ما حدث في روسيا مؤخرا، من تمرد (جماعة فأغفر المسلحة )،علي الجيش والقيادة الروسية، قد كانت هبة من السماء أرسلها الله لنا ،في الوقت المناسب، للتعلم ، ونأخذ الدرس والعبر في كيفية حل المشاكل الوطنية مهما تعاظمت وتعقدت حلقاتها. لن أشرح كيف تمرد ( يفغيني بريغوجتي) ولماذا؟ وكيف تطورت الأمور حتي وصلت حد الاحتلال للمقارالروسية العسكرية،فكل هذه الأمور أصبحت معروفة والعالم يتابع باهتمام شديد ما يحدث في روسيا..ولكن ما يهمني ، حقيقة، هو كيف تعالج الشعوب المتحضرة قضاياها الخلافية بالحوار والمسؤولية الوطنية والتنازل عن المطالب والمكاسب مهما كانت من الأهمية عند الطرفين. كان يمكن للرئيس الروسي (بوتين)أن يسحق هذه القوات اامتمردة علي الشرعية في أحلك أيام حربها مع أوكرانيا، وكانت كل الوحدات العسكرية والأمنية والشعب الروسي معه، ولكن لروسيا تجارب وذكريات مريرة مع الحرب الأهلية وما فعلته بالبلاد..وما يمكن أن تحدثه المعالجة العسكرية للمشكلة من اضرار مادية وتصدع في البنية الاجتماعية للدولة علي المدي البعيد..وضع ( بوتين) كل ذلك في الحسبان من منطلق وطني صادق..فوافق بدون تردد علي مبادرة ( بيلاروسيا) وكذلك فعلت( جماعة فاجنر ) وجنبت بذلك البلاد الروسية حربا أهلية تضر بكل مصالح البلاد العليا. إنها دروس وعبر،بالغة الأهمية،ليتنا نستوعب فوائدها..خاصة قادتنا في دول العالم الثالث،حيث البندقية هي الطريق الوحيد في حل الخلافات والقصايا والتطلعات الشخصية علي القيادة والمناصب الوزارية والسياسية...دون وضع أي اعتبار للمواطن او قضايا الوطن العليا.. نحتاج الي دروس عميقة في التربية الوطنية والمسؤولية المجتمعية ... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة