الشخصية السودانية متناغضة يغلب عليها التلون والحده والغلو والتطرف في الخلاف اضافة لحب السيطرة وعدم قبول الرأي الاخر، مما شكل نوع من الزيف والخداع في الاخلاق من صدق وامانة وكرم ووفاء واخلاص، وهذا التناغض الواضح بالطبع لاينفي وجود اصحاب مبادئ ومُثل وصدق واخلاق، والمراقب يري ازدواج الاخلاق من خلال التعامل العام في العلاقات الاجتماعية المبنية علي المصالح وكذلك يلمس ذلك من خلال قطاع السوق خصوصا سوق العقار والاراضي والسيارات وغيرها وهذا التناغض ظهر جليا في انعدام اخلاق الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم حيث تفاجأ الجميع بانتهاك حرمات البيوت والاعتداء علي الانفس والاموال والسرقة والنهب الذي ارتكبه سودانيين عسكريين ومدنيين ولكن نتيجة الانفة والاستكبار والتعالي تم الحاق هذه القبائح باخرين وكما يقول المثل (كل قبيح منكور) وايضا انعكس عدم الصدق والوفاء بالعهود والمواثيق من خلال فشل الهدنة تلو الهدنة ولم يرتدع المتقاتلون عن عظمة الايام العشر من ذي الحجة ولا عن يوم عرفة ولا عن يوم العيد ولا يوم الغر اعظم ايام الدنيا وهو ثاني ايام العيد اي اليوم الحادي عشر من شهر ذو الحجة، انكشف مدي الحقد والكراهية لبعضنا البعض وانكشف القدر والخيانة وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق علي مستوي القيادة السياسية والعسكرية لدي السودانيين، فحتما في ظروف الشدة يظهر المعدن الغالي الاصيل الذي لا يصدأ ابدا وكذلك المعدن الرخيص الردئ الذي ينكشف في وقت الشدائد والمحن وتجد بعض الناس يظل يرتدي عباءة الزهد والصلاح والاخلاق فقط نتيجه للخوف بكل انواعة المختلفة لان في حقيقة الامر لا تولد الأخلاق الحقيقية من رحم الخوف لان أكثر الناس يظهر من خلال قناع أخلاقي إن كان ضعيفا لا يمتلك سلطة أو نفوذا، يظهر بخلاق اخلاقه التي يخفيها نتيجة للخوف ولكنه لو امتلك أي شكل من اشكال السلطة والقوة تفتضح شخصيته اللاأخلاقية فيستبد ويطغى ويظلم ويتكبر ويتجبر وأكثر الناس يظهر بقناع أخلاقي حين يكون في حالة ضعف واكثر حلقات الضعف هي الفقر فإذا كان فقيرا فحتما انه سوف يكون حاله غير لو استغنى وتمكن حيث ينزع قناع الأخلاق الزائف من وجهه فتفتضح شخصيته المتسلطة المتجبرة الغارقة في سوء الاخلاق والقبح، لان ليس كل من يرفع شعار الأخلاق يلتزم به في واقع حياته لان الذي يمنعه من اظهار حقيقته هو الضعف وعدم امتلاك السلطة والمال اي الفقر، فنجد ان الذين يرتدون اقنعة الزيف في حال انه امتلك السلطة او الوظيفة المرموقة والغني يظهر بذلك الوجه الحقيقي القبيح مستكبرا متنكرا لمجتمعه واهله واصدقائه ويتعامل بعجرفة واستكبار ويأنف حتي عن استقبال زائر لمكتبه او منزله لحاجة او ضرورة او حتي لزيارة ودية او مكالمة هاتفية او رسالة الكترونية تجده متعاليا مستكبرا فالانسان العاقل لا ينخدع بزيف الاقنعة التي تواري السوءات وبالضرورة كذلك ليس كل من يدعو إلى الأخلاق هو شخص عادل متزن صادق امين صاحب نخوة وشهامة ومروءة لان كثيرا من دعاة الأخلاق مستبدون مستكبرون وما دعوتهم إلا وسيلة للانتقام من خصومهم أو إضعافهم او تحقيق انتصار زائف لنفوسهم المريضة التي تحرص على تدمير المخالفين والمختلفين معهم وذلك من خلال ستار المكر والخديعة حيث تجدهم يحرصون علي القضاء على أي رأي آخر يختلف معهم ومثل هذا يدفعهم أحيانا لرفع شعار الأخلاق لكسب العامة أو إرضاء ذواتهم المتضخمة بالزيف والرياء لكن الامتحان الحقيقي يظهر حين يوضعون في المحك و يُجبرون على التعامل مع مخالفيهم ويكونوا مجبرين أيضا على التساوي معهم وعدم التميز في أي شئ لمجرد الرأي لهذا نجد كل داعية صاحب اخلاق مزيفة يسقط في اختبار التسامح والقبول إذا خيرته بين المصالحه وميوله، وبين اعترافه بوجود وحقوق الآخرين حينها يسقط قناع الأخلاق وكل الدعاوي المرفوعة للاخلاق والقيم والتسامح، ومثل هذه النماذج التي عاشت جل حياتها في مستنقع آثن تظهر بوضوح وتشتم رائحتها الكريهة في المواقف الحقيقية، وبكل تاكيد لقد تجلى لنا ذلك بوضوح في ظروف الحرب التي نعيشها الان التي اظهرت لنا الاقنعة الزائفة والوجوه القمئة واللصوص والسياسين المنافقين والعسكرين المخادعون الذين لايعترفون بالعهود والمواثيق واخلاق الحرب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة