اتفق العقلاء علي ان ما حدث في الخامس والعشرين من اكتوبر لسنة 2021م كان انقلاب عسكري لم يجلب للبلاد الا المزيد من التراجع عن اكمال عملية البناء الوطني الديمقراطي و ليس تصحيح مسار كما كان يدعي من وقف خلف ذلك الانقلاب العسكري الذي عجز حتي عن تشكيل حكومة معترف بها دولياً طوال ما يقارب السنتين فلا تزال عضوية السودان مجمدة في اروقة المنظمات الدولية وابرزها منظمة الاتحاد الافريقي ونتيجة لذلك تعيش البلاد في عزلة تامة قاد الي تعطل عجلة التنمية الاقتصادية التي كانت تسير بخطى حثيثة لإخراج السودان من نفق سياسات النظام البائد الذي ادخل البلاد في تجارب اجتماعية و اقتصادية فاشلة دفع المواطن البسيط ثمنها مما دفع الجماهير الي الثورة التي حملت الامال باقامة دولة القانون واحترام حقوق الإنسان وتحقيق الحرية والسلام حتي ينعم الوطن بالاستقرار
لقد كان الاتفاق الاطاري بمثابة نافذة لإخراج السودان من عقبة انقلاب اكتوبر ولكن كان ازلام النظام البائد بالمرصاد لكل خطوة تقود إلى نجح التجربة الديمقراطية ويكفي الاستشهاد بتصريحات قادة الفتنة من الاسلاميين التي كانت تهدد الشعب السوداني باشعال الحرب في حال التوقيع على الاتفاق الاطاري وبالفعل نجحت في احداث فتنة ما بين الجيش وقوات الدعم السريع مما قاد الي وقوع الحرب التي لا تزال مستمرة حتى الآن و كان بالامكان ان يكون الاتفاق الاطاري علاج للمشكلة السودانية من جزورها وهو انجاز يحسب للمستر فلوكر ممثل الامين العام للامم المتحدة في السودان الذي قرب وجهات نظر الفرقاء السياسيين السودانين ورغم ذلك وجد جحود وهجوم غير مبرر وصل الي درجة مطالبة الجنرال البرهان بابعاده من رئاسة بعثة الأمم المتحدة في السودان ولكن كان رد المجتمع الدولي بتجديد الثقة فيه
والان بعد اندلاع الحرب صار الحل هو ايقافها و الرجوع الى الاتفاق الاطاري واستأنف الحوار الذي يقود الي تشكيل حكومة مدنية مع معالجة النقاط الفنية خاصة مسالة دمج قوات الدعم السريع في الجيش باعتماد فترة لا تقل عن العشر سنوات كفترة انتقالية لتوفيق اوضاعها واعادة هيكلة القوات المسلحة وصول الي جيش مهني واحد موحد يضم كافة ابناء الوطن مع ابعاد الاسلامين المندسين في صفوفه فالجيش المحترف يجب ان ينصرف إلى مهام حماية الحدود وتامين البلاد وليس العمل السياسي ليشمل ذلك حتي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية سلام جوبا علي ان تعمل على ترتيب اوضاعها عبر لجنة الدمج واعادة التسريح علي حسب نصوص اتفاقية سلام جوبا والتي بذل فيها الجنرال محمد حمدان دقلو جهد خارق لاجل الوصول مع الحركات المسلحة الي سلام عادل وكان بالامكان لو لا اندلاع الحرب العمل علي اكمال ملف مفاوضات السلام مع بقية الحركات المسلحة الغير موقعة فالجنرال حميدتي يتمتع بقبول لدي قادة تلك الحركات مما يعني نجاح التفاوض وبكل اسف من المتوقع اندلاع القتال مره اخرى في مناطق الحركة الشعبية جناح الحلو بجنوب كردفان ومناطق سيطرة الاستاذ عبد الواحد محمد نور في دارفور بعد ما تبين للطرفين غياب الدولة نتيجة اندلاع الحرب بالتالي وقف اطلاق النار الذي كان يربطهم بالحكومة المركزية صار غير ذي جدوى
الجنرال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع معروف عنه الشفافية وعدم ممارسة النفاق السياسي لذا فان تصريحاته دائما ما تاتي تحمل في جوفها الحلول والطرح الصادق لمشاكل البلاد وبالامس استمعنا الي خطاب جديد موجه للشعب السوداني اعلن فيه الجنرال محمد حمدان دقلو بكل شجاعة اعتذاره للشعب السوداني عن وقوع الحرب التي فرضت قسرا علي قوات الدعم السريع والتي وجدت نفسها امام تحدي الدفاع عن النفس وكما قلت سابقا يكفي الاستشهاد باعترافات كل من المدعو انس عمر والمدعو الجزولي بان من يقف خلف اندلاع الحرب هم ازلام نظام الكيزان البائد فقد كانت اعترافاتهم دليلا دامغ على تورط النظام البائد في اشعال البلاد اذا بالتالي فان خطاب الجنرال محمد حمدان دقلو يعتبر في قمة الشجاعة ويستحق الاشادة من المجتمع الدولي الذي كاد يخدع عندما اعلن الطرف الاخر بان قوات الدعم السريع مليشيات وهذا وصف غير صحيح فالدعم السريع قوات نظامية بموجب تشريع صادر من البرلمان اكدتها الوثيقة الدستورية التي وقعت عقب ثورة ديسمبر اذا بالتالي لاينطبق على الدعم السريع وصفها بالمرتزقة او الاوصاف السياسية الرخيصة التي تستعمل في حالات الفجور السياسي فاعلام النظام البائد تعمد تشويه صورة قوات الدعم السريع وصفها بأنها قوات اجنبية وانها مارست صنوف من انتهاك حقوق الإنسان وهذه الاتهامات تظل غير صحيحة ولم تاتي من تقارير لجان تحقيق رسمية ومع وجود سيولة امنية بسبب عناصر خارجة عن القانون فهناك اعداد كبير من السجناء باتوا طلقاء احرار بسبب وجود جهات لها مصلحة في اخراج ازلام النظام البائد الموجدين بالسجون اذا مسالة اتهام قوات الدعم السريع بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان تظل لا معني لها حتي يتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية لتفصل في ما يتعلق بذلك الامر بالنسبة للسلام فلا اعتقد ان هناك شخصية سودانية اهتمت به اكثر من الجنرال محمد حمدان دقلو فقد بذل الرجل نفسه لاجل البحث عن السلام في داخل وخارج الوطن ولم يتردد في المكوث في اقليم دارفور لاجل معالجة اسباب الخلافات وقد حقق نجاح كبير في ازالة الخلافات الاجتماعية بين ابناء الاقليم الواحد و كما معروف عنه التحلي بالصدق والوضوح فقد تحدث الجنرال حميدتي اعلن حزنه الشديد على مقتل الجنرال خميس عبد الله ابكر والي ولاية غرب دارفور الذي قتل الاسبوع الماضي و قد امر حميدتي بتشكيل لجنة تحقيق داخلية مع الالتزام بالتعاون مع اي لجنة او جهة ترغب في التحقيق الذي يقود إلى كشف الحقيقة لقد كان نزع السلاح من المدنيين خطوة تاريخية سبق فيها الدعم السريع الجميع خاصة في اقليم دارفور وقد حققت نجاح طيب ولكن بكل اسف خرجت بعض الاصوات النشاز تطالب من المواطنين حمل السلاح مما قاد الي تفاقم الوضع السياسي في دارفور وهنا ينبغي علي الحركات المسلحة خاصة الموقعة على اتفاقية سلام جوبا ضبط عناصرها وخطابها السياسي والاعلامي في اقليم دارفور والعمل على ان تكون داعمة للسلام وليس صب الزيت على النار وان مايحدث في مدينة الجنية يحتاج الي تكاتف الجميع لاجل ارساء سلام اجتماعي يتناول جزور المشكلة والتنمية تعتبر احد الحلول مثل اقامة سدود حفظ المياه علي مجاري السيول والوديان حتي يتم الاستفادة منها في زراعة اكبر رقعة جغرافية وانشاء مناطق رعوية تضمن مسارات جديدة تمنع الاحتكاك مابين المزارعين والرعاة والمستفيد الاول هو السودان فالسلام يضمن العيش الكريم لجميع المواطنين والجميع شاهد على ماقام به الجنرال محمد حمدان دقلو من مشاريع تنموية في مختلف أنحاء البلاد ولم يفرق بين منطقة واخري لذلك استحق ان يكون قائد قومي لمعظم السودانيين الا من رفض الا ان يسلك طريق الفرقة والانقسام
لجان المقاومة علي طول انحاء البلاد يتطلب منها افشال مخطط ازلام النظام البائد في اشعال المزيد من الحرب وذلك برصد العناصر المندسة في وسطها وابعادها وان تعمل على بث الوعي السياسي باقامة ندوات ولقاءات سياسية مع المواطنين لشرح حقيقة واسباب اندلاع الحرب لتكذيب روايات اعلام النظام البائد الذي يروج للحرب العنصرية والتي لن تجلب للوطن الا المزيد من الاهوال
يتمتع السكان الذين يعيشون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع بكامل الحرية والاستقرار ومن يكذب ذلك عليه بالحضور ومشاهدة مظاهر التعايش السلمي بين الطرفين وهذا دليل على القبول الشعبي لقوات الدعم السريع فعناصرها يتمتعون بالانضباط التام و الروايات التي يسردها البعض عن تجاوزات للدعم السريع ماهي الا اكاذيب من نسج خيال مريض يتجاهل قصف الطيران لمنازل الابرياء بدون مبرر في سياسة درج عليها ازلام النظام البائد
اذا الكرة في ملعب الشعب حتي يقرر من الذي يقف معه ومن يريد اجهاض ثورته التي مهرها بدماء الشهداء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست