استهداف القرآن.. خلفيات وإشكالات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2023, 03:53 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استهداف القرآن.. خلفيات وإشكالات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    03:53 PM July, 01 2023

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    تؤكد حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد الأسبوع الماضي، بعلم وتشجيع الدولة وحمايتها، على استمرار الانفصام البيّن بين أدبيات ومواثيق منظمة الأمم المتحدة ومزاعم الحضارة الغربية، وبين واقع العلاقات بين الدول والشعوب. فمنذ عقود مضت، نادى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالمساواة التامة بين كُلّ أفراد العائلةِ الإنسانيةِ، مشددا على أن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ. وقبل نحو عقدين من الزمان أصدرت الأمم المتحدة تقريرا بعنوان «الحريَّة الثقافية في عالمِ اليومِ المتنوّعِ»، والذي تم الاعتراف فيه للمرّة الأولى في تاريخ تقارير برنامج التنمية البشرية بالحريَّة الثقافية بوصفها «جزءا حيويا في عملية التنمية البشرية»، وأَكّدَ التقرير على «عمق الأهمية التي يمثلها الدينِ لهويات الشعوب.
    بيد أن هذه القيم الرائعة يحيلها الواقع الأليم في السويد وفي العديد من دول الغرب إلى خرافة، ألم يقل الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون قبل نحو 3 سنوات أنه ينوي محاربة ما أسماه بـ»النزعة الانفصالية الإسلامية»، واصفا الدين الإسلامي بأنه «في أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم.
    في عام 2015 عكست حادثة مجلة «شارلي إيبدو» في فرنسا مثالا شاخصاً لمآلات التصرفات الشاذة للمؤسسات الاعتبارية في الغرب «المتحضر». وظلت مجلة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الساخرة تفتخر باستفزاز الدين الإسلامي بزعم أن ذلك حرية تعبير.
    ومنذ تأسيس الصحيفة في 1970 بقيت على هذا النهج المدمر مجتمعياً دون وازع قانونق أو أخلاقي؛ ففي يناير 2013، نشرت بتشجيع رسمي من قيادة الدولة، إصدارا مؤلفا من 64 صفحة، ووصفت ذلك العدد بأنه الجزء الأول لسلسلة من الرسوم الكاريكاتيرية الصادمة التي تزعم أنها تصور حياة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. وعلق رئيس التحرير بمناسبة نشر ذلك العدد قائلاً: «إنه إذا أراد الناس الشعور بالصدمة فإنهم سيشعرون بالصدمة عند تصفح هذا الإصدار من الصحيفة». نعم إن ما يعظم الإشكال الذي يعتري المنظومة الغربية أن تلك التصرفات ليست صادرة من دهماء القوم فحسب وإنما تتبناها الدولة وتشرّعن لها قوانينها وسوابقها القضائية.
    ولعل اللوثة العلمانية في الغرب كانت قد ظهرت في أوروبا قبل قرنين من الزمان وكانت نتاج الصراع المرعب الذي عاشه الأوروبيون مع الكنيسة بسبب اضطهادها للفكر والعلم، وطالب العلمانيون الغربيون آنذاك بإقصاء الدين عن واقع الحياة وقد تحقق لهم ذلك، لكن نشأت فوبيا شديدة الأوار ضد الدين. بيد أن ذلك يبقى شأنا غربيا قام على أحداث تاريخية بعينها، ولكن ليس من المقبول أن ينسحب ذلك على مجتمعات وديانات أخرى لم تكن جزءا مما دار في أوروبا خاصة والغرب عموما. غير أنه ولأغراض استعمارية تعمد الغربيون نقل هذا الصراع وافتعاله في الجوار الإسلامي فنقل الصراع إلى بلاد المسلمين تحديدا تركيا حيث الخلافة الإسلامية حينها. فافتعل صراع بين العلمانية والإسلام منذ القرن التاسع عشر حتى الوقت الحالي. وهو صراع أدى إلى إسقاط السلطان عبدالحميد عام 1909 بدعم من اليهود والحركة الماسونية، وإلى إلغاء ومحو السلطنة والخلافة عامي 1922 و1924، وتطبيق علمانية مضادة للدين وممهدة لسيطرة استعمارية عسكرية واقتصادية وثقافية.
    وامتدت الحرب في الغرب على الإسلام لتشمل حتى صورة السيدة مريم العذراء حتى لا تكون حجة للمسلمين في ارتداء الحجاب. فقد قاد غلاة العلمانيين في ايطاليا قبل نحو 15 عاما عبر تيار ثقافي جديد يطالب بتعديل اللوحات التي تُظهر السيدة مريم العذراء وهي تضع الحجاب على رأسها، بل طالبوا بنشر لوحات بديلة لها وهي سافرة بدون الحجاب. والقصة في أصلها كانت محاولة للوقوف ضد تيار انتشار الحجاب بين المسلمين في ايطاليا. وزاد غضب العلمانيين المتطرفين عندما تعجب وزير الداخلية الإيطالي آنذاك قائلا: «إنه لا يمكنه معارضة ارتداء المرأة المسلمة في بلاده للحجاب، وذلك لسبب واضح وبسيط وهو أن السيدة مريم العذراء والدة نبينا عيسى عليه السلام كانت تضع الحجاب على رأسها أيضا».
    اليوم يعجب الكثيرون من الخلط الغربي بين مفهوم فصل الدين عن الدولة وبين وجود دولة الفاتيكان في ايطاليا؛ ووجه العجب في الجمع بين القداسة الدينية وبين حكم مدني كامل الدسم يفترض أنه علماني. فالفاتيكان هي أصغر دولة في العالم مساحتها لا تتعدى 0.44 كم مربع في قلب العاصمة الإيطالية روما. وقد كانت جزءا من الدولة الإيطالية حتى العام 1929م، ووفقا للنظام السياسي في الفاتيكان فإن البابا الذي هو رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، هو رأس الدولة ويتم انتخابه من قبل مجلس الكرادلة لمدى الحياة وهو أمر يتعارض مع مبدأ تداول السلطة. ونظام الحكم في الدولة قائم على ممارسات تعتبر ديكتاتورية إذا ما قيست بمبادئ الديمقراطية الغربية. فالبابا يتمتع بسلطات مطلقة تشتمل على كل حِزم السلطات التنفيذية، والتشريعية والقضائية.
    لقد كان من المفترض بعد الحرب العالمية الثانية الاعتراف بالتعددية الدينية بمعنى الاعتراف بوجود تنوع في الانتماء الديني في المجتمع الدولي. لكن عكس ذلك غدت العلمانية والفلسفة المادية بكل تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة، تشكل البنية الفكرية التحتية للفلسفات الحديثة الطاغية والمتحكمة، واعتبار ذلك مرجعية مفروضة لرؤية للتاريخ والتقدم وللعلاقات الدولية.
    إن الزعم بأن الإسلام وقوانينه تجافي المدنية مردود عليه في اعتراف المؤرخ الإنجليزي هربرت ويلز الذي يقول: «كل دين لا يسير مع المدنية في كل أطوارها فاضرب به عُرض الحائط، وإن الدين الحق الذي وجدته يسير مع المدنية أينما سارت هو الإسلام. ومن أراد الدليل فليقرأ القرآن وما فيه من نظريات ومناهج علمية، وقوانين اجتماعية، فهو كتاب دين وعلم واجتماع وخُلُق وتاريخ، وإذا طُلب مني أن أحدد معنى الإسلام؛ فإني أحدده بهذه العبارة: الإسلام هو المدنية». لذلك كله نستنتج لماذا ظل القرآن الكريم مستهدفا وما دروا أنه محفوظ إلى يوم الدين لقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ الحجر: 9.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de