قد لا يعلم الكثيرين أن ولاية غرب دارفور، هي عين دار مساليت بحدودها الجغرافية والسياسية التي أبرمت في إتفاقية ((قلاني)) بأطرافها: فرنسا، انجلترا، وسلطة دار مساليت، بموجبها دخلت دار مساليت في حظيرة السودان الانجليزي المصري بطوعها واختيارها. ومعلوم أيضاً أنّ لإقليم دارفور دِيار ((جمع دار)) حكراً لكل قبيلة من الأعراب وقبائل أفريقية أصيلة، تتجاور مع بعضها في توافق وسلام تتبادل المنافع في إرث موروث مكوِّنة دارفور. بعد هجرات القبائل المتتالية تحت ضغط القحط والمجاعة، معظمها من الأعراب. انتهز بعض السياسين المُسْتَعرَبين بالسودان، لِخَلْق وِضْع إنتهازي لتوطين هؤلاء لِرِفع المناورة والمساومة في إقتسام كعكة الوظائف الدستورية وغيرها في الإقليم والمركز، دون إعتبار للمواطنة. تأسس في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي تنظيمًٌ سُمِّي بالتجمُّع العربي بأهداف- منها- تغيير التركيبة السكانية والمناطقية والقضاء على حواكير القبائل الأصلية للإستيطان والإمتداد إلى خارج الحدود السياسية للسودان. ليصير الأصِلَّاء بلا وطن ولا هوية، وأحلام أمبراطورية "دقلو" الواسعة في وسط أفريقيا، تدغدغ أصحاب الأحلام. إحتضنت حكومة الإنقاذ تلك الأهداف لِهَضْمها في مشروعها الحضاري وهي لا تملك عُصارات هَضمها، تلتقي في حياء في مشروعها الإسلاموي العروبي في بعض أهدافها المزعومة. تُشير هنا أن المصطلحات: التجمع العربي/ الجنجويد/ الباشمرقة/ أُمْ بَاغَة والدعم السريع- والأخيرة هي شجرة ذات جذور، تُغَذي فروعها بالعنصرية الصارخة، تَفَهَّمتها الجنائية الدولية في تخطيطها على إبادة قبائل الفور والمساليت والزغاوة (كمرحلة أولى) وإسْتَماتَتْ فيه، إفقارهم، تهجيرهم القسري/ إتلاف مزارعهم/ تصفية رموزهم القبلية والثقافية/ نقل موظفيهم خارج الولاية والإقليم، الحيلولة دون تعيينهم في الوظائف... الخ وممارسة الأرض المحروقة للتوطين، بكفالة معظم حكومات الخرطوم، الحزبية فيها والعسكرية، مُستَغْفَلَة أو متواطئة. تَلَكَأَتْ في التعاون مع الجنائية الدولية وعرقلت أعمالها بتأثير قوي من فلول النظام البائد (المؤتمر الوطني) وكان لرئيس مجلس الأمن الخليجي في تلك الدورة، دور بارز في تعديل قرار مجلس الأمن الدولي من المادة السابعة إلى المادة السادسة بقيادة جيش هجين لحفظ السلام في دارفور ولا سلام يُعْمل لحفظه البَتٍَة حتى يومنا هذا.. ولم نقف على مقاصد رئيس مجلس الأمن في ذلك الشهر، وما زال ذلك الدور غُصَّة لضحايا دارفور إلى يومنا هذا. شَمَّر الدعم السريع عن ساعد الجِد للإستفادة من الدور الضبابي والقفز على قرارات مجلس الأمن ومن حكومة المؤتمر الوطني البائد ومن مجلس السيادة الحالي وأَمِنَتْ من إدانة فظائعها من سير العدالة الجنائية بوضع المتاريس في تسليم مطلوبي الجنائية الدولية، وواصلت في إرتكاب المزيد من الإنتهاكات لخلط الأوراق وخَلْق مشهد ضبابي أمام الجنائية وإرباك العالم الديمقراطي في تأكيد لجرائمها في الإبادة وجرائم الحرب والتهجير القسري وجرائم ضد الانسانية، وكسب الوقت في إنتظار القادم. في أواخر أبريل وحتى (يونيو ٢٠٢٣) الجاري، قام الدعم السريع بقصف معسكرات النازحين ودُور الإيواء ومدن وقرى دار مساليت التي تَجمًَعت هرباً من ويلات سنة ٢٠٠٣م وعلى أثرها صدر القرار الأممي السابق. لحفظ الأمن المشار إليه، وما زال يرتكب متحدِّياً مجلس الأمن، على إمتداد ولاية غرب دارفور والعالم لا ينظر ولا يسمع والأقمار الصناعية وتكنلوجياتها المتطورة توفِّر لها كل ما يعينها على الوقوف على المشاهد الدامية المريعة. إستباح الدعم السريع كل المحظورات الأممية التي تحافظ على توازن وتوافق الحياة. حسب ما نظمته القوانين الدولية ولم يكتف هذه المرة بقائمة إرتكاباتها السابقة، بل زاد في القائمة تصفية محاميي الإتهام والشهود في قضايا كرندنق والجبل ومسترى الخ.. حتى ينجو بالقَتَلة والسفاحين، ليطول ليل الضحايا ويصيبهم الإحباط في عدالة القضاء العالمي. والأنكأ إيلاماً فَرض قائد الدعم السريع أحد ضباطه الذي وُثَّقت جرائمه بالصوت والصورة (وفي حالة تلبُس بالجريمة ثم تعيينه رئيس للجان الصلح غصبا في الجنينة ودارفور عموما(هو الخصم والحكم) و (طُظ فيكم - يا عالم - وعلى القائمين عليها، والحالمين بعدالة الجنائية، والجمل ماشي والكلب ينبح) ومجاز الجمل الماشي هو الدعم السريه والكلب النابح - هو العالم والامم المتحدة والجنائية الدولية وهو سادِرٌ في غَيِّه لا يردعهُ لا رادع ولا يرتدع بميثاق الأمم المتحدة. وليتجَّرع من ينتظر عدالة الأمم المتحدة كأس المرارات! كارثة الجنينة بملامح أخرى: بينما الجنينة تَحْتضر، سارع عَرَّابٌ وَالِغٌ في دماء أبرياء غرب دارفور لتأييد روسيا - من الساعات الأولى - من غزوها أوكرانيا، لأن التشابه في الاعتداء (ماركة مسجلة) وسَيلان الريق على المعادن الثمينة إلى حد سواء، سَاعتها كان المُعَدِّنون يجوبون آفاق الولاية مَسعُورين، ولا يبللون بجثث الضحايا المبعثرة في كل صوب واتجاه. تواصلت الاعتداءات (من نهاية أبريل حتى اليوم ٢٥/٦/٢٠٢٣م) وبصورة مُدمرة لا تبقى ولا تذر . جميع المرافق الخدمية الحيوية، هشِّموا البنوك واستولوا على آخر (مليم - فلس) فيها، أحرقوا محطات البنزين بعد الاكتفاء منها بالدَّلاء المستشفيات وتجريدها بالكامل، أدوية ومعامل وأثاث ثم حرقها - أو بعضها، حرق المدارس لتفويج أجيال من الاميين، نهب مخازن المنظمات العالمية، لم تنْجَ كليات الجامعة من التدمير الكامل، لأيام متتالية نهبت مخازن البضائع والأماكن التجارية، تعطيل وابورات الكهرباء والمياه ومنع الناس من التسوُّق في أسواق الخضار وطحن الغلال ومنْع الَسَقَّاءِين من إيصال الماء من الآبار، وسَلْب ونهب المارة من القبائل الأصلية. ونهب البيوت عن آخرها، ثم إشعال النار على ما تبقى، وعاثوا لأيام ينهبون البيوت بعد فرار أهلها الذين بقُوا على قيد الحياة، من (الدانات) والراجمات والرباعيات والثنائيات والقناصة الذين تولوا تصفية كل من رأوه من المستهدفين وتكدست جثث الموتى على الطرقات، جُثث الذين خرجوا من بيوتهم خوفاً من الدانات التي تُهدَّم المنازل ومن فيها. يتقاطعون دون هُدى على الطرقات قادمون مذهولون وآخرون للإتجاه المعاكس فزعين، كأنما هو يوم القيامة. فرّوا إلى دولة تشاد. سيراً على الأقدام حتى الإدارات الأهلية لم يَسلم من هذا المصير . فِرقّ الموت من -الرجال والنساء - ينتظرهم في فرارهم إلى تشاد - هذه فرق تصفي بالذخيرة أو السواطير بإشارة من مُشير. أُم تصارع موت رصاص الدعم السريع ووليدها الصغير ينادي من غير آجابة، حاول أحدهم إنقاذ الطفل ولكن ذلك الجَلاد منعه قائلا ( خَلّيه يموت في حرّ الشمس) وآخرى تترك الجنين بعد الولادة مباشرة وتهرب للنجاح بنفسها - وبعد أحد عشر يوماً، وجدته عند الحانيات العجائز. كل هذه القيامة: حكومة المركز صَمَّت أُذُنيها وغَضَّ تْ عينيها، كأنما ولاية غرب دارفور، في جذر الَّواق واقْ أحداث لا تُصدَّق، لا في النوم ولا في اليقظة، لو علِم بها التَّتريون لاستعاذا بالله من الشيطان الرجيم. أيتها الأمم المتحدة- مجلس الأمن- أيتها السلطة الرابعة في العالم الحر. ايها العالم الحر الديمقراطي وأصحاب القرارات النافذة. نحن في دار مساليت لا نعٍّول على لفتة إنسانية كريمة من جهات نَعلَمها جيداً، تتصدر الاجتماعات في شأنها وقليل من الصدقات أمام الحضور - وفي الطّوية شى آخر. حان دوركم أيها الَّراعون لحقوق الإنسان- أيُّ إنسان! لإيقاف الحالمين بأمبراطورية واسعة في وسط أفريقيا على جماجم المساليت للهيمنة على ثروات أفريقيا، أسواقها . واتخاذ تجارة البشر مِعولا لهدم أوربا والعالم الحر لا تستهينوا من نصح البعض الصغير، فإن النار من مستصغر الشرر. قد نتردى إلى الوراء (الهولوكست) وفي أجواء القرون الوسطى الخانقة أجواء الجوع والخوف وفتك الأمراض الوبيلة والتيهُ في الضلالات. ولا مخرج من هذه الدَّوّأمة إلا:- ١. وضع شعب المساليت تحت الوصاية الدولية. أو ٢. الإنفصال من السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة