منذ ان استولي الجيش الكيزاني و صنيعته قوات الدعم السريع (الجنجويد) علي الثورةًالديسمبرية تماديا الحليفان- الخصمان في أستغلال الإدارة الاهليةً بدون حياء. اخرهاإعلان التزام قبيلة بني جرار لدعم الجيش الكيزاني الهالك بدفع عشره إلف مقاتل وكميات مقدرة من البهايم و المواد التموينية. .. أرجوا أن يكون خبرا مفبركا !!
هيجت ذكرياتي و مشاعري قرأة الخبر المحزن . اهل السعية في السودان تعرضوا. للاستغلال و للظلم وأحيانا للانتهاك من حكومات الخرطوم و منسوبيهم
و لكنهم أهل كرم وسلام
عرفت قبايل البنى جرار غرب النيل الأبيض في أيام الصبا و العنفوان. كان العمدة صديقا لي. كنت يافعا باحثا في شئون الثروهالحيوانية و المراعي في بدايات سبعينات القرن الماضي. اتيت و فريقي البحثي الي ديار. بني جرار و ضربنا خيامنا في موقع ظليل هادي. ثم ذهبنا لنحيي العمدة و نبلغه بإنهيشرفنا أن نكون في دياره. أجاب بترحاب مقتضب.ثم قال قبل السماح لنا بالجلوس: انتم ضيوف بنو جرار و لا يجب ان تاتوا وتقيموا هكذا بدون تقديم او آذن!!
اولً درس! في الدبلوماسية
قلت نحن اتينا ليلا و خفنا ازعجاكم، قال لا تثريب عليكم. سالته لو يمكن ان يسمح لنا. بالبقاء، قال بكل ترحاب و أعطي الاشارة لاهله لينقلوا خيامنا الي رحاب داره. ثم سمح لنا بالجلوس للافطار فلقد كان الوقت مبكراً . اكرمنا بافطار غني بالعسل و السمن البلديالتي لاتزال رائحة الحلبة تملا حواسي كلما تذكرت بادية السودان الممتدة العريضة. اكلناعصيدة الدخن بالحليب الطازج و التمر. شربنا الشاي السيلاني الأصيل تفوح منه رائحة القرفة (و التي عرفت بعد هجرتي للولايات الامريكية المتحدة بانها تسمي السينامون!).
كان عمدة بنو جرار شابا أنيق الملبس بغطاء شعر تقليدي، فالرجال لا ينزعون غطاءالشعر الا في حضرةً الزوجة والاطفال الصغار. كان مثقفا متعلما محبوبا لدي رهطه يكنون له احتراما عميقا ! اخبرته بأني باحث ومسئول عن ادارةً المراعي والموارد الطبيعية في محافظة النيل الازرق (وقتها المحافظة تمتد من مدني الي الكرمك و من الدويم الي كوستي و تندلتي وحدودا اعالي النيل). وقتها كان يتم تعيينا في اول يوم تخرجنا من الجامعة في وظائف علمية وادارية كبيرة و كنا في غاية المسئولية و التفانيً و الامانة.. لم تخترق براءتنا تماسيح الخدمة المدنية و لا الذين اتو من بعدهم من سفها البوليس و الجيش المودلجين.
في ذلك الزمان كانت هنالك مشاركة طوعية في الكلاء و الماء بين البني جرار و جيرانهم الاحامدة و السليم جنوبا ومع الشكرية حسب احوال المطر و المناخ . كان ألأمن مستتبا قبل الغزو الحزبي ثم الغزو الارهابي الشمولي الكيزاني و الذي همش العمد واذاقهم الويل.
الادارة الرشيدة: قال عمدة بنو جرار :سترون بعض من خصائص عملي بعد ايام قليلة حيث سنستقبل علي حدودنا الجنوبية مع الاحامدة الاف من اصحاب السعية من غرب بحر ابيض يقودون عشرات الالاف من البقر و الغنم و الماعز و يرومون كرمنا حيث الجفاف اصابهمً.
رايت في ذلك الزمان ما لا يصدقه اهل المدن و من يدعون العلم وًالبحث في هذه الايام :
يا للهول و يا للعجب و يا للمتعةً:
اصطفت الالاف من الإبل و الابقار و خلفهم الماعز و الاغنام علي طول الخط الذي يفصل بين الاحامدة ناس ابوركبه و البنى جرار ناس ابوزريبةً. و بعد ان أكرم البنو جرار ضيوفهم الاحامدة لعدة أيام بما يليق بمقام الضيف و المضيف بدأ (العمل الفني الدقيق) في تخريط مسارات البهائم في أماكن الماء و الكلاء بما يحفظ الحقوق ويحمي الموارد!
ثاني درس !! في إدارة و صيانة الموارد الطبيعية
كان ذلك في بدايات إنقلاب نميري العسكري و قبل هجرتي الطويلة خارج السودان. بقيت سنوات قليلة بعد ذلك لاري المذلة التي الحقتها زبانية جعفر نميري و مثقفاتية الجهلة كالدكتور جعفر علي بخيت الذي الغي سلطات العمد و المشايخ و استبدلهم بحاملي الوظايف الممحوقين المرتشين من أنصاف المتعلمين من المديرين الإداريين..لم يكن منهم من يسوي قلامة ظفر من داوود عبد اللطيف أو جعفر كرار ..او ..او .. طيب الله ثراهم .
و مضت حقب سوداء من حكم العسكر و الكيزانً!
وتسببت زبانية الكيزان والجنجويد في زيادة تدني الاحوال المعيشية و الامنية منذ آن. اجهضوا الثورة الديسمبرية في عام ٢٠١٩ ومن خلال انقلاباتهم المشئومة والفاشلة. عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٣. ووجدوها مناسبة لاغواء بعض قادة الادارات الاهلية بالبرادو والكروزرات واموال الذهب المنهوبة.
وعندما فشلوا ادخلوا البلاد في غمار حرب. اهلية مدمرة ..ظهر منها جليا أن كلاا لمتحاربين لصوص ياتمرون بأمر فلول الكيزان و اميرهم علي كرتي !
في هذه الحرب العبثية التالفة المتلفة يعتمد. الجيش الهالك علي ما بقي له من سلاح الجو في هدم المدن و المستشفيات و المساجد و البيوت. في حقيقة الأمر صار جيش السودان جيشا تقوده فيالق مليشيات الاسلاميون بدون تنظيم او قدرات قتالية .فلجا الي الشحدةً.و بترغيب القبايل لاعانته بالمال و الرجال ! وما اعلان التزام قبيلة بني جرار لدعم الجيش الكيزاني الهالك بدفع عشره الف مقاتل وكميات مقدرة من البهايم و المواد التموينية الا محاولة بائسة لاستغلال الكرام
لعل الجيش المهتري يترك البادية في حالها.
لن ياتي من الشراكة مع الجيش الفاسد الفاشل الا البلاء لانه جيش تعود علي دعم. الميشيات الكيزانية و الجنحويد و تعيين جنود مهمشين اجورهم قليلة و طعامهم البصل!!!بينما الضباط الكيزان يقتلون الضباط الاحرار وياكلون السحت و يسمنون وتمتلئ كروشهم وجعباتهم بالشحم وًالمال الحرام
ثالث درس محاولات أدلجة الادارات الاهلية فشلت!
د.احمد التيجاني سيد احمد ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة