مقطع الفيديو المنشور عن مقتل الجنرال خميس ابكر والي ولاية غرب دارفور مثير للقلق فالطريقة التي قتل بها الرجل قاسية جدا ولا تمت بصلة الى الانسانية و قبلها بثت القنوات الفضائية مقطع فيديو اخر يوضح وجود الجنرال الراحل خميس ابكر معتقل بيد عناصر ترتدي ملابس عسكرية من قوات الدعم السريع والملفت للنظر ان الراحل الجنرال خميس ابكر كان يرتدي سترة الحماية الخاص بالصحفيين و تتكون من درع واقي للرصاص وغطاء للرأس بمعني ان الدعم السريع كان يهدف من ذلك هو حماية الوالي من الرصاص وقد ظهر اثناء ترجل الوالي الراحل من سيارة الدفع الرباعي التي نزل منها تعرضه الي ضرب بكرسي بلاستيكي مع محاولة مسؤول كبير بالدعم السريع لصد ذلك الهجوم ولكن المقطع الاخر الذي ظهر فيه الجنرال خميس ابكر مقتول يوضح ان السترة الواقية من الرصاص قد جرد منها بالتالي فان الامر يستحق تحقيق شفاف
يجب ان يجد هذا الحادث الشجب والاستنكار من قيادة قوات الدعم السريع مع اجراء تحقيق سريع وتقديم المتهمين الي العدالة فهذا السلوك قد يخصم كثير من قوات الدعم السريع التي اظهرت في الفترات السابقة قدر كبير في التعامل بمعايير حقوق الانسان ولديها وحدة خاصة بذلك و من ناحية سياسية فقد كان الاحتفاظ بالجنرال خميس ابكر علي قيد الحياة سوف يكون ورقة رابحة للضغط في اي مرحلة من مراحل التفاوض القادمة اضافة الى ان الاسير في حالة الحرب له حقوق بموجب الميثاق العالمي لحقوق الانسان لذلك فان علي قيادة الدعم السريع الاسراع بتشكيل لجنة تحقيق في مقتل الجنرال خميس ابكر وعدم التردد في التعاون مع اي جهة تسعي الي ترسيخ العدالة والتي هي جزء من شعارات ثورة ديسمبر والتي انحازت لها قوات الدعم السريع وفي سبيلها هي اليوم تقاتل لاجل حماية الانتقال إلى حكم مدني يحقق طموحات الجماهير السودانية والتي منذ استقلال البلاد لم تنعم بالخير والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي طوال العقود الماضية فالسودان ظل يعيش في ظل الحروب الداخلية وبالرغم من توفر ثروات كبيرة من الموارد الطبيعية الا ان ذلك لم يسد حاجة المواطنين من الغذاء ومع اندلاع الحرب الحالية تضاعفت اوجاع السودانين فالجوع اصبح شعار المرحلة فمن تمكن من الهجرة او النزوح او غيرها من طرق النجاة فقد كتب له الله عمر جديد اما من فضل التواجد في المناطق الملتهبة بسب الفقر وعدم القدرة علي تحمل مصاريف السفر فقد ترك امره الي الله فمع كل اندلاع جديد للقتال وتحليق الطيران الحربي وهدير المدافع يضع المواطنين قلوبهم في ايديهم خوفاً من رصاصة او قصف طائش
الحرب التي تدور الان ليس هناك فيها رابح الا اعداء السودان وكان بالامكان منذ البداية التعقل وعدم الانسياق وراء اماني وازلام النظام البائد الذين هم السبب الرئيسي في اندلاع الحرب بسبب خوفهم من التغير الذي كان يمثل الاتفاق الاطاري حجر الزاوية فيه
نترحم علي ابناء السودان الذين سقطوا من جميع الاطراف فالدم واحد حتي وان اختلفنا وايقاف الحرب يحتاج الي قرار شجاع بالمبادرة بتحمل المسؤولية التاريخية بحماية ما تبقي من الشعب السوداني فكما قلت سابقاً انه ليس هناك رابح من هذه الحرب العبثية ويمكن بالجلوس على طاولة المفاوضات من التمكن من ايقاف نزيف الدم فالجرح الذي ينزف يوجع جميع السودانين
اذا علي قوات الدعم السريع الاسراع في كشف الحقائق وتقديم من تسبب في حادث اغتيال الجنرال خميس ابكر الي العدالة فالقتل خارج القانون يفسر علي انه جريمة حرب والجنرال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ظل دائما يرفع شعار يعبر عن سيادة حكم القانون وان كل شي يجب ان يتم (بالقانون)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست