بين اصابعك او تفلته بإرادتك وتتركه لنصيحةٍ سيئةٍ ممن يحسدك فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية.عندما تكون مؤهلاً بنسبة 85% للدور الثاني ثم تأتيك الفرصة في الزمن الضائع وتضيّع فرصتك و تبحث عن انتصارات في ملاعب الخصوم الذين جاءتهم الفرص تسعى بين ايديهم، وتظن كما تلعب بك الظنون، أن الآخرين سيضيعوّنها كما تضيّع انت حظوظك، او تبحث عن طيور اخرى في الشجرة ،فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما تخون وتنقلب على حكم ديمقراطي كنت انت جزء منه ومن تركيبته ب 51 مقعداً برلمانياً شرعياً ، وقدت مقود الدولة لثلاثين سنة ،انفصلت فيه الدولة، واشتعلت في جميع اطرافها نار الفتنة، والقبلية، والعنصرية اللعينة، واشتعل الفساد اشتعال النار في الهشيم؛ ولم تحاسب عنصري، أو فاسد، ولم تطبّق شرع الله الذي ناديت به،تلبسه حيناً وتخلعه احياناً اخرى، ثم تنتزع منك السلطة انتزاعاً بهتافات شباب غض نضر لايملكون الاّ ثباتهم ورجولتهم وركازتهم، ثم تبحث عنها مجدّداً بإشعال حربٍ عبثية ازهقت الارواح البريئة واضاعت مكتسبات الأمه ومقدراته فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما كان الجميع في ميدان الأعتصام ونادى بعض العقلاء ان شكّلوا المجلس التشريعي بمن حضر، واعلنوا حكومتكم بمن حضر ،ثم حدث ما حدث وبحث الجميع عن النصر بالتفاوض مع العسكر الذين ليست لهم خبرة في الحكم ولا دووينه ولكن خبرتهم في الحرابة وسحق المواطن البسيط في شتى بقاع السودان والتنكيل به، فجاءتهم الفرصة، و تعوّدوا على السلطة، وخبروا دوواينها، ومكرها،والماكرين فيها، وحلاوتها، وطلاوتها، وأبهتها، والتوقيع بالقلم الأحمر ،ثم يأتي القوم ليتفاوضوا مفاوضة يفتح الله، ويستر الله، وشاركونا، وما تشاركونا، فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما شاركت الحرية والتغيير الحكم، وشكّلت حكومتها، وانشغلت أو تمّ اشغالها والتأليب عليها عن الأمور الكبيرة كالمجلس التشريعي الانتقالي، ومجلس القضاء العالي، والمحكمة الدستورية، ومفاوضات السلام مع الحركات المسلحة، واللجنة الاقتصادية ، والارتباط بلجان المقاومة السند الشعبي الأساسي للحكومة واساس الثورة بتسعة طويلة ووزارتنا ،وما وزارتكم، وحق الله، ويفتح الله،و بأمور مثل لوحة "خلق آدم" لمايكل انجلو اثارت معاقل الفتنة النائمة ، ثم تضيّع الأمانة في يوم الانقلاب المشؤوم 25 اكتوبر 2021م بإهمالٍ منك، وجرجرة ما ليها داعي، وعدم جديّة في التعامل مع امور الحكم وشؤونه،وعدم شفافية وتلمّس حقيقي لمصائرالناس الذين القوا حمولتهم من بعد الله عليك بثقة منقطعة النظير ،ثم تأتي مجدّدا لتستجدي شباب المقاومة الذين تركتهم في الطريق ولم تحملهم معك ليأتوا ويقفوا معك، وتستجدي العسكر المنقلبون عليك وتتفاوض معهم لتنال الفتات فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما تكون لديك الفرصة بعد ازالة اسم السودان من قائمة الدول الموسومة بالارهاب، لتُعفى بعد أشهرٍ معدوداتٍ من فوائد ديون عليك بلغت أكثر من 30 مليار دولار، لتعود قادراً لدفع ديونك الأصلية مجدّداً ،فينتعش اقتصادك ويأتيك المستثمرون من كلِ حدبٍ وصوب، ويشم شعبك ريحة الحياة، ثم يأتيك ديك عدّة ويظن أن جماعة النادي سوف يستمروا في اجراءاتهم والأمور عادية تماماً بعد انقلابك المشؤوم وتستجديهم في الأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما يقر ديك العدّة ونائبه بأنّ انقلابهما مرفوض وفاشل وقالا الرووب، بعد معركة متصلّة ومستمرة مع شباب لجان المقاومة الأشاوس ،ويقول للجميع اتفقوا لتستلموا الحكم مني ، ثم توقّع جماعة وتحرد جماعة وترفض جماعة أخرى التوقيع بعد رحلة استجمام ونوم في الطائرات والفنادق وترفيه لثلاثةٍ ايامٍ حسوماً وتظل رافضاً للتوقيع بعد "اركب معنا" ،ثم تبحث عن مخارج لتصل لولايتك التي تحكمها ،او تنتظر طائرة اخلاء للرعايا المواطنين لتقلّك الى فرنسا، او المانيا، أو أمريكا، أو تهرب الى مصر التي جئت منها، أو تذهب الى جنوب السودان وتظن أن الأمور هي الأمور وأن الحبيب هو الحبيب لم يتغير طبعه بعد ان راءك رأي العين وشاهد سلوكك وادرك استغبائك له؛ بدلاً من اتفاقٍ في حدٍ أدنى لتوصّل السارق الى بيته أو تستلم منه الحكم مبرأ من كلِ عيبٍ أو من بعض عيبٍ فهذه هي الحالة الأطهر طاهريّة. عندما يأتي الجميع للتفاوض حول دمج قوات الدعم السريع ابن القوات المسلحّة من رحمها وعلقته من الحرام، وعدم الشرعية، ولم تسقطه من رحمها طيلة 10 سنوات، بل رعته، وكبّرته،وقوّته، واحسنت اليه ايما احسان، وكان ابنها المدلّل اينما توجّه لحمايتها يتوجّه، وأينما تحرشّه على المواطنين لا يقصّر فيهم ابداً قتلاً وتشريداً ثم تكبيراً وتهليلاً ،فكان من باب اولى ان تعرف القوات المسلحّة قدر ابنها المدلّل ولا تضعه على حد السكين بانقلابها ومجيئها بأعدائه الذين تسبّب الابن المدلل في ابعادهم عن ثدي السلطة الآخر وفطمهم عنه بعد ثلاثين عاماً لم يرتووا فيه من الحرام ليستأثر هو بالرضاعة ، ثم تأتي للتفاوض معه حول الخروج من المدن السكنية ومن بيوت المواطنين أو حول هدنة ثلاثة ايام أو خمسة ايام أو ان شاء الله يوماً واحداً فقط ، فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما يكون للقوات المسلحة طائرات مقاتلة وأسلحة وخبرات عسكرية وكذلك لدى الدعم السريع ثم يتحاربوا دون عدوٍ خارجي كخيال مآتة وهما اب وأبنه ثم نأتي من بعد الحرب-ان شاء الله- نعيد تأهيل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع مجدّداً –طبعاً بقانون أكثر تأهيلاً- ونستمر في أخذ 80% من الميزانية العامّة للدولة، وهذه المرّة فإن السبب أكثر وجاهةً من قبل ، ونعيد بناء الكوادر في جمهورية مصر العربية "الشقيقة" مجدّداً وتبتعث القوات المسلحة اليها ضباطها لينالوا من العلوم العسكرية كما نال الذين من قبلهم واستفادوا من خبراتها العسكرية التي نراها رأي العين، ونعيد معها الاتفاقيات الأمنية مجدّداً، والمناورات العسكرية المعلومة السبب التي استفادت منها قواتنا المسلحة ايما استفادة مجدّداً وكل ذلك من كتف محمد أحمد فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما يكون لك وطنٌ نيله يجري من جنوبه الى شماله ومن اقصى شرقه الى اوسطه ، ماؤه عذبٌ زلول يجرى بين اقدام الناس ولايشربون منه وبعض مدنه الكبرى مشكلتها الأساسية في ايصال الماء العذب لاهلها ،وتذهب عنك 6 مليار متر مكعب من مياه النيل العذبة ولا تستفيد منها ،ويشرب مواطنو بلدك من آبارٍ يختلط ماءها بمياه الصرف الصحي أو من الدوانكي فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. عندما يكون لك وطنٌ ،وارضه جدباء، واهلها لايستطيعون زراعتها لأنها حكرٌ لمن لا يزرعها ويحافظ عليها كعاريةٍ يردّها كما هي لمالك الملك دون الاستفادة منها ، وهو فقير وابنائه فقراء، جائع وابنائه جائعون، يشتكون من سؤ التغذية، ويستجدون الاغاثات، ويتطلّعون لما عند الناس من فتاتٍ فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية . عندما يقف المثقفون، والعقلاء، ورجال الادارة الأهلية، ودعاة الديمقراطية، ورجال الدين في السودان يتفرجون على الشكلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع –الام وابنها- ومديدتي ومديتك، وحرقتك وما حرقتني كالاطفال الفاشلين؛يتفاوض فيه العسكريون الذين لا يخبرون غير الحرب ،والكلاشنكوف ،والدانات والقتل والدمار،والفساد وتجارة السمسم والانعام ويصنعون الفعل ورد الفعل والشعب يكتوي بنار الحرب ويموت البعض عطشاً والبعض جوعاً والبعض الماً وحسرة والبعض غبناً لحياةٍ طعمها مر وحلوها مر ولا يتدخلّون بأي كيفيةٍ كانت للمبادرة وصناعة الفعل لأول مرّة في تاريخ السودان الحديث، حتى ولو بالتنادي لعقد مؤتمر لدعاة السلام ووقف الحرب، انتظاراً لانتصار طرفٍ على آخر ثم اللحاق بقطار المنتصر ؛ ثم يخسر الجميع وطناً بحجم القلب وطعم القلب ووجع القلب ،ثم نتباكى عليه من اراضي ليست ارضنا و امصاراً ليست اوطاننا ومؤاني ليست موانئنا،فهذه هي الحالة الأطهر طاهرية. بناءً على ماسبق هل هذه الحالة الأطهر طاهرية هي حالة نفسية سودانية مرتبطة بحالة اكتئابٍ؟ هل هي حالة مرتبطة بطريقة التديّن التي تترك كل شيء من نعم الدينا الزائلة لشيخ الطريقة الذي يستمتع بها هو ومن حوله من الحاشية المقربين ويفعل في مريديه ما يشاء وكيف يشاء ليلقي لهم الفتات والفتّات والثياب المرقّعة حفاةً شعثاً غبرا ، ليخرجهم فقط الى الطريق القويم؟ هل هي نتيجة اذلال العسكر للشعب لأكثر من ستين عاماً؟ هل هي عبودية متأصّلة فينا حيث لا ينتظر العبد من سيّده الا الفتات ؟ علي ابوزيد اللامكان 27/6/2023م *الكابتن اطهر الطاهر هو لاعب فريق نادي الهلال السوداني ،أضاع ضربة جزاء لفريقه في المنافسات الأفريقية الاخيرة في الدقيقة 90 من زمن المباران بين فريقه وفريق صن داونز الجنوب افريقي ،وكان احراز هدفاً من هذه الفرصة بمثابة تأهل مبكّر لفريق الهلال السوداني للمرحلة اللاحقة من البطولة .اضاع اللاعب ضربة الجزاء واعطى قبلة حياة لفريق الأهلى المصري الذي كان ينتظر الهلال السوداني في القاهرة. وسافر الهلال على امل الفوز على الأهلي المصري او التعادل او الخسارة بفارق هذف واحد ولكن كل هذه الماني لم تحدث وخسر الهلال وتمّ سبّ اللاعبين والشعب السوداني من جماهير النادي الأهلي( ولي عودة عن هذه الواقعة بالتحديد لاحقاً في مقال منفصل ان شاء الله). *اعتذر للكابتن أطهر الطاهر فليس المقصود شخصه ، ولكن المقصودة هي الحالة التي تعرّض لها،فهي حالة ظلّت تلازمنا منذ زمن طويل ،وهي هي حالة تتضيع الفرص والطيور من اليد، ثم الرجاء بالتعويض بما في الشجر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة