أن يتم استخدام أدلة واستنتاج نتائج مناقضة لهذه الأدلة، لم أجدها إلا في القضاء السوداني الذي حيرني جداً، وذلك عندما يحاول القاضي الالتفاف على الأدلة لمصلحة أحد الخصوم. كما حدث في إحدى القضايا التي كان المتهم فيها الخال الرئاسي له الرحمة، ورغم أن كل الأدلة كانت ضده، لكن القاضية فاجأت العالم القانوني كله بحكم مناقض تماماً للأدلة التي أوردتها في الحيثيات.. ولكن لم تكن تلك الحالة الوحيدة، لقد قرأت أحكام أسوأ من ذلك، من أحد قضاة القحاطة -في عهدهم الغابر- ضد شركة اعتقد انها لكيزان. فالمسألة لا تتعلق بكيزان أو شيوعيين بل تتعلق بالعقل السوداني البائس الذي لا يملك أقل نزاهة لرؤية الحق من الباطل. ولذلك فلا توجد نقاشات في السوءدان بل صراخ طرشان ونعيق بوم. وسيظلون هكذا إلى يوم القيامة لو انتصر وثنهم البرهاني. فهم قوم لا يكادون يفقهون ما يقولون. أركسهم الله في ضلالاتهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. أعود للاستدلال والنتائج النقيضة. فهذا النوع من الاضطراب، قابلته كذلك في نقاشات السفسطائيين الآيدولوجيين. كالشيوعيين والليبراليين وغيرهم. وإذا اعتمدنا على منهج اسبينوزا بتحويل كل جدلية إلى معادلة رياضية، فإن كل معادلات هؤلاء ستكون معادلة عجائبية لا يستطيع فهمها حتى آينشتاين. (يتبع)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة