تعودنا كشعب سوداني جميل كما نعرف عن أنفسنا ويشهد علينا الجميع بالدم الحار والتفاعل السريع مع النغم والإيقاع والكلمات الشجية الثرة التى تنبئ عن مكنون معرفى عميق يظهر فيه عمق الكلمة ورزانة الاسلوب ورقة المشاعر التى هى أكبر تناقض فينا !! بين طبائعنا الحادة المعتادة وافعالنا الغريبة والذوق الفنى العالى والتطريب !! ما يثير فى النفس تساؤلا عجيبا وغريبا!! أين منتسبننا من الفن ، الشعر ، الدراما ، الرسم، كل انواع الفنون بكل تقسيماتها.. بل أين القونات اللائي جبلنا على الغناء للقبيلة وتعزيز القبيلة وتأجيج الفتن التى أدت لدمار بلد ومجتمع وكسبنا منها بجميع العملات ولم يعرف عننا غير التكاتف والطيبة وكرم الضيافة والاخلاق !! اصبحنا بما حل بنا عبرة وعظة لكل الدول التى اذا فكرت فقط فى الإختلاف عندما ترى افعالنا وما حل بنا ،، تجدها اخذت درس وموعظة لا يمكن وجودها الا عند الدولة التى تدعى السودان والتى لعب بها بنوها وبشعبها وقللوا ، شردوا ، جعلونا نازحين ولاجئين يتفضل علينا من كانوا يستمتعون بخيراتنا اصبحنا محل عطف واستجداء وهدر كرامة بسبب قلة لم نعرف عنهم الا العيب وبلع الذمم ورداءة الاسلوب والانانية المفرطة والتعدى على انسانيتنا التى كرمها الله تعالى فوق كل شئ تلاعب بها معدومى القلب والضمير .. رسالة الفن بكل انواعه لم ولن تكون تلك السهلة وبعيدة !! بل كانت رسالة قوية تؤجج الوجدان والخاطر وتفعل فعل السحر فى نبضات المتلقى والذى يسمع او يرى ويقرأ تلك الاشياء من الفن بشتى ضروبه وتعمل على تغيير واقع مرير يحتاج الكثير من رتق فجواته داخل جوانحه المتألمة ،، حتى يتنفس الصعداء ويخرج الهواء السخن ،الخوف، الحزن ..كل تلك الاحاسيس التى جعلت الطفل من بيننا كهلا فى عمره من باب الهم وغيره الذى عشناه الما ومرارة قطعت القلوب وعلقت الحناجر هوانا على أنفسنا وتعزية لارواحنا وما حل بها وجعل الحي منها مثل الميت الذى غادر ولم يستطيع تحمل العذاب الذى تركوه خلفهم لآخرين يتذوقون مرارة عدم المسئولية من عابثين وقهر من متفلتين بعضهم معروف وآخرين مخفيين الهوية .. فى تقديرى كل الفنانين الذى اغتنوا من قدرات الناس المادية ووصلوا رقما قياسيا من المال والكسب وهذا ليس للأسف بل للواقع!! ما كنزتموه منهم وتمتعتوا به داخل وخارج السودان وجب عليكم أن تفعلوا كما فعلتوا فترة كورونا من تخفيف عن الشعب المكلوم ،، وبل أن تجتهدوا فى دحر الخوف وعدم الانجياز لجهة ضد اخرى ،، ورسخوا فى داخلهم الوطن، الحب ، الايجابية ، الطمأنينة..مثل هذه الاشياء لتعزيز الروح والسعى فى الحفاظ عليهم ثم العمل بإيجابية فى كل مصاعب الحياة ليعمل الجميع وايدينا فى بعضها لإنهاء الحرب وتعزيز السلام والحرص على بلادنا وترويع طريق المستعمر وغيرهم ممن تعودا على الاصطياد فى الماء العكر والمستغلين الذين تتجدد مصالحهم فى مصائب الناس دون خجل ... الفن بأنواعه هذا وقته وهذه ايامه لتطمنوا النفوس واستلهامها لكسر عين هذا الشيطان وتهدئة الاجواء لتصفو النفوس .. دام السودان آمنا مطمئنا.. #لا للحرب وللتقتيل وشتات الامر ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة