فقال الحق بسورة الكهف القرآنية عن لقاء سيدنا موسى بسيدنا الخضر أبو العباس إمام الناس كما سماه سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه قائلا له وللمهدى المنتظر ألم ص منصور [ يا أبو العباس أنت إمام الناس ويا منصور تقدم بنا الى الصور وذلك تقدير العزيز الحكيم ] وقال الحق عز وجل : {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا - الكهف 60} وهما في بحر النيل في منطقة دنقلا شمال السودان النوبي وكانا في مركب على نهر النيل العظيم ومتجهين جنوبا . وهذه الرحلة النيلية لسيدنا موسى كليم الله وفتاه أى ابن خالته - يوشع ابن نون - قد حدثت قبل عبوره بقومه بني إسرائيل، شرقا للأرض المقدسة مكة المكرمة. وقال الكثير من علماء السودان، إن مجمع البحرين يقع في وسط السودان بجزيرة توتي بالخرطوم العاصمة التي ورد ذكرها في القرآن العظيم: {وسنسمه على الخرطوم - القلم 16} وقيل أيضا أن مجمع البحرين هو نهر عطبرة في نقطة تلاقيه مع نهر النيل شمال السودان الكوشي. فيبدوا مليا بأن رحلة سيدنا موسى هي رحلة نيلية قصيرة المسافة وكان يعرف تماما أين يقع مجمع البحرين في السودان النوبي.
وقال الحق:{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدُنا علما *[فسيدنا الخضر هو ملاك رباني علوي من الملائكة العلوين وهو حقيقة سيدنا إدريس روح القدس وليس سيدنا ابو العباس الخضر هو بشرا أرضيا البتة ، لأن الله قال عنه - عبدٌ من لدُنا أي عبد ملاك علوى من عند الله تعالى]- فقال له موسى ﷺ هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا - الكهف 61-66}.
{فلما بلغا مجمع بينهما} - أي عندما تجاوزا نقطة اللقاء بسيدنا الخضر وهي موطن وجود (صخر الحياة)، فهي الإشارة عندما يصلا إلى موقع صخرة الحياة في نهر النيل فسيجدوا عبد الله اللدُنى سيدنا الخضر،ليعلمه العلم اللدُني الإلهي الغيبي. وإشارة صخرة الحياة، هي أن تكون معك سمكة ميتة، فعندما تصل لذلك الموقع لصخرة الحياة، وتضع فيه أي سمكة ميتة أو حيوان ميت، فإنه يحيى بإذن الله تعالى، فهذا ما حصل لفتى سيدنا موسى عليه الصلاة. فعندما وضع الفتى - سيدنا يوشع بن نون - السمكة الميتة في موضع صخرة الحياة، فعادت لها الحياة مباشرة وحيت بعد ان كانت ميتة وهربت منه في البحر! فتعجب وسرح مع نفسه ونسي أن يخبر سيدنا موسى بما حدث للسمكة الميتة،وأن المكان الذي نسي فيه الغلام الحوت الميت، فحيا وإتخذ سبيله في البحر، هو نقطة اللقاء بسيدنا الخضر ﷺ.
وقيل فى صحف إدريس لإسرائه ومعراجه لله تعالى بان ربنا لقد اتى زائرا للأرض بعد ان أهبطنا مباشرة لهذه الأرض قبل 7000 سنة فزار الله تعالى خلقه كل بنى آدم التراب واخذ عليهم بعض العهود والوصايا فكان ربنا واقف على هذه الصخرة على نهر النيل المبارك فصارت تلك الصخرة مباركة مقدسة بشرف وقوف الله تعالى المقدس عليها فصارت فيها البركة الإلهية أى كل شئ ميت يمر بها فيحي عند لمسها وكل ذو عاهة وسقم يشفى من عاهته بفضل وشرف وقوف الله تعالى فيها لذلك سميت ب[ صخرة الحياة ] وهى موجودة على نهر النيل فى منطقة النوبة الشمالية وسيدنا الخضر هو من يعرف سرها وكذلك فتى موسي سيدنا يوشع بن نون ﷺ عرف سرها، وهى حقيقة ما يسميه الإستكشافيون فى الأثر القديم ب [ ماء الحياة – عين الحياة ] فهى إسمها الأصلى [ صخرة الحياة ] وموجودة حتى اليوم فى نصف نهر النيل العظيم المبارك فى منطقة دنقلا وجنوبها . وليس هنالك حقيقة مما جاء فى الأثر الكاذب عن قصة ذو القرنين والخضر عن ماء الحياة من يشرب منها فهو يخلد فى الأرض ويصير شاب ولا يعجز البتة. فنعم سر صخر الحياة فهى تحي الموتى وكل شئ ميت يحي بإذن الله عندما يلمسها. وقال المهدي المنتظر ﷺ بأنه سيبحث عن مكان صخرة الحياة على كل نهر النيل بشمال السودان النوبي وسوف يجدها لتعم بركتها لتشفى كل الناس من الأمراض والعاهات. فبركة صخرة الحياة لقد نتجت بركتها لوقوف ربنا الله المبارك المقدس عليها فتبارك الله البركة المبارك المقدس والمحير ببركاته ونفحاته كل العالمين.
فربنا الرحمان هو بركة عظيمة لا توصف ابدا ولا تعد فإذا تخاطب معك الله تعالى وسمعت صوته، فتصير عالما وتعلم علم كل شئ وتصير عبدا ربانيا مقربا لله تعالى لأنه تجلى لك من وراء حجاب النور وخاطبك شخصيا لأنه احبك، فما بالك لو تجلى لك الله تعالى وشهدت نور تجليه مباشرة او رفعك الله إليه وحضرت له حضرت شهوده فى الملكوت الأعلى كما شهده ساداتنا الأنبياء إدريس وموسي ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين،وقال سيدنا إدريس ﷺ فى صحفه [ وما أنا إلا من رأى الله جهرة ** وما أنا إلا من به الحق ظاهرُ] فإذا اردت ان يتجلى لك الله تعالى ويحبك فاعبده بالعبادة الإسلامية الصحيحة والدوام والحفاظ على عبادته اولا بالفرائض ثم التقرب لحضرة ربنا الله تعالى هو بفعل عبادة النوافل والمداومة على ذكر الله تعالى فى كل وقت وحين وإتبع اوامر الله تعالى التى فرضها عليك بالقرآن العظيم وإتبع هدايتى بالدين الإلهى الإسلام العظيم فأنا من هدانى الله تعالى بنفسه العزيزة وعرفت منه كل علوم الدين الإسلامى الصحيح وتنزل القرآن الصحيح وبينت منهاج النبوة وهدى الصراط المستقيم فإقرا مقالاتى الدينية لتعرف هداية الصراط المستقيم لتتبعها وتصل الى حضرة الله تعالى وتدخل فى معية الله تعالى فيدخلك ربنا الله فى الجنة الهنية الرضية السرمدية.
وقيل في الأثر السوداني بأن [ صخرة الحياة ] تقع على ضفة النيل الغربي بمنطقة بلدنا دنقلا قرية (كُلمسيد) وتعني بالنوبية الدنقلاوية (مسجد الصخرة)،وقيل بأن مسجد كُلمسيد بُني على صخرة. فسر بركة [ صخرة الحياة ] فهو وقوف الله تعالى عليها من وراء حجاب نورانيا حين نزل لهذه الأرض قبل 7000 سنة ووصى بني آدم كلهم بهذه المنطقة دنقلا، فصخرة الحياة فهي بركة إلهية وتشفي الكثير من الأمراض في الجسم وتحييه وتجدده وتعافيه لو لمسها أي إنسان مريض يشفى من مرضه وحتى لو لمسها اى انسان عجوز فهو سينتشى جسمه ويصير معافى سليم من العجز والهرم ويشفى من كل مرض وسقم وكذلك صار كل نهر النيل مبارك ببركة وقوف الله تعالى فوق صخرة الحياة.
تبيان قصة السامري الحقيقة وعبادة بني إسرائيل الجهلة الفاسقين للعجل - فحين ذهب سيدنا موسى إلى ميقات ربه فى رحلته للإسراء والمعراج أربعين ليلة قضاها فى ملكوت الله الأعلى وهى تبيان فواتح سورة بني إسرائيل - الإسراء .فعمد رجل دجال داهية منهم كان يركبه الشيطان المضلل يقال له السامري، فأخذ ما استعاروه من الحلي، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه حجر من صخرة الحياة ، كان أخذها منها حين أخذه معه سيدنا يوشع بن نون فتى موسي ، لمكان صخرة الحياة فى نهر النيل، فعرف سرها بأنها تحي كل شئ ميت نسبة لأثر وقوف الله عليها كما خبرهم بسرها سيدنا الخضر . فكان مع السامري الدجال حجر من صخرة الحياة الإلهية السحرية وهو كل سره فى علمية السحر التى حاكها ليضلل ويغش بني إسرائيل ذوى العقول الجاهلة. فلما ألقى السامري الحجر السحرى المبارك فى تمثال العجل فخار كما يخور العجل الحقيقي فاتخذوه بني إسرائيل إله لهم فيرقصون حوله ويفرحون. ويقولون لقد نسي موسى ربه أي ـ العجل ـ عندنا، وذهب يسأله وهو هاهنا ! تعالى الله عما يقولون الفاسقون علواً كبيراً، وتقدست أسماؤه وصفاته. {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل إله من بعده وأنتم ظالمون * ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون * وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون * وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إله فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم – البقرة 51-54}.وهنا تصحييح الآيات- 85- 87- 96 – فهى محرفة تحريف كفرى حجاجى أموي شيطانى مبين لكى يغطى الشيطان سر صخرة الحياة فتبا لهم فتصحيحها كالأتى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى (83) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربى لترضى (84) قـال فـإن قـومـك قـد فـتـنـوا مـن بـعـدك وأضلهم السامري (85) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضبٌ من ربكم فأخلفتم موعدي (86) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فـعـبـدنـاهـا فكذلك ألقى السامري (87) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقال لهم هذا إلهكم وإله موسى فضللهم (88) أفلا يرون أنه لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا (89) ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمان فاتبعوني وأطيعوا أمري (90) قالوا لنبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى (91) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا (92) ألا تتبعنى أفعصيت أمري (93) قال يا إبن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي (94) قال فما خطبك يا سامري (95) قال بصرت بما لم يبصروا به فـقـبـضـت بـحـجـرٍ من أثـر الله بـالـصـخـرة فـنبـذتهـا فـى العـجـل فـخـار وكذلك سولت لي نفسي (96) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظللت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا (97) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما (98) كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (99)طه}- أليس هذه أدلة جازمة عقلية تبرهن لنا مليا بأن القرآن العظيم لقد حرفه الحجاج والملك الأموي عبد الملك بن مروان قرناء إبليس الشيطان الرجيم عام 75 هـ، فسحقا لهم.
وعودا إلى تبيان لقاء موسي بسيدنا الخضر عليهم الصلاة والسلام بسورة الكهف العظيمة، فقيل فى الأثر إنما سمي الخضر لأنه جلس على بقعةٍ من الأرض جرداء لا نبات فيها فإذا هي تهتزّ وتنقلبُ تحته خضراء نضرة وكان يكنى بأبي العباس. فقال الحق: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا - الكهف 65-82}.
وقيل في الأثر السوداني بأن المكان الذي التقى فيه سيدنا موسي ﷺ بسيدنا الخضر ﷺ في موقع صخرة الحياة، هو في جزيرة (سلانج) أي (ماء الحياة) في شمال السودان النوبي، وأن العالم الرباني اللدُني المرشد الذي رافقه سيدنا موسى ﷺ ليعلمه علم الله اللدُني لرفع القدر السوء والبلاء عن الناس الصالحين وآلهم في الإرض - سيدنا الخضر ﷺ - وبالنوبية تعني (الشيخ المجذوب بالدين) وأن لفظ موسى ينطق بالنوبية (مونسا) أي الملقى والمبعد، إشارة إلى ما فعلته به أمه بأمر الله بأن تلقيه في اليم أي بحر النيل في مصر دنقلا، خوفا عليه من قتل فرعون الطاغية لأطفال بني إسرائيل المكرمين. وإن هذه القصة الحقيقية الجميلة القرآنية عن لقاء رسول الله موسي ﷺ بسيدنا نبي الله الخضر ﷺ قد ذكرت وصورت في فيلم The Silent Fluteوهذا الفيلم الشهير لقد أخرجه وكتب قصته من وحي التراث الصيني العقائدى القديم، الراحل بروسلي- بطل الكراتية الشهير - وكان من المفترض هو أن يمثل دور سيدنا الخضر ﷺ ولكنه توفى.
فعندما تقابل سيدنا موسى بالعبد الصالح سيدنا الخضر ورافقه في الرحلة التعليمية لرفع البلاء والقدر السوء عن عباد الله الصالحين وأهلهم في الأرض، وخرق السفينة للمساكين وقتل الغلام بإشارة يده، وقد فعلها بالخفاء أى بالقدرة الإلهية بعلم التصرف بالاسماء الربانية لأنه ملاك علوي رباني قوي جدا ويفعل خرق العوائد والمعجزات الرهيبة، فقال بسره للفتى الذي كان سيصبح طاغوتا كبيرا وسيعذب والديه الصالحين والناس، فقال له: "مت بإذن الله"، فقتله، وأقاما الجدار لابناء الرجل الصالح، فهو تصرف كما أمره الله تعالى وذلك التصرف لرفع البلاء عن عباد الله الصالحين المساكين والعون الإلهي لذريتهم ولرفع ورد القدر السوء، ولقد اكتشفه سيدنا موسى ﷺ وكاشفه وأحتج عليه منكرا لتلك الأفعال المنكرة لأنه قاسها بعقله ، لأنه رسول كبير جدا من أولي العزم ويعمل بالشريعة الظاهرة ليست بالشريعة المتخفية.
فالعبرة لنا من قصة لقاء سيدنا الخضر بسيدنا موسي كليم الله عليهما صلاة الله هي لرفع البلاء والقدر السوء والشر عن عباد الله الصالحين وذريتهم، فيبدو من تبيان القصة، أن سيدنا موسى ﷺ قد سأل الله تعالى مثلنا كلنا نحن البشر، لماذا يحصل الشر والبلاء والظلم للناس والله حاضر ويشاهد ذلك؟ فأمره الله تعالى بأن يقابل الخضر ﷺ ليعلمه العلم اللدُني لرفع القدر السوء والشر والبلاء. فنعم، لقد خلق ربنا ﷻ الخير والشر والله تعالى لا يأمر أبدا بفعل الشر والمنكر البتة، لأن الله تعالى رحيم محض وأمرنا كلنا بأن نفعل الخير والإحسان ونفشي السلام في الأرض، وحرم علينا الإفساد في الأرض وفعل الشر والظلم والطغيان، فالبشر الأشرار والشياطين الطواغيت هم من يفعلون الشر والظلم في الأرض مطلقا، فربنا ﷻ خلق كل الإنس والجن وأمرهم بعمل الخير والسلام واتباع أمره في الكتاب الحكيم ومن يفعل الشر ويفسد ويظلم في الأرض منهم، فسوف يحاسبه الله تعالى حسابا شديدا وأليما يوم القيامة ويحشره في نار جهنم مثوى الظالمين.
وعن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارى إلا من كسوته، فاستكسوني أكسيكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني، أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى من قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر من قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
وقال الحق عن المنذر المبين كل شئ بالدين المهدي المنتظر - المر- في فواتح سورة الرعد {ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار * له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه بأمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال – الرعد 10-11}- له معقبات - وهي الدعاء والعمل الصالح والتحصن بآيات وأسماء الله الحسني لرفع ورد البلاء والشر والسوء عنه - فيحفظه الله بأمره وينجيه من كل شر وإبتلاء - وهو قدر الله ليحصل السوء والشر والابتلاء والظلم الذي يحصل للناس من الأشرار الظالمين في الأرض والشيطان وقبيله الجن المضرين .
فإن الله تعالى يرفع عنك وعن أهلك السوء والشر إذا كنت من عباده الصالحين المؤمنين وهو تبيان ما فعله وتصرف به سيدنا الخضر ﷺ في سورة الكهف، فإن الله تعالى يصرف عن عباده الصالحين وأهلهم كل السوء والشر، فكن من عباد الله الصالحين المؤمنين، فتنجوا وأهلك من كل سوء وسيعينك وسيغيثك الله تعالى بنفسه العزيزة ويرفع عنك كل شر ومصيبة نازله بك وبأهلك، وتعيش حياة طيبة آمنة وسعيدة لقوله تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون - النحل 97}- {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون - نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون – فصلت 30-31}-وأن الله تعالى الرحيم بالمؤمنين يستجيب دعوة عباده المضطرين بدون فرز والحمد لله رب العالمين لقوله تعالى الرؤوف الرحيم بنا أجمعين : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون - النمل 62}.
وذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه (الزهر النضر في حال الخضر) أن النبي ﷺ، خرج في ليلةٍ ومعه الصحابي أنس ابن مالك، وبينما هما يمشيان سمعا صوت رجلٍ يقول:"اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه"، فردَّ النبي ﷺعلى صاحب الصوت: "لو أضاف أختها إليه؟"، فردَّ الرجل: "اللهم اعني بما ينجيني مما خوّفتني منه"، فقال النبي ﷺ: "وجبت وربّ الكعبة"، وطلب من أنس الذهاب للرجل ويطلب منه أن يدعو له (للنبي) بالعون على تبليغ رسالته، وأن تصدّقه أمته. فذهب أنس لمكان الصوت فوجد رجلاً، فقال له: "مرحباً برسول رسول الله ﷺ، ودعا له، وقال: "اقرأه مني السلام، وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحقّ أن آتيك. وقل له : إن الله فضّلك على الأنبياء مثلما فضّل به رمضان على الشهور، وفضّل أمتك على الأمم مثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام".
فأصلا سيدنا الخضر ﷺ هو حقيقة الملاك العلوي اللدُنى سيدنا إدريس ﷺ ، فسيدنا الخضر ﷺ هو من المقربين لله تعالى وهو يتلقى الأوامر الإلهية مباشرة من عند الله تعالى لينجزها له فى الأرض وهو أمين الوحي لكل الأنبياء والمرسلين والصالحين وهو شهيد الله على كل البشر . فربنا ﷻ أوحي لسيدنا موسي ﷺ بأن يقابل العبد اللدُني (الخضر - أبو العباس) ﷺ في موطن (صخرة الحياة) فى نصف مجرى النيل في منطقة النوبة شمال السودان – مصر العليا القديمة دنقلا، ليعلمه علم الغيب اللدُني لرفع الشر والبلاء عن عباد الله الصالحين وأهلهم.
وسيدنا الخضر ابو العباس او أبي محمد ﷺ لقد ظهر فى حقبة سيدنا يوسف ﷺ وهو الذى اتى مع السيارة وأنقذ سيدنا يوسف الصديق ﷺ من البئر وباعه الى عزيز مصر ليملك ويمكن له فى الأرض لقوله تعالى– {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون *وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين * وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون – يوسف 19-21}. وقالت صحف إدريس ﷺ : [ وكــان أبـو الـعـباس وارد مــائـهـا ** فـــأدلى بــدلو فــقــال تــلـك بـشـارتي ] [ وجىء بـها مصراً وبيعت رخيصة ** وذا عــجـبٌ أن يــزهــدوا في البشارة ] لقوله تعالى { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون – يوسف 102}- فهو سيدنا إدريس ﷺ فكان متركبا فى حقيقته الملاك العلوى روح القدس فهو ظل حقيقة سيدنا ابو العباس الخضر ﷺ ولقد كان شاهدا وتنزل بالروح متخفى عندما مكر إخوة يوسف به فهو حضر فورا مع السيارة وانقذ سيدنا يوسف الصديق ﷺ من البئر واخذه الى مصر وباعه الى عزيز مصر ليمكّن له الله تعالى ملك مصر وهى مدينة دنقلا فى شمال السودان سبحان الله تعالى .
وكذلك ساداتنا الملائكة الربانيون الذين نزلوا للمسلمين الصحابة الأولين في غزوة بدر الكبرى وحاربوا معهم وهزموا وقتلوا العدو الكفار والمشركين، وهي أكبر معجزة على مدى الدهر حصلت لسيدنا محمد ﷺ والصحابة المكرمين الأولين لقوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين - آل عمران 146-147} - {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم * إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار- الأنفال 9-14} - {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدّكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم - آل عمران 123-126}.كتبه العالم الرباني \ عبد الله ماهر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة